ما هى خصائص ابنك

 

    إن المسئوليات الملقاة على المربين كثيرة جداً وفي نفس الوقت دقيقة وفيها شيء من التفصيل فعلى سبيل المثال لا الحصر السؤال الذي طرحناه في معرفة لخصائص ابنه أو من يقوم على تربيته ، إن انشغالنا بمعرفة خصائص أبنائنا تبعدنا كثيراً عن المقارنات القاتلة لابنائنا ، فعندما نتعرف على الزوايا المبدعه والميول الخاصة لكل طفل من الأطفال فإننا نرى التكامل الجميل بين الجيل الواحد ، ومن هنا يبدأ ابداع المربي بحيث يدفع بكل طالب إلى ما يميل إليه من تصرفات وأفكار وحتى لهوه ولعبه ، لأن هذا كله له علاقة بإبداعه وتميزه في هذا المجـال ، وهكذا كان هديه – صلى الله عليه وسلم – في تربيته لصحابته رضي الله عنهم أجمعين، فعندما يرى من الرجل فطنة في حفظ الحديث فإنه يدفعه دفعاً إلى حفظ الحديث وهكذا الفقه وكذلك الجهاد في سبيل الله .



 

    ومن الغريب أننا نلاحظ هذا المنهج مطبق في الغرب بحيث يبدأ اكتشاف الموهبة منذ نعومة أظفار الطفل ويدفع بعد ذلك دفعاً إلى موهبته فيأتي الإبداع والإتقان في العمـل لأنه وجد ضالته في هذا العمـل، ومن هنا أوصـي الآبـاء أولاً ثم المربين ثانياً أن لا نبخل عندما نرى نباهة طالب في أمر ما أن ندفعه ولو بكلمة، وهذا هو الامام الذهبي عندما رآه شيخه أن خطه جميل دخل إليه من نفس الباب وقال له هذه الكلمة الباعثة: إن خطك هذا يشبه خط المحدثين، فانطلق الذهبي فأصبح العلَم في هذا الباب، حتى وقف الامام ابن حجر العسقلاني على جلالة قدره على ماء زمزم وشرب منه وسأل الله أن يبلغه منزلة الامام الذهبـي! كل هذا بتوفيق الله ثم بسبب هذه الكلمة من ذلك المربي الفطن الذي عرف من أي الأبواب يدخل لتلميذه الفـذ.

    إذن علينا نحن كآباء أن نهتم بأمرين أساسين، الأول هو أن نكتشف ميول وخصائص هذا الطفل بخاصة في سنوات عمره المبكرة، والأمر الآخر أن نهيئ لهم أسباب الإبداع في هذا المجال تحديداً حتى نحبب أبنائنا في العمل والابداع والمواصلة فيه لأنه لو طرحنا سؤالاً عن ما هو سر النجـاح لوجدنا الإجابة أنها (الحـب)، وأرى أن هذه الإجابة كافيـة شافيـة ، فالحب كفيل لأي نجـاح.