مشاركة الموظفين: فوائد منح الموظفين الاستقلالية في عملهم

سواء كنت تسعى إلى زيادة مشاركة الموظفين، أم تقوية دوافعهم، أم تعزيز روحهم المعنوية؛ فإنَّ إحدى أكثر الأمور فاعلية هي منحهم مزيداً من الاستقلالية؛ وهذا يعني إعطاءهم مجالاً أكبر لاتخاذ القرارات، ولأن يفكروا باستقلالية، ولأن تكون لهم سلطة في عملهم؛ أي بعبارة أخرى، السماح لكل موظف بالتفكير والعمل كأنَّه مدير مشروع صغير؛ إذ سيكون هذا مفيداً جداً للنتيجة النهائية.



أوردَ الكاتب "دانيال بينك" (Daniel Pink) في كتابه "الدافع: الحقيقة المفاجئة عما يحفزنا بحق" (Drive: The Surprising Truth About What Really Motivates Us)، دراسةً تكشف عن تأثير تلبية هذه الحاجة الإنسانية الأساسية في أداء الموظفين، ومن ذلك:

1. الاستقلالية تؤدي إلى نمو أسرع ومعدلات احتفاظ أعلى بالموظفين:

في الدراسة التي أُجرِيت في "جامعة كورنيل" (Cornell University) فإنَّ نصف المشاريع الصغرى التي دُرِسَت، والتي بلغ عددها 320 أظهرت أسلوباً قديم الطراز من إعطاء الأوامر والسيطرة الإدارية، بينما أعطى النصف الآخر استقلاليةً للموظفين، وتلك المشاريع التي كان موظفوها أكثر استقلالية:

  • نمت أسرع بأربع مرات من تلك التي تستخدم أسلوب الأوامر والتحكم.
  • كان لديها ثلث معدل دوران القوى العاملة التي لدى نظيرتها.
إقرأ أيضاً: ما هو التفويض؟ وكيف يعزز إدارة الفرق؟

2. الاستقلالية تؤدي إلى عمل ومبادرات أكثر:

إنَّ البحث الذي أجرته شركة "بليسنغ وايت" (BlessingWhite) ونُشِر بعنوان "دراسة الجهود التطوعية في مكان العمل" (A Study of Voluntary Effort in the Workforce)، أظهر أنَّ "مسؤولية المرء عن عمله" كانت الدافع الأول للجهود التقديرية؛ وبعبارة أخرى، إن أردت لموظفيك أن يبذلوا ما بوسعهم، فإنَّ أهم أمر تفعله هو إعطاؤهم استقلالاً أكبر وإدارة ذاتية لما يقومون به.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات لتفويض المهام وفق نصائح مديري غوغل 

3. الاستقلالية تؤدي إلى مزيد من المرونة:

البيئة التي تتسم بالتحكم ولا تسمح للموظفين بالتفكير المستقل، أو اتخاذ القرارات بأنفسهم، وتجربة أشياء جديدة؛ أي لا تدعم الاستقلالية، تؤدي إلى سيطرة جوٍّ يدعم "العجز المكتسب"؛ إذ سيرى الموظفون أنَّ التفكير المستقل والعمل الذاتي في محيطهم سيكون دون جدوى؛ لذا لن يكلفوا أنفسهم عناء المحاولة، وبدلاً من ذلك، فإنَّ كل ما سيقومون به هو انتظار الأوامر.

ولكن بالمقابل، عندما تسنح الفرصة للموظفين بالتفكير والعمل بصفتهم أصحاب مشاريع صغرى؛ أي يُمنَحون الاستقلالية؛ فإنَّهم يبنون الثقة والمعرفة الواسعة باستمرار، ويبنون فاعلية ذاتية ويثقون بقدرتهم على التعامل مع أي مشكلة مهما كانت معقدة، ولهذا سيكون لديهم مرونة أكبر. وعندما يكون لدى الموظفين مرونة أكبر، سيتحملون المطالب والضغط بسهولة أكبر، ويستجيبون استجابة أكثر أريحية للتغيرات الكبرى والتحديات.

إقرأ أيضاً: متى يجب أن تلجأ إلى التفويض؟ ومتى يجب أن تعتمد الإدارة التفصيلية؟

10 نصائح للمديرين:

إن أردتَ موظفين متحفزين، ومتفاعلين، ومتمكنين، فقم بما يأتي:

  1. شارك هذا المقال مع زملائك من المديرين، حتى يتمكن الجميع من فهم أهمية منح الموظف الاستقلالية.
  2. شارك هذا المقال مع مرؤوسك المباشر واسأله أين يريد أن يُمنح استقلالية أكثر في عمله.
  3. أعلِم موظفيك بدواعي قلقك، وسبب شعورك بالشك، وبما يمكنه فعله لمعالجة الأمر، إن شككت بقدرة أحدهم على تحمُّل استقلالية أكبر، وناقش خطة عمل تتضمن "خطوات واضحة وسهلة" لكي يوثِّق ازدياد مسؤولياته، وقدرته على اتخاذ القرارات، ومستوى مهاراته.
  4. اسأل موظفيك إن كانت لديهم الأدوات، والموارد، و"المعرفة اللازمة لإدارة عملهم" إدارة مناسبة.
  5. لا تتبع أسلوب الإدارة التفصيلية.
  6. عندما تعطيهم مهاماً، دعهم يقررون كيفية تنفيذها بأنفسهم.
  7. امنحهم الفرصة ليكتشفوا طرائق جديدة لما يقومون به، ضمن قسمهم وخارجه.
  8. شارك وجهة نظرك إن أتى إليك موظف بفكرة ما ولم تظنَّ أنَّها ستنجح، وكانت تبعات فشلها غير هامة، ولكن ضع في الحسبان أن تدعه يجرِّب فكرته، ومع خطورة تبعات فشلها، وحتى لو لم تنجح، فإنَّ إيجابيات التشجيع على التفاعل تفوق السلبيات.
  9. تعامَل مع محاولة موظف ما في فعل أمر والفشل به، على أنَّه تجربة للتعلم وأخذ الخبرة، واسأله عما تعلَّمه وكيف يمكنه أن يستفيد مما تعلَّمه في المستقبل؛ فإنَّ آخر شيء يوده المدير من موظفيه هو أن يخافوا الإبداع والتجارب الخلاقة.
  10. قدِّر واحتفِ بالموظفين الذين يحبون التجربة ويقدمون أفكاراً خلاقة.

المصدر




مقالات مرتبطة