متى تتجه نحو التغيير عندما يسيطر عدم اليقين على حياتك؟

من المستحيل أن أنسى اليوم الذي قررت فيه تغيير مسار حياتي. لقد كان ذلك بعد الإعلان عن الجائحة؛ إذ عقدنا اجتماعاً طارئاً لفريق العمل. لقد رأيت تغيُّر لون وجه زميلتي في الفريق عندما أخبرتني أنَّه أُلغي خطابي القادم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جميع الفعاليات الأخرى، في تعاقب سريع.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "سكوت مان" (Scott Mann)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في التغيير.

في غضون دقائق، فقدنا جزءاً ضخماً من الإيرادات التي كنا نعقد آمالاً عليها. لقد كانت ضربة مدمِّرة، لكنَّنا لم نهدر الوقت؛ فبدلاً من الاستسلام، استُوعِبَ الوضع جيداً، وتبيَّن لنا أنَّ عمليات التعاقد التي تتم وجهاً لوجه، ستصبح شيئاً من الماضي في المستقبل القريب. لقد كنا بحاجة إلى إيجاد طريقة لتعويض خسائر الإيرادات، وإيجاد طرائق للتواصل مع عملائنا تواصلاً حقيقياً؛ لذا أسسنا منصة توصيل عن بُعد في مكتبنا، واستثمرنا بعض المال في تركيب كاميرا مزدوجة عالية الجودة تسمح لنا بمحاكاة التجربة "الشخصية" محاكاة واقعية. لقد كان هذا محور تغييرٍ ضخمٍ لم يحدث من تلقاء نفسه؛ وإنَّما كان قراراً هاماً ومجازفةً كبيرة، لكن علينا جميعاً المخاطرة في الحياة.

شاهد بالفيديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

متى تتجه نحو التغيير؟

كيف تعرف متى تتجه نحو التغيير، وكيف تطوِّر العقلية التي تحتاج إليها للقيام بذلك؟ اسمحوا لي أن أقدِّم لكم نصيحة قدَّمها لي الدكتور "كيندال هافن" (Dr. Kendall Haven)؛ إذ قال: "عندما نتحدث عن التغيير، فبدلاً من الحديث عن كل الأشياء التي سنغيِّرها مقدماً، تحدَّث عما تواجه صعوبة في الحفاظ عليه، وعما تحارب لحمايته". اجعل محور التغيير من الأشياء التي تناضل للحفاظ عليها.

بالنسبة إلى شركة "روفتوب" (Rooftop)، كانت غايتنا الحفاظ على عنصر سرد القصص والتواصل مع الجمهور. فالتواصل هام بالنسبة إلينا، وكان هو الدافع الذي استنبطنا منه محور تغييرنا. فكر في الشيء الذي تريد المحافظة عليه في مؤسستك، والتسويات التي يتعين عليك إجراؤها لحمايته.

يجب عليك أيضاً أن تقوم بعملية فرز للأمور التي تغيرت في مجال عملك، من خلال تطبيق أولى الضروريات المتعلقة بالعمليات الخاصة. عندما تصبح الأمور متقلِّبة، افهم البيئة العاملة الخاصة بك.

تتغير الأشياء طوال الوقت؛ وعليك أن تتناغم مجدداً وباستمرار مع ما يحدث من حولك. اسأل نفسك مرات عدة يومياً، "ما الذي تغيَّر؟" ضع قائمة بما تعرفه وما لا تعرفه فيما يتعلق بأهدافك. أعِد النظر في الحقائق الخاصة بك، وكذلك في فرضياتك.

إقرأ أيضاً: التغيير المؤسساتي: لماذا تفشل جهود التغيير في المؤسسات؟

التخطيط لمحور التغيير:

الفرضيات هي تقديرات عليك القيام بها في غياب الحقيقة، لضمان الاستمرار في التخطيط لمحور التغيير الخاص بك. وهكذا بينما تتعمق أكثر في المجهول، استمر في السعي إلى الوصول إلى حالة التآلف، التي سترشدك ما إذا كانت هذه الفرضيات ما تزال صحيحة. عندما تتخبط في حالة عدم اليقين، يتعين عليك تغيير محورك أحياناً، حتى عندما لا تكون لديك جميع الإجابات الشافية.

إنَّ أحد التغييرات العقلية التي في أغلب الأحيان يغفل عنها القادة عند القيام بتغيير محوري، هو الحصول على التزام مشترك من زملائك في الفريق؛ لذا يحتاج المديرون إلى النظر في أعين موظفيهم مباشرة، وطرح أسئلة مفتوحة تسلِّط الضوء على موقع كل شخص منهم، من الناحية العاطفية والروح المعنوية. وبعد أن تسمع قولهم بشأن ما يظنونه هاماً جداً، استأذن بتقديم رؤيتك الخاصة للأمور.

كن الأخير في إبداء رأيك، فهذا تصرف مفيد جداً. وأدخِل تعليقاتهم ومخاوفهم وأحلامهم في محور تغييرك أينما أمكن ذلك؛ فإذا لم تكن تشاركهم رؤيتك للأمور أو غايتك أو التزامك، فسيكون من الصعب جداً التقدُّم في هذا التغيير.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع تغيّرات الحياة المفاجئة؟

بصرف النظر عن مقدار التحليل والتخطيط الاستراتيجي الذي تقوم به في لحظات عدم اليقين تلك، فإنَّ ضباب الغموض سيكون له صوت دائماً، فيما ستؤول إليه الأمور.

ولتدرك أنَّ الجزء الأكبر من قرارك عن محور التغيير الخاص بك، يأتي في طور التنفيذ، فلا بأس بذلك؛ فهذا ما تفعله الفِرق ذات الأداء العالي، ولن نفهم ذلك عند التخطيط. إذا كنت محظوظاً، فستحصل على توصيف دقيق بنسبة 75%، بشأن الوضع قبل أن تنطلق؛ أما الباقي، يتوقف على كيفية دخولك مجال التنفيذ، والقيام بكامل واجباتك بصفتك عضواً في فريق ضمن محور التغيير الجديد هذا، ومحاولة وتحقيق مزيد من التواصل مع بعضكم بعضاً.

يقول الجنرال "سكوت ميللر" (General Scott Miller)، قائد فرقة العمليات الخاصة السابق: "يتعلق الأمر كله بكيفية مخاطبة أنفسنا بوصفنا تنظيماً موحَّداً، ونحن نمر في هذا الاضطراب". وهذا صحيح تماماً. استمر في الحديث عما يصلح وما لا يصلح، وما يمكنك القيام به بشكل أفضل. عدِّل، واستمر في إجراء تلك التعديلات حتى تصل إلى ما تريد.

محاور التغيير التي تقوم بها في مثل هذه الأوقات هامة جداً؛ والأهم هو العقلية التي تستحضرها عند القيام بذلك؛ لذا تذكَّر: الخوف مُعدٍ، وكذلك المهارات القيادية.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة