ماهي آخر إنجازات العلم في الدماغ البشري ؟

ثمة نظريه طبيه تقول : " إن الجسم يشفي نفسه بنفسه "ففي كل يوم والعلم يكتشف جديداً ".. ثم يضاف هدا المكتشف الجديد إلى جانب الكشف الدي سبقه .. ليظهر أن ما اكتشف وما سيكتشف إن هو الا تحصيل حاصل لما هو موجود خلفا ً.. وسبحان الله فاتن الأسباب ومحير العقول في ملكوته والقائل في محكم آياته (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )) ( سورة فصلت ، الآيه 53 ) ..


 



هدا الجسد - الإنسان - يتعرض في مسيرة حياته لشتى الضغوط الدنيويه الجسديه والنفسيه .. لحكمه إلهيه مقدره أوجدت مجموعة المخدرات - المورفين - الأفيون - الهيرويين - وغيرها ، والمطمئنات - الفاليوم - واللبيبريوم وغيرها ، كعقاقير مهدئه ومسكنه تستقبلها مراكز معينه
- خاصه - في الدماغ وتتعامل معها ..


وآخر مكتشفات الطب في حقل الدماغ البشري كانت - مجموعة مخدرات ( مسكنات ) طبيعيه يقوم المخ بإفرازها بنفسه ؛ ليخفف من شدة الألم الجسدي والنفسي لصاحبه .. هاتان المجموعتان سميتا بـــ :
1 - مجموعة الإندورفين Endorphins :
وتتركب من تتالي ( 31 ) حامضا ً أمينيا ً Amino Acid مستخلصا ً من الغده النخاميه Pituitary Gland القابعه في أسفل الدماغ - جانب المهاد البصري - ولكل ماده من هده المجموعه خاصيه في التهدئه وتسكين الألم تختلف عن غيرها ، ومنها ما يهدئ بمعدل يفوق (50 ) مره مفعول أقوى العقاقير المخدره والمهدئه ..
2 - مجموعة الإنكفالين Enkephalins :
وتتركب من تتالي (5) أحماض أمينيه Amino Acid توجد في نهايات الأعصاب عند إتصالها بالخلايا العصبيه ..وهده المواد المخدره الطبيعيه - توجد ملتصقه على مناطق معينه من سطوح الخلايا العصبيه في مراكز الدماغ ؛ خاصه - مراكز الألم - الخوف - الانفعالات . ومادامت هده المواد تغطي السطوح .. فإن دماغ الإنسان هادئ ويعمل برويه وحكمه .. أما إدا زالت هده المواد أونقصت عن أسطح الخلايا فإن خلايا قشرة المخ Cortex تتأثر وتضطرب وتحدث أزمات ألم وأزمات نفسيه مختلفه .


واستعمال العقاقير المخدره والمهدئه - المورفين - الأفيون وغيرها - يوقف إفراز هده المواد الطبيعيه - من الخلايا المتخصصه وتحل المواد المستعمله محلها كاستعراض لابد منه وتقوم بالتالي بعملها المهدئ والمسكن .. وبتكرار الإعتماد عليها يتوقف الإفراز الطبيعي كلية وكأنما استراحت الخلايا المتخصصه من هدا العناء المكلف وعليه يصبح الإنسان عبدا ً لهده المواد لا يستطيع فكاكاً عنها .


* آلية عمل الانكفالين والاندورفين :
ترسل جسيمات الحس والألم انبعاثاتها العصبيه على شكل رسائل حسيه عن طريق الأعضاء الناقله إلى مراكز الألم والخوف والعواطف في المخ تخبره بنوعية العارض المفاجئ المؤلم الدي أعترى الجسم : كسر - حرق - التهاب - تجلط ، ودلك ليتصرف حسب ما يقتضيه الطارئ والمخ يرسل أوامره - كيميائياً وكهربياً - إلى خلايا عصبيه خاصه في القشره المخيه والنخاع الشوكي Spinal Cord يحثها على إفراز ماده سميت بالماده ب - Substance p المثيره للألم . الماده ( ب ) هده تنطلق من أماكن إنتاجها في الخلايا العصبيه التخصصيه وترتبط بمستقبلات خاصه Receptors في مراكز الإحساس ومراكز الألم الجسديه والنفسيه ..


ويبدأ المخ في إفراز مواده - الطبيعيه - المتخصصه المسكنه للألم من مجموعتي الاندورفين والانكفالين - حسب حالة الألم - فلكل حاله ماده . وتتنافس الماده ب ( الحادثه للألم ) ومواد الاندورفين والانكفالين ( المثبطه للألم ) للوصول إلى مراكز الألم . وإن غلبت الماده ب شعر الشخص المصاب بالألم واستمراره ، وإن غلبت المواد - الطبيعيه المخيه - سكن الألم داتيا ً .


وعلى كل الأحوال .. فإن هده المواد بوجودها الحاضر عند كل ألم تخفف من جميع آلام الإصابات - ولدا كان من يصاب بحادث لايستشعر الألم فوراً ، والواقع تحت التعديب لا يحس إلا بلسعات العصى الأولى ، وحتى إنهم يقولون إن من يقتل بطلق ناري أو بسكين حاده أو بغير دلك لا يحس الا بوخز بسيط كوخز إبره والله أعلم فيما يصفون فلا أحد عاد من موت ليخبرنا ..
وهده المواد الطبيعيه المكتشفه تفسر آلية عمل - غرز الإبر الصينيه والتنويم المغناطيسي والجلسات الكهربيه - كما تفسر كيف تختلف استجابات الألم من شخص إلى شخص .. وربما يؤدي دلك إلى اكتشاف جهاز كامل للسيطره في الدماغ ..
المصدر:موقع طب مصر  
http://www.egymedicine.net/forumsx/t28870.html