مرض القولون القرحي..!!

 

يقول د. سعيد الفاضل وهو استشاري الجهاز الهضمي والمناظير: "الأدوية تخفف من حدة التهاب القولون القرحي ولكنها لا تشفي منه"...
ماهو التهاب القولون القرحي الذي يصيب نسبة كبيرة من الناس سواء رجالاً أو نساء؟!! وماهي أسبابه وطرق علاجه!!


 

التهاب القولون القرحي النزفي من الأمراض التي انتشرت بين الناس وبما أنه يتطلب من المصابين بهذا المرض الفهم الجيد له ومعرفة علاجه وأعراضه وأسباب الإصابة به فقد بين د. سعيد الفاضل دراسة للتعرف على أسبابه وكيفية التعامل معه وذلك من خلال الأسطر التالية:
 
تعريف المرض:
 
تحدث د. سعيد الفاضل قائلاً: إن التهاب القولون القرحي النزفي هو مرض يصيب الأغشية المخاطية للأمعاء الغليظة القولون والمستقيم وتصبح الأغشية المخاطية ملتهبة ومتقرحة وقد تشابه في ذلك الإكزيما الجلدية حيث يؤدي الالتهاب إلى الإحمرار، والتورم، مع سطح متشقق يحتوي على قطرات سائلة, قد يصيب الالتهاب المستقيم فقط أو يشمل معظم الأمعاء الغليظة ويسمى عندئذ بالشامل.
كما لايوجد أي دليل على أن التهاب القولون القرحي المزمن هو مرض معد، وأهم جزء في تدبير هذا الداء هو الفهم الجيد للمرض نفسه.
 
الأعراض:
 
يواصل د. الفاضل حديثه مشيراً إلى أعراض التهاب القولون القرحي النزفي فيقول: غالباً يحدث لدى المريض إسهال متكرر وقد يكون ممزوجاً بالدم، وربما ببعض المخاط، وبعض الناس قد يحدث لديهم أيضاً ألم في البطن، وحمى وأحياناً قد تحدث بعض الأعراض السريرية الأخرى، مثل احمرار العينين، ألم مفصلي، طفح جلدي، تأخر نمو عند الأطفال وبعض الحالات النفسية مثل سرعة التهيج والاكتئاب...
 
كما حدد الباحثين بعض خصائص هذا المرض مثل:
1 - المرض يصيب الرجال والنساء، وقد يحدث في أي سن، لكنه غالباً مايحدث بين 13 19 سنة.
2 - المرض أكثر حدوثاً في غرب أوروبا وشمال أمريكا وقد ازدادت نسبة الحالات المشخصة من هذا الداء في الشرق الأوسط وأفريقيا.
3 - وجود تاريخ عائلي للمرض يمثل عامل خطر ضئيل لكن الأقرباء من الدرجة الأولى يكونون أكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض من غيرهم من الناس.
4 - الضغوط النفسية والعاطفية تتزامن أحياناً مع ظهور المرض، أو الانتكاسة أو عودة ظهور الأعراض.
5 - يمكن أن يكون لأمراض التحسس دور في هذا المرض وغالباً ما تلاحظ سوابق ربو أو أكزيما.
 
الهدف من المعالجة:
 
كما أكد د. الفاضل أن إمكانية عودة ظهور الأعراض تبقى قائمة طوال الحياة وان هدف المعالجة هو تقليل نسبة حدوث الانتكاسات، وإيقاف تطور الهجمات الحادة في حال حدوثها، وأن الأبحاث الجارية حول الحمية والبيئة والالتهابات والمناعة الذاتية يمكن أن تقودنا يوماً ما لإيجاد معالجة شافية للمرض بحيث يعالج بالأدوية، وأضاف أن عملية تشخيص التهاب القولون القرحي النزفي عن طريق تنظير المستقيم، وذلك باستخدام أنبوب طويل طري، الأمر الذي يمكننا من فحص مخاطية الأمعاء بشكل مباشر، وعادة مايتم أخذ عينة من مخاطية الأمعاء للدراسة المخبرية في حالات خاصة فقد يكون من الضروري دراسة المخاطية المعوية، كما أن المصابين بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل وآلام أسفل الظهر وكذلك الأمراض الجلدية الالتهابية التي تصيب الساق بشكل خاص او بشكل أكثر ندرة قرحات أو حكة والتهاب في العينين تميل للحدوث عندما يكون الإسهال شديداً.
 
الحالات الخطيرة:
 
وأما عن طريقة علاجه فأشار د. الفاضل إلى أنه تتوفر حالياً معالجات جيدة في حالة الإصابة بهذا المرض ويلجأ أحياناً للاستطباب الجراحي في بعض الحالات النادرة مثل:
1 - المضاعفات الخطيرة القولون المتضخم، النزف الشديد .
2 - عدم الاستجابة للمعالجة الدوائية وهو أمر نادر ولايوجد حتى الآن علاج بالأعشاب في أي دولة، كما أنه لايوجد في التاريخ الطبي أية إشارة إلى وجود معالجة بالطب الشعبي أو الأعشاب لهذا المرض لذا لاينصح أبداً بإهمال الأدوية واستعمال الأعشاب.
 
حقيقة طبية:
 
كما طمأن د. الفاضل أولئك المرضى المصابين بالتهاب القولون القرحي النزفي الشامل وإمكانية تعرضهم لسرطان القولون وقال: إن هذه الخطورة موجودة وحقيقة ولكن ليس بالقدر الذي كان معتقداً في البداية، علماً أن هذه الخطورة تنقص كثيراً لدى معظم الذين يتلقون العلاج، ويتابعون مرضهم فالمتابعة الدورية في العيادة الهضمية مع بعض التحاليل البسيطة يمكنها أن توضح أي علامة للمرض مبكراً وبالتالي اتخاذ الإجراءات المناسبة, ومعظم المرضى المصابين بهذا المرض يستطيعون أن يأكلوا مايشاءون ولا ضرورة لأي حمية خاصة، كما أنه لاتوجد حاجة لتجنب الطعام الغني بالألياف، إذ انه قد يكون مفيداً لدى أولئك المرضى الذين يعانون من الإمساك في بعض الأحيان, تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأطعمة قد تسبب الإسهال لدى بعض الناس مثل الحليب، لذا ننصح المرضى بتجنب هذه الأطعمة.
 
المرأة الحامل:
 
واختتم د. الفاضل حديثه مؤكداً أن الأدوية المستخدمة في علاج هذا المرض هي أدوية غير ضارة بالنساء المصابات بالتهاب القولون القرحي وقال: عادة مايكملن الحمل بشكل طبيعي ويشجعن على الاستمرار في المعالجة خلال الحمل, أما الرجال الذين يتناولون السلفاسالازين فمن الممكن أن يلاحظوا نقصاً في الخصوبة ولكن تظل مقدرتهم الجنسية طبيعية، وفي حال حدوث أي مشاكل فيما يتعلق بالخصوبة وعدم المقدرة على الإنجاب وهي حالات نادرة ننصح المريض بمراجعة طبيبه لإيجاد البديل، وعلى جميع مرضى هذا الداء أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي تماماً من ناحية الغذاء والعمل والزواج والحمل وإنجاب الأطفال وأن يراجع الطبيب المشرف فوراً في حال حدوث أي أعراض جديدة أو مضاعفات.