مشاغبة طفلك.. وعناده!!

 

بعد إجراء دراسة شملت 110 أًسر أمريكية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام.. أعلن معهد العلوم النفسية في أتلانتا أن هناك علاقة قطعية على وجود علاقة بين شخصية الطفل المشاغب، الكثير الحركة، و بين الأم العصبية التي تصرخ دائماً و تهدد بأعلى صوتها حين تغضب.



 

وجاء في الدراسة أيضاً أن المقصود بالطفل المشاغب هو الطفل الذي لا صبر عنده، والعنيد، والمتمرد و العدواني نحو الآخرين.. حتى والديه، والذي لا يلبث أن يجلس حتى يستعد مرة أخرى للقيام واللعب أو العراك مع أحد أخوته.

و يعلن الدكتور فرانك ترايبر من الكلية الطبية بجورجيا قائلاً: إن نتائج الدراسة أضافت إلى المعلومات المعروفة حالياً بأن هؤلاء الأطفال قد يدمرون أنفسهم إذا لم تقدم لهم المساعدات منذ صغرهم، و إن الطفل منهم لا يعرف كيف يوجه طاقته هذه للوصول إلى هدف مفيد بل لوحظ أنه يستخدمها (أي طاقته) في عراك أو لعب عدواني مع إخوته و أصدقائه.. وربما والديه أيضاً.

و تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن الأم التي تعبر عن غضبها بالصراخ.. و باستخدام ألفاظ بذيئة، أو سيئة أمام طفلها، تدفع بهذا الطفل إلى التحول إلى طفل من هذا النوع المشاغب. وأكدت الدراسة كذلك أن تأثير غضب الأم أقوى من تأثير غضب الأب على تكوين شخصية الطفل.

هل تأملت (عزيزتي الأم) في نتائج هذه الدراسة الهامة، وهل وجدت كيف أن ما فيها يتلخص في نصيحة في غاية الأهمية، و يمكن أن نوجزها في هاتين الكلمتين: (لا تغضبي). وهي نصيحة سبق بها نبي الرحمة دراسات الدارسين و أبحاث الباحثين.. حين أوصى بعدم الغضب.

ولكنك قد تسألين: و كيف لا أغضب؟ كيف أملك نفسي حين يتكرر خطأ الطفل؟ كيف يمكنني أن أهدأ و طفلي يرتكب حماقات لا تحتمل؟ (المصدر: مشكلات تربوية في حياة طفلك)

هذه بعض النصائح التي أرجو أن تساعدك عزيزتي الأم على عدم الغضب:

1- الاستعاذة من الشيطان الرجيم بصورة مستمرة وأنت تشاهدين من طفلك ما يثير فيك الغضب، سواء أقام بكسر الأشياء في البيت، أم بضرب أخته أو أخيه الصغير، أم بالصراخ.. رددي الإستعاذة من الشيطان و أنت تتوجهين إليه لتمنعيه من فعله الخاطئ، أو لإصلاح ما أفسد، أو لغير ذلك.

2- انظري إلى طفلك طويلاً حين يكون نائماً، و تأملي في براءته و ضعفه، و خاطبي نفسك: هل يستحق هذا المسكين أن أضربه أو أصرخ في وجهه و أثور عليه؟!

و حين يريد الغضب أن يثور في نفسك على طفلك عندما يرتكب ما يثير فيك هذا الغضب.. تذكري صورته و هو نائم ضعيف، لا حول له و لا قوة، و ملامح البراءة مرسومة على وجهه.. و حاولي أن تثبتي هذه الصورة في مخيلتك.. فإن هذا يساعدك كثيراً على كبح جماح غضبك.

3- ضعي نتائج الدراسة السابقة في ذهنك، و تذكريها حينما تبدأ شعلة الغضب بالإشتعال في نفسك، و فكري: غضبي لن ينفع في تأديبه غضبي سيزيده شغباً و عناداً و تمرداً. اللهم أعني على التحكم في أعصابي اللهم اشرح صدري.

4- أشغلي نفسك بأي عمل آخر و أنت تعلنين لطفلك أنك ستحاسبينه على خطئه أو إهماله أو ذنبه.. فيما بعد.. و هذه بعض الأمثلة:

- سأعرف شغلي معك بعد أن أنهي إعداد الطعام.

- فكر كيف ستواجه أباك عندما يعلم بما فعلت.

إن هذا التأجيل يساعد على إطفاء ثورة الغضب في نفسك، وهو، في الوقت نفسه، يشعر الطفل أن خطأه لن يمر دون حساب.

موقع الأسرة السعيدة