مراحل تكوين الأسرة

إذا أردت تحقيق السكن والطمأنينة، فلن تجدها إلا في بيتك مع زوجتك وأبنائك. الناس تبحث الآن عن السكن في المقهى والكافيتريا مع الشلة. "وهو الذي خلق من الماء بشرا ً" فأقام الخلافة في الأرض.
الشباب الذي يقول إنّه لا يريد الزواج لكي يستمتع بحياته في العزوبية، لا يريد أن يكون في معية رسول الله "ومَنْ يَرْغَبُ عَنْ سُنَّتِي رَغِبَ عَنِّي". الزواج سنة وعبادة وليس عادة. الله سبحانه أمرنا بالعقود وتوثيقها: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"، العقود التجارية وعقود الأعمال، لكن عقداً معيناً تحدث عنه كلاماً شديداً، وجعله ميثاقاً غليظاً، وهو عقد الزواج الذي تُشْهِدُ فيه الله على إقامته أغلى شيء في الدنيا وهي الأسرة.



هذه الأسرة غالية على الله سبحانه، إلى درجة أنه شَدَّد العقوبة في الزنا، حتى لا يلجأ أحد من الناس إلى أي طريق غير طريق تكوين الأسرة. الأصل في صفات الله أنّه رؤوف رحيم، لكن في الزنا قال تعالى: "ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله". الأصل في صفات الله أنّه سِتِّيرُ يَسْتُر على عباده. لكنّه في الزنا قال: "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما أنا نائم أتاني آتيان فقالا لي: قم معنا يا محمد فقمت معهما، فأخذاني إلى مكان سمعت فيه أصوات صراخ. فقلت ما هذا؟ فقيل لي: انظر. فنظرت. فإذا تَنُّور يُعَلَّق منه رجال ونساء. يأتيهم النار من أسف منهم. فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء الزناة والزواني". هذه العقوبة الشديدة من الله دفاعاً منه عن كيان الأسرة.

سأقول معلومة موثقة عن الأسرة في البلاد الإسلامية:

مسؤولية من هذه؟

مسؤوليتنا نحن. تعالوا نفكر معاً في حلول لهذه المشكلة.

ما سبب هجر الأزواج لبيوتهم؟
ما أسباب هروبهم من الأسرة؟
هل هناك مفتاح لهذه المشكلة؟ هناك أسباب اقتصادية، وأسباب اجتماعية، وأسباب دينية. وأنا في رأيي أنّ المفتاح الأساسي لهذه المشكلة هو حقوق الزوجين. ومعرفة كلا الزوجين بدوره في الحياة. لو أنّ الحب موجود من المستحيل أنْ تحدث الخيانة الزوجية.
ما الذي يؤدي إلى زوال الحب؟

الحب يزول بسوء المعاشرة والجهل والمفاهيم الخطأ وعدم رؤية واضحة في العلاقة الزوجية والبعد عن تعاليم الإسلام، والأنانية. الحب يزول أيضاً بسبب تأخر سن الزواج. معظم الخلافات بين الأزواج والزوجات تكون حول عدم تحديد الأدوار في تحمل مسؤولية العلاقة الزوجية، وعدم وضوح الحقوق. هناك سوء فهم. وحين تفسد المفاهيم داخل الأسرة، تنهار الأسرة.

 

هناك شخص يقول في شكواه: خطبتها سنة، وحين تزوجنا اكتشفت أنّها إنسانة أخرى غير التي عرفتها أثناء الخِطبة. بعد عقد القران صارحتني بأنها كانت على علاقة بآخر، وسردت لي وقائع هذه العلاقة بالتفصيل. يجب أنْ نتعلم ما ينبغي أنْ يقال وما لا يجب أنْ يقال. هو لا يعرف كيف يتعامل مع أخطاء الماضي، لأنّه لا يوجد وضوح رؤية.


أُمٌ تقول: رَبَّيت ابني أحسن تربية، ثم فوجئت بأنه يتعاطى المخدرات دون علمي. لابد أنْ نتعلم كيف نتعامل مع المراهق. الأسرة أهم شيء في حياتنا. الأسرة مليئة بالمشاكل. إذا غاب الحب عن حياة الأسرة، دخلت المشاكل التي تعصف بأمن واستقرار الأسرة. حين تنتشر المفاهيم الخطأ داخل الأسرة يتشقق بنيانها، بما ينعكس على بنيان المجتمع.


تعالوا نحل مشاكل الأسرة بطريقة جديدة، تعالوا نعدل المفاهيم بأن نقسم الأسرة إلى 15 مرحلة، كل مرحلة لها مفاهيمها.
- الشباب قبل الزواج
- البحث عن زوجة
- الخِطبة
- عقد القران
- الزفاف
- شهر العسل
- سنة أولى زواج
- الحمل
- الولادة
- الرضاعة والفطام
- التربية حتى سن 5 سنوات
- اختيار المدرسة
- التربية من 6 سنوات
- التعامل مع المراهق
- تعامل الآباء مع الأبناء بعد النضج
ثم تتكرر الدائرة.
كل مرحلة من هذه المراحل لها مشاكلها ومفاهيمها. أمّا المفهوم الذي يضم الـ 15 مرحلة، 60% من مشاكل البيوت يرجع إلى غيابه. هذا المفهوم هو: دور كل فرد في الأسرة. لو رتبنا أولويات كل فرد من أفراد الأسرة، تنتهي المشاكل.

 

مقال كتبه الأستاذ عمرو خالد لمجلة أسرتي في عدد يوليو 2004