مشكلة الميل الأخير في العمل: الاستراتيجيات وتوافقها مع قيم المنظمات

يدرك أولئك الذين يعرفون تدابير النقل أو إدارة سلسلة التوريد "الميل الأخير"، وقد يكون للعاملين في مجال تجارة التجزئة عبر الإنترنت بعض الخبرة الشخصية مع هذه المشكلة؛ إذ يشير مصطلح الميل الأخير إلى تلك المسافة القصيرة بين المركز الرئيس والوجهة النهائية للمنتج، وغالباً ما يكون جزءاً مكلفاً للغاية من الشحنة بأكملها، ويمكننا أن نجد نظيراً لهذه المشكلة في عالم الأعمال عندما يتعلق الأمر بتطبيق الاستراتيجيات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "ديريك إرفين" (Derek Irvine) مستشار الموارد البشرية في شركة "وورك " (Workhuman)، يخبرنا فيه عن كيفية التواصل والتوافق الاستراتيجية في مكان العمل.

تطبيق الاستراتيجية ومواءمتها مع القيم الجوهرية هو بمنزلة "الميل الأخير":

يمكن للعديد من المؤسسات أن تُطوِّر استراتيجيةً لأعمالها دون تردد، والتي من شأنها أن تربط مهمتها وطموحاتها بالمنافسة الأكبر؛ إذ يقضي التنفيذيون الكثير من الوقت في وضع استراتيجيات مناسبة، ثم شرحها لقادة أقسامهم، ثم يتم تكليف هؤلاء القادة لاحقاً بجعل هذه الاستراتيجية قابلة للتنفيذ، وإنشاء مبادرات وخطط عمل لتحقيق الأهداف الرئيسة.

تتمحور مشكلة "الميل الأخير" في هذا السياق في توافق سلوك الموظف الفردي مع الاستراتيجية والمبادرات، بِعَدِّ ذلك المرحلة الأخيرة من العملية، وكما هو الحال في مجال النقل، غالباً ما يكون اكتشاف كيفية النجاح في الميل الأخير هو الخطوة الأصعب.

فما هو مفتاح النجاح في تنمية السلوكات المناسبة للموظفين؟ لقد اتضح أنَّ قيم الشركة هامة للغاية في هذا السياق، وفي الواقع، كشفت شركة "مودرن سيرفي" (Modern Survey) عن أنَّ ما يقرب من 60% من الموظفين يقولون إنَّ قيم مؤسستهم هي التي توجه سلوكهم في العمل.

كتب الكاتب الأمريكي "باتريك لينسيوني" (Patrick Lencioni) قائلاً: "يمكن للقيم أن تُبعد الشركة عن المنافسة من خلال توضيح هويتها، والعمل كنقطة دعم للموظفين"، لكن لسوء الحظ، هذا لا يعني بالضرورة أنَّه من السهل تحديد القيم المناسبة.

إقرأ أيضاً: 9 طرق تؤثر بها الثقافة التنظيمية في استراتيجية الأعمال

ما الذي يجعل قيم الشركة قوية وراسخة؟

تابع "لينسيوني": "يتطلب الخروج بقيم قوية - والالتزام بها - شجاعة حقيقية"؛ إذاً، ما الذي يجعل مجموعة قيم الشركة قوية وراسخة؟ تتضمن القيم الراسخة ما يأتي:

1. القوة الداخلية:

هي التأكد من أنَّ القيم هي جوهرية، وتبقى ثابتة مع مرور الوقت، وتختلف القيم الجوهرية عن تلك القيم التي تطمح إليها الشركات أو تلك التي تنشأ تلقائياً والتي يمكن أن تجذب انتباه القادة إلى ما هو خطأ؛ إذ تضفي القيم الجوهرية الهدف على مجموعة السلوكات التي من المفترض أن تحقق النتائج التنظيمية.

2. القوة الخارجية:

أو مدى فهم الموظفين لهذه القيم وقدرتهم على التصرف بناءً عليها كنقطة انطلاق؛ وهذا يعني أكثر من مجرد تدوين مجموعة من القيم على لوحة وتعليقها على الحائط، وتكتسب القيم هذه القوة الخارجية عندما يتصرف الموظفون بطريقة تتوافق معها كل يوم.

لذا، إذا كانت القيم الجوهرية واضحة، وتمكَّن الموظفون من العمل وفقاً لها، فسيتم تطبيق الاستراتيجية وتوافقها مع القيم الجوهرية، أو "حل مشكلة الميل الأخير" بنجاح.

شاهد بالفيديو: 8 موظفين يجب أن تعينهم لتحقق شركتك الناشئة نمواً أسرع

كيف يمكن أن يعزز التقدير قيم الشركة؟

يوفر التقدير الاجتماعي أداة فعالة لتعزيز التوافق مع القيم الجوهرية، مثل الكثير من التقنيات الأخرى التي تم الاستفادة منها لحل "مشكلة الميل الأخير" في مجال النقل، ويمكن أن تنتقل القيم المعلقة على الحائط إلى قلوب وعقول الموظفين، وتؤسس مجموعة من السلوكات التي يتم تقديرها ومشاركتها على الفور بين الناس، فهذه هي الآلية التي تعزز استمرار السلوكات المتوافقة مع القيم؛ وهذا يؤدي في النهاية إلى نسبة اندماج وعائدات أكبر.

المصدر




مقالات مرتبطة