مرض الجرب الجلدي، وأهم النصائح للوقاية منه

يُعتبر مرض الجرب الجلدي أحد أخطر أنواع الأمراض الجلديّة المنتشرة في العالم، والتي تسبب للإنسان الكثير من الأعراض المزعجة والغير محتملة، كالحكة المؤلمة والطفح الجلدي، فيما يلي سنُسلّط الضوء على مرض الجرب الجلدي، أعراضهُ، وأهم الطرق التي تساعد في الوقاية منه.



أولًا: تاريخ الجرب ونظرة عامة عنه

الجرب هو طُفيلي دورة حياته كلها في الإنسان، وهناك سلالات أخرى من عثة الجرب تصيب الثدييات الأخرى والكلاب والقطط والخنازير والخيول والأرانب ويمكنها عدوى جلد الإنسان دون أن يتكاثر به ولكن يسبب له التهابا عابرًا للجلد، ويُعتبر الجرب من الأمراض الجلدية المعدية التي تصيب 300 مليون شخص كل عام في العالم.

عُرف الجرب منذ حوالي 2500 سنة، وكان أرسطو يعتبره عبارة عن قمل في اللحم، أمّا الرومان القُدماء فكانوا يُعالجونه بدهان مكوّن من الكبريت في سائل من القطران، إلى أن اكتشف جوفاني كزيمو بونومو سنة 1687 أنّ سبب المرض هو عثة.

ولقد صُنّف الجرب بأنواع عديدة مثل:

الجرب القشري أو الجرب النرويجي:

وهو عبارة عن طفح جلدي مغطى بقشور تشبه قشور الصدفيّة، ويظهر على شكل طفح جلدي في فروة الرأس وباقي أعضاء الجسم، وعادةً ما يُصيب الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة وكبار السن، والمصابين بأمراض عصبيّة، وهو مرض شديد العدوى وذلك لتواجد الآلاف والملايين من الطُفيليات البالغة في تلك القشور، وهذا النوع من الجرب يُسبب حكة بسيطة، وسُمي بالجرب النرويجي، لأنّهُ اكتُشف بالنرويج سنة 1880.

الجرب العنقودي:

وهو الجرب الذي يُسبّب ظهور بثور عقديّة جامدة  وحمراء يصل حجمها تقريبًا إلى 5 ملم.

الجرب الكلبي:

وهو الجرب الذي لا يُسبب أنفاقًا في الجسم، ولكنه يُسبب بعض البثور والحويصلات التي تنتشر على سطح الجلد وبالتحديد في منطقة جلد الساعدين، الصدر، البطن، الفخذين، القضيب الذكري، كيس الصفن، الصدر، الفخذين، وأعلى الظهر.

الجرب الحيواني:

وهو الجرب الذي يُصيب الحيوانات كالقطط والكلاب والأغنام والأرانب، وينتقل إلى الإنسان عن طريق ملامسة الحيوان المريض أو الملوث بالطفيل المسبب للمرض.

ثانيًا: تعريف حشرة العث المُسببة لمرض الجرب

في القرن الثامن عشر، وصف عالم الأحياء الإيطالي دياسينتو سستوني العثه والتي تسمى حاليًا بالقارمة الجربية بأنّها سببًا في حدوث مرض الجرب، والقارمة هو جنس من طفيليات الجلد وجزء من العائلة الأكبر للعث التي تُعرف باسم عث الجرب، وهذه الكائنات الحية البالغة منها لديها ثمانية أرجل ويتم وضعها في نفس فئة النشوء والتطور لـ ( الأراكنيدا) كما العناكب و القراد.

الإنات الحوامل تشكل نفق في الطبقة الميتة الخارجية (القرنية) من جلد العائل وتودع البيوض في الجحور الضحلة، ويفقس البيض إلى يرقات في 9 أيّام، صغار العث تنتقل عبر الجلد و تدخل في مرحلة الحوريات، قبل أن تنضج و تصبح بالغة والتي تعيش ثلاث إلى أربع أسابيع في جلد المضيف، أمّا الذكور منها تتحوّل على الجزء العلوي من الجلد، و أحيانًا تقوم بالحفر داخل الجلد.

حركة العث وهو داخل على الجلد يُسبب حكّة شديدة، والتي تمتاز بالإستجابة المناعية الخلوية المتأخّرة لمسببات الحساسية، تتواجد الأجسام المضادة في المصل وفي موقع الإصابة والتي تتفاعل مع المواد المسببة للحساسية متعددة البروتين في جسم حشرة العثه.

ويُعتقد أنّ فرط الحساسية المباشر من هذا النوع يُفسر استجابة حساسية الجلد السريعة الملاحظ للإصابة مرة أخرى للأشخاص الذين أصيبوا سابقًا خاصةً بعد أن أصيبوا خلال السنة السابقة أو السنتين السابقتين.

ثالثًا: تعريف مرض الجرب الجلدي وأعراضه

الجرب الجلدي هو عبارة عن مرض يُصيب الإنسان نتيجة اختراق الجلد من قبل القراديات وهي القارمة الجربيّة، ويتمثل بظهور بثور حمراء صغيرة، وهو ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق العدوى وملامسة الأشخاص المصابين بالمرض، أو النوم على سرير مصاب بهذا المرض، وتتلخّص أعراض هذا المرض بـ:

الحكة الشديدة:

وهي من أشد الأعراض المزعجة التي يُعاني منها الإنسان المصاب بمرض الجرب الجلدي، وذلك لأنّ هذا المرض يتسبب بظهور حبوب صغيرة ذات لون أحمر ملتهبة، وهذهِ الحبوب تجعل الإنسان يشعر برغبة شديدة في الحكة التي تزداد خلال ساعات المساء والنوم.

الجحور:

وهي عبارة عن خطوط ذات لون غامق تظهر على الجلد، وبشكلٍ خاص في مناطق الجلد الزائد مثل بين الأصابع، باطن المرفق والرسغ، وفي هذهِ الأماكن تستقر العثة.

الطفح الجلدي:

يظهر الطفح الجلدي بعد بدء الحكة بفرةٍ قليلة، ويكون عبارة عن بقع منتفخة ذات لون أحمر، ويظهر هذا الطفح بأي جزء من أجزاء الجسم، ولكنهُ يظهر أوضح في باطن القدم، الفخذ، البطن، وأسفل المؤخرة.

الخدوش:

هذهِ الخدوش عادةً ما تظهر على سطح الجلد نتيجة الحكّة الشديدة، ومن الممكن أن تتطوّر هذهِ الخدوش وتتحوّل إلى التهابات بكتيريّة، تؤدي إلى احمرار الجلد وسخونتهِ، مع بعض الألم.

وهناك فئة من الأشخاص يتعرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرض الجرب الجلدي، وهم:

  1. المصابون بضعف في الجهاز المناعي.
  2. المرضى في المستشفى.
  3. الأطفال، والأمهات.
  4. كبار السن، وذوو الإعاقة.
  5. الأشخاص العاملون في المجال الصحي.


اقرأ أيضاً:
تعرّف على أهم المعلومات عن مرض الحزام الناري


رابعًا: خطوات مهمة لعلاج مرض الجرب

  1. زيارة الطبيب المختص، لتلقي العلاح المناسب كالمراهم الموضعيّة.
  2. تناول بعض الأنواع من الأدوية التي يصفها الطبيب المختص، وهذا في الحالات المتقدمة، وعادةً ما تستخدم هذهِ الأدوية للوقاية من الآثار الجانبيّة لهذا المرض الجلدي، كمضادات الهيستامين، ومستحضرات الستيرويد.
  3. بعد مرور 8 ساعات على الإصابة، يجب على المصاب أن يأخذ حمامًا يوميًا، مع الحرص على الاستحمام بأنواع معينة من الصابون الطبي.
  4. ارتداء المريض للملابس اليوميّة النظيفة والغير ملوثة بآثار المرض.

ولابدّ من الاهتمام بناحيّةٍ في غاية الأهميّة، وهي العناية بالبيئة المحيطة بالمريض، وذلك عن طريق عدّة خطوات هي:

العناية بغسيل المريض:

  1. تنظيف الغسيل على درجة حرارة 60 درجة مئوية.
  2. غسل الملابس الداخليّة، والفوط، ،والشراشف، المستخدمة من قبل المريض كل يومين.
  3. وضع الغسيل لمدة أسبوع واحد في كيس خاص ورش البخاخ المضاد للقراديات وتركهِ لمدة إسبوع.
  4. رشخ البخاخ المضاد للقراديات على الوسائد المحشيّة، مقاعد السيارات، عربات الأطفال، الأرائك، وكل المُنسجات الغير قابلة للغسيل.
  5. تهوية المنزل بشكلٍ يومي، وبالتحديد خلال ساعات الصباح الأولى، والسماح لأشعة الشمس بأن تدخل إلى الغرف لمدة ساعة كل يوم.

خامسًا: نصائح مهمة للوقاية من الإصابة بمرض الجرب الجلدي

  1. التأكّد من غسل الملابس الخاصة بالمصاب بشكلٍ مستقل عن ملابس باقي أفراد العائلة.
  2. تجفيف ملابس المصاب على درجة حرارة عاليّة.
  3. عدم مشاركة الملابس والمناشف، وكافة الأدوات التي يستخدمها الشخص المصاب.
  4. تجنّب التواجد في الأماكن المزدحمة وذلك لكي لا تصاب بالعدوى.
  5. تنظيف الغرف بشكلٍ يومي، باستخدام الأدوية المعقمة.
  6. تجنّب ممارسة العلاقة الجنسيّة مع الشخص المُصاب.
  7. تعقيم جميع الأشياء الموجودة في المنزل والأدوات.
  8. الاستحمام بشكلٍ يومي وتعقيم الجسم والجلد.
  9. عدم ملامسة الشخص المصاب بمرض الجرب إلى أن يُشفى من المرض بشكلٍ تام.

سادسًا: معلومات مهمة جدًا عن مرض الجرب الجلدي

  1. إنّ مرض الجرب ليس من الأمراض الخطرة، ولا يؤدي لوفاة المصاب على الإطلاق.
  2. لا يجوز عزل المريض المصاب بالجرب، وذلك لأنّ الجرب لا ينتقل عن طريق الهواء، وإنّما ينتقل عبر الاتصال الشخصي والمباشر فقط مع المصاب.
  3. مرض الجرب يُصيب الجلد فقط لا غير، ولا ينتقل على الإطلاق إلى أي عضو من أعضاء الجسم الأخرى، كالكبد، الرئتين، القلب، و البنكرياس.
  4. مرض الجرب لا يُشبه على الإطلاق مرض الجذام أو البرص.
  5. إنّ مسح الجسم بالكحول الطبي لا يُساعد على الإطلاق في الوقاية من مرض الجرب.
  6. مرض الجرب ليس حكرًا على الفقراء فقط، بل يُصيب جميع الأشخاص الذين تعرضوا للجرثومة المسببة لهُ.
  7. ليست كل حكّة يُعاني منها الإنسان، تدل على الإشارة بمرض الجرب، وذلك لأنّ حكة الجرب مختلفة تمامًا عن باقي الحكات، وتنشط في فترة الليل بشكلٍ خاص.
  8. ليس من المهم أن يضع الشخص المصاب أي نوع من الكمامات على الفم.
  9. علاج مرض الجرب لا يحتاج إلى مدة طويلة، حيثُ أّنّ مدة العلاج تستمر من 3 إلى 8 أيّام فقط.

سابعًا: الخل ودورهِ في علاج مرض الجرب الجلدي

  1. يحتوي خل التفاح على العديد من المركبات التي تساعدُ في القضاء على مشكلة الحكة التي يُسببها الجرب للإنسان.
  2. من الضروري إضافة خل التفاح إلى الأطعمة اليوميّة وبالتحديد السلطات الطازجة، وذلك لأنهُ يقوي الجهاز المناعي، ويُخفف من كل العوامل التي قد تسبب مرض الجرب.
  3. يُمكن وضع خل التفاح على منطقة الإصابة، وذلك لاحتوائهِ على بعض المركبات التي تساعد في القضاء على الجرثومة المسببة للمرض.
  4. يُساعدُ خل التفاح في ترميم الجلد، واستعادة صحتهِ بعد الشفاء التام من الجرب، وذلك لاحتواء الخل على كميّةٍ كبيرة من المواد المضادة للأكسدة.

ثامنًا: وصفات ونصائح طبيعيّة تساعد في الشفاء من الجرب

هلام الصبار:

يحتوي هلام الصبار على كميّةٍ وفيرة من المواد المضادة للأكسدة، وغيرها من العناصر الفعّالة التي تساعدُ في القضاء على كل الطفيليات التي تسبب في تفاقم الجرب، ويُستخدم عن طريق وضع الهلام على الأماكن المصابة بالجرب مرتين في اليوم.

زيت الزيتون:

يُساعد زيت الزيتون في التخفيف من الحكة التي يُسببها مرض الجرب للإنسان، كما ويُساعد في تسريع عملية الشفاء، ويُستخدم عن طريق دهن الحبوب بزيت الزيتون لمدة ثلاث مرات في اليوم.


اقرأ أيضاً:
8 أمراض مستعصية يُحاربها زيت الزّيتون

 

الثوم والليمون:

وهي من الوصفات الأساسيّة التي تساعدُ في الشفاء من مشكلة الجرب بشكلٍ نهائي، وتستخدم الوصفة عن طريق هرس فصوص الثوم بشكلٍ جيد، ومزجها مع ثلاث ملاعق من عصير الليمون الحامض، ووضع المزيج على المناطق المصابة لمدة نصف ساعة، وتكرر الوصفة ثلاث مرات في اليوم.

عسل النحل:

يحتوي عسل النحل الطبيعي على الكثير من المواد المفيدة التي تساعدُ على تعقيم الجلد، والقضاء على كل المسببات التي تؤدي لتفاقم المرض، ويُستخدم العسل عن طريق دهن المنطقة المصابة ثلاث مرات في اليوم.

زيت القرنفل:

يحتوي زيت القرنفل على كميّةٍ وفيرة من المواد المضادة للأكسدة، والعناصر الفعّالة لقتل الميكروبات المسببة لمرض الجرب الجلدي، ويُستخدم عن طريق وضع القليل من زيت القرنفل على قطعة من القطن، ودهن المنطقة المصابة بهذا المرض، وتكرر الوصفة مرتين في اليوم.

وأخيرًا نتمنى عزيزي أن تتقيّد بكافة النصائح المهمة التي قمناها لك، لتقي نفسك من الإصابة بمرض الجرب المزعج، ولتسرّع من عمليّة الشفاء في حال الإصابة.

 

المصادر:

  1. داء الجرب
  2. ويكيبيديا
  3. 10 خرافات عن الإصابة بالمرض
  4. الأمراض الجلدية
  5. علاج الجرب بالخل
  6. كيف يُعالج الجرب



مقالات مرتبطة