ما هو تأثير الأزمة المالية على حملة شهادات الماجيستير من الباحثين عن عمل و الموظفين؟

بالرغم من حلكة التقارير التقارير التي تغطي الصفحات الأمامية للجرائد في أواخر عام 2008 لن تكون هذه الأزمة بمثابة موت توظيف حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال أو الحد للطلبات التي تستقلبها كلية التجارة. تلك الأمور لا تعطي أي مسوغ أو مبرر لنظرات الترقب التي ينظر بها حملة درجة الماجستير إلى المستقبل



إبان التراجع الأخير الذي تعرض إليه الإقتضاد في عام 2001 أتخذ مسؤولو التوظيف المتخصصون بتوظيف حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال موقف محافظا تجاه سياساتهم الوظيفية و عمدوا إلى تقليص أعداد الأشخاص الذي يوظفوهم إلى ما هو أقل من أعداد منفردة. شعر العديد في أثناء ذلك ببعد فترة الانتعاش الاقتصادي أكثر من الموعد الفعلي لها مما ألقى بهم في ثقب أسود مع مجموعة كبيرة من الإداريين المميزين عندما حصل الانتعاش.

 

لقد كانت التقارير التي نقلت نبأ تلك الوفاة مغالية جدا.

لن يتأثر كل من الجامعات و مسؤولو توظيف حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال في عام 2008 كما حصل في عام 2001. توقع معظم الأساتذة الجامعيون الذين تحدثنا إليهم حدوث انتعاش في الوضع الاقتصادي في المستقبل القريب بعد هذه الأزمة بالرغم من التوقعات المظلمة. لقد بدأت هذه التأثيرات بالظهور. "لقد كانت أرقام توظيف حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال باهرة جدا في عام 2008 من حيث عروض العمل و الرواتب المحققة من قبل حملة هذه الدرجة الدراسية. كانت هذه الأرقام أعلى بكثير من المعدلات المحققة في عام 2007" هكذا علقت "جوديث هوودارا" نائبة رئيس شؤون التسجيل في جامعة "وارتن" في الولايات المتحدة الأمريكية.

بالرغم من أن تأثير الأزمة الاقتصادية بدأ في عام 2008 حافظت معظم البنوك على التزامها نحو توظيف خريجي درجة الماجستير في إدارة الأعمال. بدت البنوك تفضل الاستغناء عن خدمات موظفيها الكبار بينما تقوم نفسها بتوظيف الخريجين الجدد الذين يستطيعون تدريبهم و تجهيزهم لفترة الانتعاش القادمة. أخذ قطاع البنوك بالتوسع بشكل سريع جدا في آسيا و أوروبا الشرقية و الشرق الأوسط مما زاد الطلب على توظيف حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال الحديثين في مختلف أنحاء هذه الأسواق.

يمكن الشعور بتأثيرات الأزمة المشار إليها هنا في بداية عام 2009 و خاصة في قطاع البنوك. لقد تعرض القطاع المصرفي لتقلبات عاصفة جدا في شهري أيلول و تشرين الأول في سلو ك المستثمرين في الوقت الذي تفاقم فيها تأثير هذه الأزمة حتى وصل لقمته. لقد شهد خوف انهيار البنوك الناتج عن الديون الميته و مشتقات الرهونات العفارية الأقل من ممتازة انهيار حصص العديد من المصارف الاستثمارية.

ستؤدي تلك الظروف القصيرة الأمد إلى انخفاض في معدلات توظيف حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال في قطاع خدمات التمويل في ربيع 2009. يتوقع تقرير (كيو إس توب إم بي إي. كوم) لاتجاهات التوظيف و الأجور حدوث انخفاض بنسبة 9% في توظيف قطاع الخدمات التمويلية لحملة درجة الماجيسيتر في إدارة الأعمال في عام 2009. إذا تابعت الظروف بالتراجع أكثر ستكون معدلات التخفيض أكثر مما تم تصريحه.أفصحت أبحاث (توب إم بي إي) أن معظم البنوك ستتابع توظيف خريجي حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال في 2009 بالرغم من الأعداد الصغيرة لهذه السنة.

على الصعيد الإيجابي، إستمرت الإقتصاديات الحقيقية في كل من أسيا و أمريكا الشمالية و أوروبا في الإنتاج و الربح مما أشار إلى أن النمو المتوقع في نسبة توظيف حملة درجة الماجيستير في إدارة الأعمال في قطاع الإستشارات و الصناعة العامة سيسجل بين 5 – 10% حيث سيؤدي ذلك إلى موازنة الإنخفاض في البنوك عبر النمو في قطاعي الإستشارات و الصناعة العامة كما سيتم تحويل حملة درجة الماجيستير في قطاع إدارة الأعمال نحو مهن آخرى في قطاعات آخرى.

تمتلك كل جامعة تمنح درجة الماجيستير بإدارة الأعمال شبكة كبيرة من الطللبة الخريجين التي تعتبر ذات فائدة كبيرة لحملة الدرجة الأكاديمية حيث إذا تردت أوضاع قطاع ما يرجع العديد من الخريجين إلى الجامعة باحثين عن أصحاب الكفاءات الأصغر سنا و الذين لا يمكنهم جذبهم في ظروف غير تلك. بالنسبة إلى "هوودارا" رأت أن ذلك قد بدأ بالحدوث. قد تدفع بعض الوظائف أجور أقل و مميزات أقل من تلك التي تدفعها البنوك لكنها توفر فرص عمل مميزة لحملة درجة الماجيستير الذين يبحثون عن عمل في مجال الإدارة الدولة.

ذكرت السيدة (نوريا غيليرا) مديرة التسجيل في جامعة ESADE أن معرض الجامعة للتوظيف الخاص بحملة درجة الماجيستير في إدارة الأعمال ستشارك به 30 شركة و الذي فاق عدد الشركات التي شاركت في معرض العام 2007 باستثناء بنك (ليمان برذرز) الذي خرج من الحدث. تقول (غيليرا) أن "الإقتصاد الحقيقي ما زال نشيطا و هو يبحث عن حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال" كما أضافت "سنعرف قريبا إذا كانت الظروف ستتحسن أم ستتدهور".

زاد عدد المقدمين في هذا الخريف في المراكز الاقتصادية التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية مثل لندن و فارنكفورت و نيويوك و توكيو. لقد زارت جولة (كيو إس وورلد إم بي إي) مدينة نيويوك في منتصف شهر أيلول مع 120 جامعة و جذبت أكثر من 2000 متقدم مما يعد زيادة عن عدد المقدمين في عام 2007. جذبت ندوة لجامعة (ووارتن) و التي سبقت المعرض أكثر من 250 زائر كان من ضمنهم أشخاص يعملون في القطاع المصرفي و كانوا يبحثون عن تغير في المسلك المهني. يعد ذلك موضوع معروف بمساعدة جامعة تمنح فرص بداية مجال إدارة الأعمال و خيارات آخرى للعديد من المصرفين السابقين.

ركزت ندوة جولة (كيو إس) و جامعة (ووارتن) لدرجة الماجسيتير في إدارة الأعمال على المنافسة المتزايدة التي يواجهها العاملين في القطاع المصرفي في محاولتهم لكسب الدخول إلى أفضل الجامعات في عام 2009. تبحث الجامعات على تنوع في نوع الطلبة من حيث الخلفية التعليمية و المهنة التي يعملون فيها بالإضافة إلى إهتماماتهم. لا يعني وجود كم هائل من العاملين في القطاع المصرفي هذه السنة قبول الجامعات لأعداد أكبر منهم في برامجها. يجب على المتقدمين تميز أنفسهم عبر التركيز على إنشطتهم الغيرعملية و أهتمامتهم. ربما يكون نجاح المصرفيين الذين كان لهم دور في النشاطات الخيرية و كانوا أعضاء في جمعيات و مؤسسات خيرية غير ربحية بالدخول إلى الجامعات التي إختروها ضرب من ضروب المثالية أكثر من زملائهم الذين ركزوا على حياتهم المهنية بالكامل

كانت معدلات المتقدمين في كلية IESE في برشلونه و كلية IE لإدارة الأعمال في مدريد أعلى من المعدلات المسجلة في عام 2007بشكل كبير. علقت الآنسة (غيليرا) قائلة "نتوقع زيادة في عدد المقدمين عند بداية الأزمة. يهتم المتقدمون بالدراسة في جامعة ESADE بسب الشراكة التي بينها و بين بنك (ساباديل) مما يعني استطاعة الطلبة الأجانب الحصول على قرض للدراسة في جامعة ESADE دون الحاجة إلى كفيل. لقد أصبح ذلك أمر هام جدا خاصة بالنسبة للطلبة الأمريكيين و الهنود و أيضا بالنسبة للطلبة القادمين من أمريكا اللاتينية الذين تواجههم ظروف قاسية عند طلبهم لقروض من البنوك المحلية بسب الأزمة".

سيكون عام 2009 عام صعبا جدا لمن يبحث عن وظيفة في بنك استثماري. لذلك، يعتبر الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال ملجأ للعديد من أصحاب الكفاءات الصغار. يكمن التحدي الآن بالقدرة على الدراسة بالجامعة التي يختارونها.