ما هو التدريب الإداري؟

يسمحُ التدريب الإداري للمهنيين بتطوير المهارات والممارسات التي تساعدهم على أن يصبحوا قادةً أفضل داخل شركاتهم، وغالباً ما تُشجِّعُ المنظمات مديريها على إكمال هذا التدريب قبل أو في أثناء ترقيتهم إلى دور قيادي، وإذا كنتَ مهتماً بأن تصبحَ مديراً لشركتك، فمن المفيد لك التفكير في المشاركة في التدريب الإداري.



في هذا المقال سنُوضِّحُ ماهيَّة التدريب الإداري، ونشارك فوائده وبعض المهارات التي يُمكِنُكَ تعلُّمها من خلال هذه البرامج التدريبية، ونقدِّم نصائح لأخذ دورات متعلقة بالتدريب الإداري.

ما هو التدريب الإداري؟

إنَّ معرفة ما هو التدريب الإداري هي الخطوة الأولى قبل تحديد المراحل المهنيَّة التي تحتاج إليها، والتدريب الإداري هو دورة خاصة يمكن للمحترفين إكمالها من أجل اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة ليصبحوا مديرين، وتوفِّرُ هذه الدورات معلومات عامَّة عن أساليب القيادة والمهارات وممارسات الإدارة العامة، ويمكن أن توفِّرَ أيضاً معلومات خاصَّة بمجال العمل، وغالباً ما تقدِّمُ المؤسسات الأكاديمية والمنظمات المهنيَّة دورات في التدريب الإداري، على الرغم من أنَّه يمكن للشركات أيضاً إنشاء برامج تدريبية خاصة بها.

فيما يلي بعض المراحل المهنيَّة التي قد تحتاج فيها إلى تدريب إداري:

1. الحصول على ترقية:

يُمكِنُكَ الاستعداد لمهام وظيفتك الإدارية من خلال المشاركة في دورات بالتدريب الإداري، ويمكن أن يساعدك ذلك على الشعور بالمزيد من الثقة عندما تتقبل المزيد من المسؤولية في العمل.

2. اكتساب الخبرة:

حتى لو كنتَ قد عملت بالفعل في منصب إداري، فإنَّ إكمال التدريب الإداري يمكن أن يكونَ مُؤهِّلاً مفيداً لإضافته إلى سيرتك الذاتية، ويسمحُ لك هذا التدريب أيضاً بتحديث معلوماتك حول الممارسات الإدارية الحديثة.

3. مواجهة التحدي:

إذا كنتَ تواجِهُ تحدياً معيَّناً كمدير؛ مثل تحقيق أهداف الشركة أو توسيع فريقك، فمن المفيد مراجعة دورات تدريب المديرين من أجلِ تطوير مهاراتك وإيجاد حل لمشكلاتك.

شاهد بالفيديو: أهداف التدريب

فوائد التدريب الإداري:

يمكن أن يُوفِّرَ لك إكمال الدورات التدريبية الإدارية الفوائد التالية:

1. يسمحُ لك بتقديم الدعم لفريقك:

تساعدُكَ الدورات التدريبية الإدارية على تعلُّم طريقة معالجة احتياجات ومخاوف أعضاء فريقك، كما أنَّها تزوِّدُكَ بالأدوات اللازمة لتقديم الدعم لهم وإكمال مهام العمل، ويمكن أن يساعدك تقديم الدعم لفريقك على بناء إدارة أقوى وبيئة عمل أكثر إنتاجية.

2. يُعلِّمُكَ طريقة تقديم التغذية الراجعة:

يُعَدُّ تقديم التغذية الراجعة جزءاً هاماً جداً من واجباتك الإدارية؛ إذ يسمحُ للموظفين بتحسين أدائِهم والتعلُّم من الأخطاء، ويمكن أن يساعدك تعلُّم طريقة تقديم التغذية الراجعة أيضاً على تقديم المديح لأعضاء فريقك؛ ممَّا يُشجِّعهم على الاستمرار في إنتاج عمل عالي الجودة.

3. يُوفِّر أدوات صنع القرار:

يحلل القادة مزايا وتكاليف موقف ما من أجل الوصول إلى نتيجة تتوافق مع مصالح المنظَّمة، ويمكن أن يُعِدُّكَ التدريب الإداري لهذا العمل من خلال مساعدتك على تعلُّم مهارات اتِّخاذ القرار وتشجيعك على أن تكون واثقاً بنفسك، ويمكن أن تساعدك القدرة على اتِّخاذ القرارات التي تفيد أهداف الشركة أنت وفريقك على الوصول إلى الأهداف المهنيَّة وتوفير مكان عمل منتج.

4. يُعلِّمُكَ طريقة حل النزاع:

كونك مديراً؛ من الهام معرفة طريقة حل النزاعات بنجاح، وعندما تَنشأ خلافات بين أعضاء الفريق، فإنَّ التدريب الإداري يؤهِّلك إلى تسهيل المناقشات للتعبير عن وجهات النظر المختلفة، وبعد ذلك يُمكِنُكَ العمل لإيجاد حل يعود بالفائدة على جميع الأطراف المعنيَّة، ويُتيحُ لك امتلاك هذه المهارات توفير بيئة عمل صحيَّة.

5. يسمحُ لك بتطبيق القواعد:

يُوفِّرُ لك التدريب الإداري فهماً أفضل لسياسات مكان العمل، ويجهِّزُكَ لتطبيق هذه القواعد، وكونكَ مديراً؛ يُمكِنُكَ شرح سياسة معيَّنة لعضو فريقك أو حتى فرض إجراء على موظَّف يرفض الالتزام بقواعد الشركة، ويساعدُكَ التدريب على توفير العدالة والإنصاف في مكان العمل من خلال حماية الحدود وتطبيق القواعد.

6. يُشجِّع على إدارة التغيير:

مع تطور احتياجات المنظمة، يُعدِّلُ القادة بيئة العمل ويساعدون الموظفين على التكيُّف مع التغييرات، ويُوفِّرُ لك التدريب الإداري المهارات اللازمة للتعامل مع التغيير داخل مكان العمل وتقديم الدعم لأعضاء فريقك، ويتيحُ ذلك لك ولفريقك البقاء منتجين طوال أوقات التغيير التي تطرأ على السياسات أو العمليات اليومية داخل مكان العمل.

7. يُجهِّزُكَ لعملية التوظيف:

نظراً إلى أنَّ المديرين غالباً ما يكونون مسؤولين عن تعيين أعضاء فريقهم، فإنَّ التدريب الإداري يُعِدُّ المهنيين لعملية التوظيف، ويمكنُ أن يشمل ذلك تعليمك طريقة توظيف الأفراد ومراجعة السيَر الذاتية للعثور على أفضل المهنيين لأيِّ منصب شاغر تعرضه شركتك، ويُتيحُ لك تعيين المهنيين الذين يستطيعون المساهمة في نجاح فريقك الاستمرار في قيادة قسم يتصَّف بالكفاءَة والفاعليَّة.

8. يساعدك على تحديد الأهداف:

يُعَدُّ تحديد الأهداف مهارةً قيِّمةً للمديرين للتعلُّم؛ إذ يُساعدهم على تحفيز فريقهم للوصول إلى إنجازات معيَّنة لأنفسهم وللشركة، وكونك مديراً؛ من الهام تذكير فريقك بما يعملون من أجله وشرح المسار الذي يجب اتِّباعه لتحقيق النجاح. يمكن أن يساعدك التدريب الإداري على أن تكون قدوةً في سلوكك في مكان العمل.

إقرأ أيضاً: أنواع التدريب

المهارات التي يُمكِنُكَ تعلُّمها في دورات التدريب الإداري:

غالباً ما تسمحُ لك دورات التدريب الإداري بتطوير المهارات التالية:

1. مهارات التواصل:

من خلال مهارات التواصل الجيِّدة، يُمكِنُكَ توضيح التوقعات وإصدار المعلومات بطرائق يمكن للموظفين فهمها، وكونكَ مديراً؛ يُمكِنُكَ أيضاً الإصغاء بنشاط إلى الأفكار الجديدة وتعديل الطريقة التي تُوصِل من خلالها رسالتك بناءً على الشخص الذي تتحدث إليه أو بناءً على ما ستقوله؛ على سبيل المثال في الاجتماعات الفردية، قد تتواصل بصورة مختلفة عمَّا تفعله عند قيادة مناقشة في أحد التجمعات، وتحتاجُ أيضاً إلى هذه المهارات للتواصُل مع رؤسائِك.

2. مهارة إدارة الوقت:

تترافقُ المناصب الإدارية بمسؤوليات إضافية؛ لذلك من الهام بالنسبة إليك معرفة طريقة تحديد أولويات المهام وتنظيم جدولك الزمني مع تحديد الوقت أيضاً للإشراف على أعضاء فريقك والالتقاء بهم، ويُمكِنُ أن يساعدك امتلاك مهارات إدارة الوقت الفعَّالة على الشعور بالثقة بقدرتك وتقليل التوتر المرتبط بالعمل، وتساعدُكَ مهارات إدارة الوقت أيضاً على الحفاظ على فاعلية أيام العمل وتمنحك الأدوات لمساعدة الآخرين على البقاء منتجين أيضاً.

3. مهارة التفويض:

من خلال تفويض المهام، يُمكِنُكَ تشجيع العمل الجماعي في مكان العمل وتوفير الفرص للموظفين لتجربة أمور جديدة، وقد يؤدي ذلك إلى رفع معنويات الموظفين، ويُمكِنُ أن يساعد على ضمان أن يعمل كل فرد في فريقك بصورة متساوية لتحقيق الأهداف التنظيمية، وتُساعِدُكَ دورات التدريب الإداري على إتقان هذه المهارة وفهم متى يجب عليك تفويض المهام، ويُمكِنُ أن يساعدك هذا على إدارة عبء العمل وكذلك أعضاء فريقك.

4. مهارة إتقان التكنولوجيا:

يمكن أن يمنحك إتقان التكنولوجيا حريَّة التواصل على نطاق أوسع مع المنظمة من خلال الرسائل الإلكترونية أو رسائل البريد الإلكتروني، وكونكَ مديراً؛ يُمكِنُكَ استخدام هذه المهارات للاحتفاظ بالسجلَّات وعرض المعلومات باستخدام جداول البيانات، ويُمكِنُ أن تكون أكثر إبداعاً عند تصميم العروض التقديمية لجلسات التدريب، وفي بعض المجالات قد يُساعِدُكَ امتلاك المزيد من المعرفة التقنيَّة أيضاً على تطوير ممارسات عمل أكثر إبداعاً لمشاركتها مع فريقك.

5. مهارة القيادة:

يُمكِنُ أن يُركِّزَ التدريب الإداري بصورة كبيرة في مساعدتِكَ على تطوير مهاراتك القيادية، ويُمكِنُ أن يشمل ذلك تقديم الدعم عندما تجد أسلوبك في القيادة وتعلُّم طريقة تعديل أساليب عملك لتلائِم احتياجات أعضاء فريقك، وغالباً ما يكون امتلاك المهارات القيادية أمراً ضرورياً كمدير؛ وذلك لأنَّه يساعدك على توجيه الموظفين نحو أهداف الشركة ويُبقي فريقك متحمساً وسعيداً بقيادتك.

6. مهارات الكوتشينغ:

نظراً إلى أنَّك قد لا تعرف الإجابة دائماً كمدير، فمن الهام أن تتمكَّنَ من تقديم الكوتشينغ لأعضاء فريقك لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم، ويمكن أن يساعد هذا الأمر موظفيك على أن يصبحوا أكثر اكتفاءً ذاتياً، وأن يتطوروا كمحترفين، وقد يساعدُكَ تطوير هذه المهارات في أثناء التدريب الإداري على أن تصبح منتوراً مؤثراً للآخرين في مكان عملك.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح لتطوير المهارات القيادية

4 نصائح لأخذ دورات في التدريب الإداري:

فيما يلي أربع نصائح يجب مراعاتها عند أخذ دورات التدريب الإداري:

1. افهم توقعات شركتك:

عند التدريب لتصبح مديراً، من الهام أن تفهم ما تتوقعه شركتك منك، ويُتيحُ لك ذلك تطوير المهارات التي تلبي هذه التوقعات ويزوِّدُك بمزيد من الأفكار حول طريقة النجاح كمدير، وقبل التسجيل في دورات التدريب الإداري، ضَع في حسبانك سؤال مشرفك عن الأهداف التي يجب العمل على تحقيقها وتوضيح المهارات التي يجب التركيز فيها في أثناء التدريب.

إقرأ أيضاً: 9 مواضيع تتعلق بتدريب الإدارات العليا لتحسين مستوى الكفاءة

2. ضع جدولاً للفصول:

إذا كان ذلك متاحاً، ففكِّرْ في جدولة فصول تدريبية إدارية قصيرة، ويتيحُ لك هذا المزيد من الوقت لمعالجة المعلومات التي تتلقاها في هذه الدورات وتجنُّب شعورك بالضغط بسبب محتوى الدورة التدريبية، ونظراً إلى أنَّ العديد من المهارات الإدارية تتطور مع مرور الوقت؛ لذلك حاول تعيين وتيرة مقبولة للتدريب الإداري الخاص بك للتأكُّد من أنَّه يُمكِنُكَ إتقان كل مهارة واكتساب فهم أفضل لمفاهيم القيادة.

3. حدِّد أسلوبك:

من المفيد التفكير في أسلوبك الشخصي في القيادة قبل بدء التدريب الإداري؛ وذلك لأنَّ بعض الممارسات قد تناسب أسلوبك في القيادة بصورة أفضل من غيرها؛ لذلك من الهام أن تفهم كيف تخطط لقيادة فريقك، ويمكن أن يؤثر أسلوبك في القيادة أيضاً في المهارات الإدارية التي قد ترغب في تطويرها أكثر من غيرها.

إقرأ أيضاً: ما هو أسلوب القيادة الخاص بك؟

4. اطلُب من مشرفك النصيحة:

عند التدريب لتصبح مديراً، من الهام أن تضع في حسبانك المديرين الذين يساعدونك على تحفيزك، ويُمكِنُ أن يسمح لك ذلك بتطوير أسلوب القيادة الخاص بك.

اطلُب من مشرفك النصيحة بشأن أن تصبح مديراً والتسجيل في دورات التدريب الإداري؛ إذ من المُحتمَل أن تكون لديه نظرة ثاقبة يمكن أن تساعدك على التكيُّف مع ترقيتك إلى منصب المدير.




مقالات مرتبطة