ما هي أهم التحديات في مجال الملكية الفكرية التي تواجهها الشركات؟

يعتمد نجاح أي مشروع تجاري في العالم الحديث إلى حد كبير على الإبداع المميز الذي يضع حداً للمنافسة المتزايدة؛ حيث يساعد امتلاك حافظة ملكية فكرية (IP) قوية واستراتيجية مناسبة على تحسين حصَّتك السوقية وقيمة علامتك التجارية، ومع ذلك، فإنَّ استخدام الملكية الفكرية لدعم الوضع الحالي والمستقبلي للعمل التجاري الذي تقوم به، يمكن أن يُمثل تحدِّياً في كثير من الأحيان.



فيما يلي أهم خمسة تحدِّيات في مجال الملكية الفكرية التي تواجهها الشركات الكبرى وطرائق حلها:

1. إنشاء ملكية فكرية ذات قيمة:

ليست كل ملكية فكرية لها قيمة؛ حيث أظهرت الدراسات أنَّ ما يقارب من 80% من براءات الاختراع لا تزال غير مستخدمة، وإنَّ امتلاك حافظة ملكية فكرية ثمينة تؤمِّن الحفاظ على خطوط الإنتاج الحالية للمنظمة، وتهدف إلى اكتساب ميزة استراتيجية على المنافسين الآخرين في السوق.

لهذا، فإنَّ فريق البحث والتطوير المُتحمِّس والمُبدع، يحتاج إلى تزويده على نحو صحيح برؤى واضحة حول الملكية الفكرية في مجال العمل، وهناك حاجة أيضاً إلى عملية إدارة الابتكار لتقديم التغذية الراجعة للباحثين حول جدوى أفكارهم وقيمتها المتوقَّعة.

2. إدارة حافظة الملكية الفكرية:

لا تقتصر إدارة حافظة الملكية الفكرية على دفع رسوم نفقات أصول الملكية الفكرية على فترات محددة فحسب؛ بل تشمل أيضاً الاستخدام الفعَّال لحافظة الملكية الفكرية لتحقيق أهداف تجارية أوسع.

يجب تصوُّر حافظة الملكية الفكرية وتنظيمها بطريقة تساعد على اتِّخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، ويمكن لاستراتيجية إدارة الملكية الفكرية الصحيحة أن تُمكِّن الشَّركات من تحديد الآتي:

  • براءات الاختراع التي قد تحمي عروض منتجاتها الحالية والمستقبلية.
  • براءات الاختراع التي قد تساعد على إبعاد المنافسة الحالية والمستقبلية.
  • براءات الاختراع التي يمكن استخدامها في برامج الترخيص لتعزيز الإيرادات.
  • براءات الاختراع التي أصبحَت قديمة ولا يلزم تجديدها، توفيراً لتكاليف رسوم النفقات.

يمكن لخطة إدارة الملكية الفكرية المناسبة مثل تحليل "إف3" (F3) أن تساعد على تحقيق جميع الأهداف الثلاثة المذكورة آنفاً؛ حيث يساعد هذا التحليل على تحديد براءات الاختراع الأساسية والمستقبلية والهامشية.

قد لا يكون من الممكن تطبيق براءات الاختراع المستقبلية في الوقت الحالي، ولكن يمكن أن يكون استخدامها ذا قيمة في المستقبل، فعلى سبيل المثال: يمكن متابعة طلبات براءات الاختراع المفتوحة أو المعلقة من الناحية الاستراتيجية لجعلها براءة اختراع أساسية في المستقبل؛ إذ إنَّ براءات الاختراع الهامشية ليس لها أهمية استراتيجية، ويمكن ترخيصها أو التخلي عنها أو سحبها.

لذلك، فإنَّ مثل هذا التحليل لا يساعد الشركات على حماية منتجاتها في الأسواق من التقليد فحسب؛ بل يمكنه أيضاً حماية الشركة عند مواجهة الدعوات القضائية أو التهديد من أيَّة منافسة.

شاهد بالفديو: 8 أخطاء تقضي على الشركات الناشئة

3. خوض المنافسة:

يستكشف المنافسون باستمرار الملكية الفكرية المتطورة في مجال عملهم، وهذا يتجلى حتى في ازدواجية التكنولوجيا المبتكرة، لهذا السبب، غالباً ما يشارك العديد من قادة السوق في معارك قضائية.

وفي حين أنَّ الفوز في مثل هذه المعارك القضائية يمكن أن يُكسِب الشركة ميزة تنافسية، إلا أنَّ الخسارة في النهاية تفسد صورة العلامة التجارية للشركة ناهيك عن حُسن نية العميل، وعلاوة على ذلك، فإنَّ ظهور المشتركين الجدد في السوق يؤثر أيضاً في الحصة السوقية للمبتكرين الحاليين.

إنَّ امتلاك حافظة براءات اختراع قوية، لا يساعد على اكتساب ميزة تنافسية من خلال حماية الخدمات وعروض المنتجات فحسب، ولكنَّه يساعد أيضاً في حالة وجود دعوى قضائية تتعلق بانتهاك براءات الاختراع، ومع وجود حافظة براءات اختراع قوية، قد تُفكِّر الشركات في منح التراخيص المتبادلة لإنهاء نزاعات الملكية الفكرية مع المنافسين.

إقرأ أيضاً: لماذا تحتاج إلى التركيز على نفسك بصفتك رائد أعمال وليس على منافسيك؟

4. التعامل مع دعاوى الملكية الفكرية:

يمكن للدعاوى القضائية المتعلقة بالملكية الفكرية الناشئة عن المنافسة، أن تتسبب في خسائر مالية كبيرة للشركة إلى جانب تعريض سمعة عملائها وسمعة علامتها التِّجارية للخطر.

يمكن منع قيام الدعاوى القضائية المتعلقة بالملكية الفكرية بمساعدة تقييمات حرية العمل (FTO)؛ إذ تساعد تقييمات حرية العمل (FTO) على تحليل براءات الاختراع التي يمكن أن تشكل تهديداً لإطلاق المنتجات، ثم إنَّ إجراء تعديلات على المنتجات بغرض تجاوز الانتهاك أو التحليل المسبق لعدم الصلاحية ومفاوضات الترخيص لمثل هذه البراءات المهددة، يمكن أن يؤدي إلى توفير الكثير من التكلفة والحفاظ على سمعة أيَّة مؤسسة.

وعلاوة على ذلك، لتجنب الدعاوى القضائية من سلسلة التوريد، يجب أن تحتوي العقود المبرمة مع الموردين على شروط مناسبة تتعلق بتعويض الملكية الفكرية المناسبة.

إقرأ أيضاً: ما هي سلسلة التوريد وكيف تعمل؟

5. ربحية أقسام الملكية الفكرية:

غالباً ما يكون من الصعب تبرير دور إدارات الملكية الفكرية ومساهماتها الثمينة، وعلى الرُّغم من أنَّه من المعروف أنَّ الأصول غير المادية، تساهم مساهمةً أكبر في نمو الشركة، إلَّا أنَّ العديد من الشركات تفشل في إدراك ذلك، وتفشل في استهداف مثل هذه الأصول في أثناء تخفيض الميزانية.

أدت عمليات الإغلاق على مستوى البلاد بسبب الأزمة الصحية العالمية الأخيرة إلى إغلاق الشركات التجارية وجعل أصولها المادية غير فعَّالة، ومع ذلك، فإنَّ الأصول غير المادية، مثل الملكية الفكرية، ساعدت العديد من هذه الشركات على الاستمرار خلال هذه الأوقات العصيبة، ولقد حرصَت إدارات الملكية الفكرية على ضمان استمرار برامج الترخيص في تحقيق الإيرادات عندما تكون المنتجات أو عروض الخدمات الأولية غير نشطة إلى حد كبير.

علاوة على ذلك، يجب أن تخضع مساهمة أصول الملكية الفكرية في وحدات الأعمال للتدقيق النشط من قِبل إدارات الملكية الفكرية، ويمكن أن يكون التخلِّي عن الملكية الفكرية غير المربحة إجراءً فورياً لتوفير التكاليف، كما يمكن أن يساعد بيع أو تحديد أصول الملكية الفكرية التي يمكن أن تجلب الأرباح أيضاً، إدارات الملكية الفكرية على توليد قيمة ملموسة للمؤسسة.

يمكن لكل هذه التدابير التي تتماشى مع رؤية المنظمة ورسالتها أن تساعد الشركات على حل التحديات المعينة بفاعلية واستخدام الملكية الفكرية لنمو أعمالها عموماً.

المصدر




مقالات مرتبطة