ماذا بعد العناد؟

 

عناد الأبناء مشكلةيعانيمنها أغلب الآباء الذينيجدون أنفسهم أمام أطفاليرفضون الانصياع لأوامرهم حتى ولو قاموا بتعنيفهم وهو مايخلق حالة من الاضطراب سواء لدى الوالدين الذين لايفهمان سبب هذا العناد من قبل الأبناء،أو لدى الأطفال الذين قديتعرضون للتعنيف من قبل آبائهم.


 

ومايحضرنيهنا هو مشهد حدث أمس فيإحدى المجمعات التجارية،حيث رفضت طفلة لايتجاوز عمرها الخمس سنوات الانصياع لكلام أمها التيطلبت منها أن تقيس حذاء جديدا لمعرفة مدى ملاءمته لها،هددتها الأم بضربها إذا لم تنفذ الأوامر،غير أن الصغيرة لم تبال بالأمر،بل الأكثر من هذا استعانت بسلاح البكاء للضغط على والدتها التيأصرت على رأيها وألزمتها على ارتداء الحذاء بعد أن صفعتها على وجهها،غير أن الطفلة واصلت البكاء بصوت مرتفع،ورمت الحذاء بعنف على الأرض مما أثار حنق المرأة التى انهالت عليها بالضرب وسط دهشة المتسوقين،حاول الزوج تبسيط الأمور لزوجته بإخبارها أن ابنتهما طفلة صغيرة وغير قادرة على التمييز بين الصح والخطأ،لكن المرأة ألجمته بسيل من الشتائم محملة إياه المسؤولية،وأنه وراء دلع ابنته وعدم طاعتها لها.
فمسألة عناد الاطفال ليست بالمشكلة الخطيرة كمايتصورها الوالدين بل هيمسألة عادية وطبيعية،ذلك أن الطفل بعد السنتين الأوليينيدخل فيمرحلة »التمركز حول الذات«،وهيمرحلةيبدأ خلالها باكتشاف ذاته،ويشعر أن بامكانه قول كلمة »لا« لأبويه أو لأيشخص آخر،لأنه فيهذه المرحلةيبدأ فيتعلم الرفض.
واذا كانت هذه الأم تعتبر سلوك ابنتها عنادا،فإن الطفلة بالمقابل تعتبر هذا السلوك »تعبيرا عن الذات« وسوف تتمسك بهذا السلوك حتى ولو نالت أقصى العقوبات.
فاستعمال العنف من قبل الآباء فيحق أبنائهم لنيفيد فيأيشيء لأنه ظاهرةغير صحية لأن التعامل مع هذا الوضعيقتضيالتواصل مع الأطفال،وبذل مجهود من أجل عبور هذه المرحلة بسلام،وحتى لايكون لذلك تبعات والوصول الى توتر العلاقة بين الأبوين وأطفالهما.
ومايجب التنبيه إليه هو أن مسألة عناد الاطفال حسب علماء النفس تتحدد من السنة الثانية الى حدود السنة السابعة.
لكنها قد تعود للظهور عند سن المراهقة،غير أنها تتخذ فيهذه السن أشكالاًأخرى وتتطلب معاملة أخرى من قبل الأب.

المصدر: بوابة المرأة