ما هي أضرار استعمال الأجهزة الإلكترونية قبل النوم؟

أظهرت دراسة جديدة أنَّ طلاب المرحلة المتوسطة الذين يقضون وقتاً طويلاً في استعمال الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة والأجهزة اللوحية في الساعة التي تسبق وقت النوم، من المحتمل أن يناموا نوماً غير هانئ، ويكونوا أكثر إرهاقاً في اليوم التالي.



درس الباحثون آثار استعمال الأجهزة الإلكترونية في وقت النوم على 345 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً خلال مدة ستة أشهر.

ووجدوا أنَّ قضاء الوقت في استعمال أجهزة الوسائط الرقمية قبل الذهاب إلى الفراش يعطِّل النوم، وله أيضاً تأثير "ثنائي الاتجاه"؛ أي أنَّ قلة النوم أدت إلى المزيد من استعمال هذه الأجهزة.

قالت الأستاذة المساعدة في قسم علم النفس الإرشادي والخدمات الإنسانية في "جامعة أوريغون" (University of Oregon)، والباحثة المساعدة في "معهد العلوم الوقائية" (Prevention Science Institute) "أتيكا كورانا" (Atika Khurana): "يؤدي استعمال هذه الأجهزة إلى تفاقم الصعوبة والدوران في حلقة مفرغة؛ حيث يسبب استعمالها قبل النوم نوعية نوم رديئة، وهذا يزيد مع مرور الوقت من استعمالها قبل النوم".

وقالت طالبة الدكتوراه والمؤلفة الرئيسة لبحث "صحة النوم" (Sleep Health) "هيذر ليونارد" (Heather Leonard): "ارتبط استعمال أجهزة الوسائط في غرف النوم بضعف نوعية النوم وكميته بين المراهقين"، وهذا قد يؤدي مع مرور الوقت إلى صعوبات في السيطرة على التركيز.

كان استعمال الأجهزة منتشراً انتشاراً كبيراً؛ حيث أظهرت الدراسة أنَّ 3 من بين كل 4 طلاب في الصفين السابع والثامن من الطلاب المشاركين في الدراسة، أفادوا باستعمال هواتفهم الذكية استعمالاً كبيراً.

قالت "كورانا": "هذا الرقم مرتفع جداً بالنسبة إلى طلاب المدارس في المرحلة المتوسطة، ولكنَّه يتفق مع التوجهات الوطنية، ومن الصعب على الآباء توجيه هذا الأمر بسبب تأثير الأقران".

وجدت الدراسة أنَّ المراهقين الذين يحتفظون بأجهزة الوسائط في غرفة النوم هم أكثر عرضة للانشغال في استعمال هذه الأجهزة وقت النوم، وقد يكون لهذا تأثير سلبي في نومهم وصحتهم؛ حيث يحل الوقت المستغرق في التصفح أو إرسال الرسائل النصية محل الوقت الذي كان من الممكن أن يقضوه في النوم.

إقرأ أيضاً: استخدام الأجهزة النقالة يؤثر على عادات النوم

وقد تؤدي مشاهدة مقاطع الفيديو أو لعب الألعاب أيضاً إلى تحفيز العقول الشابة تحفيزاً مفرطاً، في الوقت الذي يجب فيه أن تهدأ، وكذلك يفعل الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة؛ إذ يعاني - خلال النهار - الطلاب الذين أبلغوا عن استعمال أجهزة الوسائط قبل النوم من المزيد من النعاس، ويكافحون للحفاظ على الانتباه.

توصي "مؤسسة النوم الوطنية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال" (National Sleep Foundation and the American Academy of Pediatrics) بإلغاء عادة تصفُّح الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من النوم، وبالنسبة إلى الخطوات التي يمكن أن يتخذها الآباء والأوصياء، قالت "ليونارد" (Leonard) إنَّها تساعد على وضع قواعد أساسية لتصفُّح أو استعمال الهاتف وترك أجهزة الوسائط خارج غرف النوم.

قالت "كورانا" إنَّ تقييد استعمال أجهزة الوسائط يعطي نتائج جيدة مع المراهقين الأصغر سناً من المراهقين الأكبر سناً، وقالت "ليونارد": "أعتقد أنَّه مع أولئك المراهقين صغار السن، لديك فرصة أفضل بصفتك والداً لوضع بعض القواعد الأساسية وتطبيقها باستمرار؛ إذ لديك فرصة لبناء عادات جيدة وتأسيس عادات صحية للنوم في وقت مبكر، التي سوف تستمر معهم".

يقول الباحثون إنَّه في إمكان الآباء أيضاً أن يكونوا قدوة لأبنائهم في تطبيق السلوكات الصحية، عندما يتعلق الأمر باستعمال هواتفهم الذكية أو أجهزة الحاسوب المحمولة، بالإضافة إلى نوم جيد وعميق.

إقرأ أيضاً: 6 إعدادات وبرامج لتجهيز هاتف أندرويد أو الكمبيوتر اللوحي للأطفال بأمان

قالت "كورانا": "إذا استعمل الآباء هواتفهم في غرفة النوم، فمن الصعب إقناع الأطفال بعدم القيام بذلك".

يؤدي النوم دوراً حاسماً في هذا العمر، والآثار المحتملة على الأمد الطويل لضعف النوم واسعة النطاق، وهذا يساهم في حالات مثل الالتهاب المزمن والسمنة، من بين أمورٍ أخرى، وقالت "كورانا" إنَّ فهم كيف يمكن لأشكال الوسائط التفاعلية الحديثة أن تؤثر في صحة المراهقين وسلوكهم هو مجال هام من مجالات البحث.

المصدر




مقالات مرتبطة