ما هي الكتابة المؤثِّرة؟

يعتقد معظمنا أنَّ الكتابة المؤثِّرة تُبنى على القواعد وعلامات الترقيم والهجاء الصحيح؛ لكنَّ ذلك غير صحيح؛ بل تركِّز الكتابة المؤثِّرة على إيصال المعنى المقصود، مهما كان ذلك المعنى، فهو الشيء الأكثر أهمية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الكتابة المؤثِّرة.

لكن ما هي الكتابة المؤثِّرة بالضبط؟ إنَّها الكتابة التي تشمل الخصائص الآتية:

1. الوضوح:

اكتب بطريقة يفهم الناس من خلالها ما تقوله دائماً؛ فالكتابة الواضحة لها تفسير واحد فقط، وهذا ما يجعلها مؤثِّرة.

2. المصداقية:

القارئ ليس مضطراً لتصديقك، إلا إذا كتبت بمصداقية؛ لذا اعرف تماماً ما الذي تتحدث عنه؛ فعندما تثرثر ولا تصدُق في كلامك، فسوف يشعر القارئ بذلك على الفور.

3. القدرة على الإقناع:

الكاتب المؤثِّر يلهم الناس بكلماته، فعندما تكتب كتابة مقنعة؛ فذلك يثير رد فعل لدى القارئ، وكما ذكرنا، لا يمكنك أن تجبر الناس على الاقتناع بكلامك؛ بل سوف يتأثر الناس بأنفسهم عندما تكون كتابتك مؤثِّرة.

كما ترى، فإنَّ هذه الخصائص لا علاقة لها بالقواعد اللغوية، فقد يرتكب الكاتب المؤثِّر أخطاء نحوية ويفلت بفعلته؛ إذ نرتكب جميعاً أخطاء في الحياة اليومية، وعندما نتحدث، قلَّةٌ منا من لا يخطئون في الكلام؛ لهذا السبب فإنَّ 99% من الناس يكرهون الأفراد الذين يصححون لغيرهم الأخطاء اللغوية.

الكتابة بوصفها أداة:

تعطي الكتابة المؤثِّرة الأولوية للغة الواضحة والمقنعة وذات المصداقية فوق كلِّ شيء آخر، فأنا لا أهتم كثيراً بالجمل الجميلة أو محاولة إقناع الآخرين باستخدام الكلمات أو القواعد المثالية؛ لأنَّ الكتابة - بالنسبة إلي - وسيلة للتواصل، وفي عالم اليوم، إنَّنا نتواصل كتابةً أكثر من أيِّ وقت مضى.

شاهد بالفيديو: فن التأثير في الآخرين

تسببت الكتابة غير المؤثِّرة في الماضي، في حدوث المشكلات الآتية في حياتي:

1. ضياع الوقت:

قد تتبادل في بعض المواقف، معظم رسائل البريد الإلكتروني مع زملاء العمل أو العملاء أو الشركاء أو الطلاب أو المعلمين لتوضيح ما تعنيه؛ فغالباً لا يفهم الناس ما تحاول قوله، وهذا لأنَّه من الصعب ترجمة أفكارك إلى كلمات؛ فعندما يحدث ذلك، ستضطر إلى توضيح رسالتك، وهذا يستغرق وقتاً كبيراً؛ لذا يجب أن تهدف إلى إيصال المعنى الصحيح المقصود منذ أول عملية تواصل؛ بمعنى آخر: عندما ترسل بريداً إلكترونياً، يجب ألا ينتهي بك الأمر إلى توضيح أيِّ شيء؛ بل يجب أن تكون واضحاً.

2. الجدالات:

لقد مررنا جميعاً بهذا، فقد تكتب شيئاً خاطئاً لشريك أو صديق أو رب عمل وما إلى ذلك، وفجأةً تجد نفسك في جدال فتقول: "لم أعنِ قول ذلك بهذه الطريقة"، إذاً لا تكتبها بهذه الطريقة، بل اكتب ما تعنيه تماماً.

إقرأ أيضاً: كيف تساهم الكتابة في تحسين الوعي الذاتي والصحة العقلية؟

3. الفرص الضائعة:

قد تُسبب الكتابة غير المؤثِّرة خسارة فرص كثيرة وأشخاص كثيرين، سواء كنت تريد العمل مع الآخرين أو لديهم، أم تريد توظيف شخص ما أم جذب المستثمرين، وهكذا دواليك.

في اللحظة التي تعدُّ فيها الكتابة أداةً، يمكنك أن ترى نفسك كرامي سهام؛ فهدف رامي السهام هو إصابة العلامة الصفراء في منتصف الهدف بسهمه.

إذا كنت ترغب في جعل كتابتك مؤثِّرة، فإدراك ذلك أمر بالغ الأهمية، كنت أخاف من الكتابة؛ لأنَّني كنت قلقاً بشأن كتابة أشياء غير هامة، لكن في الحياة اليومية، لا أحد يهتم بالقواعد اللغوية، لست مضطراً للفوز بأيِّ جوائز عن مدى جمال كتاباتك، فلن يحكم عليك أحد بناءً على هذه الأشياء.

إقرأ أيضاً: الكتابة الوظيفية: أنواعها وخصائصها

في الختام:

يوجد شيء واحد فقط هام: هل حققت كتابتك هدفها؟ ربما يكون هدفك هو تعليم الناس؛ ففي هذه الحالة، تحتاج إلى مشاركة كلِّ التفاصيل بوضوح، وفي أوقات أخرى، قد تحاول إبرام صفقة عندها يجب أن تقدم صفقتك بطريقةٍ مقنعة، فكلُّ كتابةٍ لها هدف، وعندما تصيب هدفك بكلماتك فقط، ستكون كتابتك مؤثِّرة.




مقالات مرتبطة