مصروف الأطفال والقدرة على اتخاذ القرار

يستطيع الأطفال اتخاذ القرارات في سن صغيرة من عمرهم، وتبدأ هذه المرحلة منذ سن الإلزام المدرسي، فتعتبر هذه المرحلة أولى مراحل التمييز عند الأطفال وفيها يبدءوا في اعتمادهم على أنفسهم؛ لاحتكاكهم بأجواء جديدة داخل المدرسة واكتساب خبرات جديدة من المحيطين بهم في الأسرة والمجتمع.



وفي هذه المرحلة لابد من تجنب إرغام الطفل على فعل الأشياء؛ لتدعيم ثقة النفس لدى الطفل حتى يكون سوي الخلق وقادر على اتخاذ القرار بمفرده، فلابد أن يكون الوالدين قدوة حسنة ومثل طيب؛ لأنها النواة الأولى لبناء شخصية الطفل.

ويعتبر المصروف اليومي للطفل هو أول ما يحاول الطفل التحكم فيه واتخاذ قرارات خاصة بشأنه؛ فهو الشيء الذي يمتلكه الطفل بمفرده. فلابد أن تدرك الأسرة قدرة الأطفال ومدى استيعابهم على التصرف في مصروفهم اليومي مع مصاحبة ذلك بعدم تقصير أو قهر أو عنف أو تدليل أو فرض حماية على الطفل. ويعرف المصروف اليومي بمبلغ من المال يأخذه الأطفال بجانب الوجبات اليومية لشراء ما يحتاجه أثناء اليوم الدراسي.

هناك بعض الأمور التي ينبغي على الوالدين أخذها في الاعتبار عند إعطاء الطفل المصروف اليومي:

-          تقديم النصح والإرشاد للأطفال للمحافظة على هذا المصروف وعدم صرفه في أشياء لا تفيد؛‏ مما يجعل الأطفال يتعودون على احترام تعليمات الأم ويتعلمون القدرة على التعامل الصحيح مع الماديات مستقبلاً‏.‏

-          الحذر من التقصير وعدم الاهتمام بمصروف الأطفال اعتماداً على أن الغذاء الذي بحوزتهم يكفيهم عن أي مطالب أخرى مما يسبب ألم نفسي للأطفال عندما يرون أقرانهم يمتلكون مصروف بجانب الغذاء. ‏وقد يضربون عن تناول الغذاء‏، ويعتبر ذلك إحدى علامات الرفض لدى الأطفال.

-          الابتعاد عن تكرار الوجبات الغذائية اليومية حتى لا يشعر الأطفال بالملل‏، بالإضافة إلى شعور الطفل بآلام النفسية عند رؤية زملائه يتناولون أنواع متنوعة من الطعام، فيشعرون بنوع من الإحباط والقهر.

-          اعتبار المصروف وسيلة لكسب الثقة والطمأنينة لدى الأطفال‏، بشرط ألا يكون مغالى فيه وعلى حسب مقدرة الأسرة.

-          تجنب المغالاة في إعطاء الطفل مصروف يومي أكثر مما يحتاج  بحجة إسعاد الطفل أو تعويضه عن انشغالهم عنه حتى لا ينشأ مدللا معتمدا دائما على الغير، مما يؤثر على شخصيته مستقبلا ويجعله متعالي على أقرانه وينفق مصروفه فيما لا ينفعه.

-          الاهتمام بسؤال الطفل اليومي عن طرق إنفاق المصروف كنوع من التنبيه العقلي للطفل؛ لترسيخ مفاهيم التصرف السليم فيما يحصلون عليه، والاطمئنان من المدرسة على سلوك الطفل وتصرفاته خلال اليوم المدرسي.

-          تحويل المصروف اليومي في المرحلة الإعدادية إلى مصروف أسبوعي أو شهري، حتى يكتسب الطفل في هذه المرحلة القدرة على التحكم في الماديات بحسب متطلباته خلال فترة أكبر.

-          مواجهة الأطفال بسلوكهم اليومي وما قاموا به خلال اليوم الدراسي دون قهر أو خوف وإعطائهم الأمان في المواجهة حتى لا يلجأ الأطفال إلى الكذب‏.‏

المصدر:طفلي