مريضات سرطان الثدي السابقات يستطعن إرضاع أطفالهن

تستطيع الأم ممارسة الرضاعة الطبيعية لطفل أنجبته بعد تمام شفائها من سرطان الثدي، بحسب ما تؤكد دراسة حديثة عرضت في المؤتمر الـ 35 للجمعية الأوروبية لطب الأورام الذي عقد مؤخراً في مدينة ميلان بإيطاليا.


وفي هذه الدراسة ينكر الباحثون حرمان الأم التي نجت من سرطان الثدي الحق في ممارسة الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، دافعين بعدم وجود أدلة قاطعة على وجود خطورة للرضاعة الطبيعية على تلك السيدات أو أطفالهن.
وعن ذلك يقول الدكتور حاتم عزمي، الذي عمل مع الفريق الإيطالي في تلك الدراسة أثناء عمله في قسم طب الأورام بمعهد جويوس بوريات ببروكسل إنه من دواعي الشفقة أن تحرم السيدات من فرصة ممارسة الأمومة الطبيعية وكذلك الرضع من الفوائد الغير محدودة للرضاعة الطبيعية بسبب مخاوف لا دليل على صحتها، "فليس هناك سبب يجعلنا نحرم السيدات التي أصبن يوماً بسرطان الثدي وتم شفاءهن الحق في الحمل والرضاعة دون أن يكون لدينا دليل علمي على خطورة ذلك على صحتهن أو صحة أطفالهن."
ويضيف عزمي أنه حان الوقت أن يدرك مجتمع طب الأورام أن الناجون من هذا المرض لهم حق الحياة الطبيعية وأن يحترموا احتياجات هؤلاء المرضي ومتطلباتهن.
نصائح خاطئة
وفي هذه الدراسة قام الباحثون بعمل استبيان على 20 سيدة أنجبن أطفالا بعد إكمال علاجهن من السرطان. وتبين أن 10 من تلك السيدات حاولن ممارسة الرضاعة الطبيعية والعشر الأخريات لم يفعلن. وقد تم متابعة الحالة الصحية لهن لمدة أربع سنوات بعد الإنجاب وثبت انتكاسة امرأتين بالمرض إحداهن ممن مارسن الرضاعة الطبيعية والأخرى ممن لم ترضع وليدها من ثديها.
وتؤكد هذه النتيجة ما ذهبت إليه دراسة سابقة من أن الرضاعة الطبيعية ليست سبباً في عودة الإصابة بسرطان الثدي لمريضة سابقة.
قد خرجت هذه الدراسة بحقيقة مهمة هي أن 50% من عينة البحث تلقت نصيحة طبية بعدم إرضاع الوليد رضاعة طبيعية وهو الأمر الذي يستحق المراجعة من المجتمع الطبي.
الأمر المهم الآخر الذي أشارت إليه الدراسة أن سلامة الرضاعة الطبيعية لتلك السيدات يعتمد على نوع الجراحة التي تمت لهن في السابق أي ما إذا كانت باستئصال الثدي بالكامل أم بإزالة الورم مع الإبقاء على الثدي مع الأخذ في الاعتبار أن الرضاعة في الحالتين تتم من الثدي السليم الذي لم يصب بالمرض.

المصدر:موقع العربية