ما هو البركان ؟ وكيف يتكون؟

البركان جبل من نار تخرج منه مادة تصدر من باطن الأرض. البراكين تشق منفذ لها في المناطق الضعيفة من القشرة الأرضية، وتحدث أكثر الثورانات البركانية في أماكن التقاء الألواح التكتونية التي تؤلف قشرة الأرض. تشق الصخور المصهورة في باطن الأرض المسماة (الصهارة) والغازات الساخنة طريقها عبر الحفر والشقوق لتجد لها منفذ إلى السطح. تتشكل الصهارة التي تقذفها البراكين في منطقة واقعة على عمق يتراوح بين 100-300كم تقريباً تحت سطح الأرض.



ينتج النشاط البركاني عن ارتفاع الصهارة والغازات إلى سطح الأرض حيث تصل الصهارة عبر شبكات من الأقنية التي تنقلها إلى السطح وتنتهي بفوهة البركان، وقد تقذف البراكين الصهارة على شكل قذائف بركانية و رماد بركاني إلا أن القسم الأكبر من الصهارة يخرج على شكل حمم سائلة تسمى (لابه) تتجمد فيما بعد وتشكل صخوراً بركانية ويعتبر البازلت من أكثر الصخور البركانية وفرة على سطح الأرض. عندما تكون اللابه شديدة اللزوجة تتجمد بسرعة وقد تتراكم على شكل أكداس شبيهة بالأبراج أما إذا كانت اللابه أكثر سيولة فيتشكل مخروط واسع عريض له جدران قليلة التحدر، وكلما زادت سيولة اللآبه كبرت المسافة التي تقطعها قبل أن تتجمد.

والبراكين لا تبقى في ثوران دائم فهناك براكين خامدة لن تثور أبداً إلا بإذن الله وبراكين كامنة وفي هذه الحالة تسد كتلة صلبة من الحمم التي تصلبت فوهة البركان فقد تمر عصور عديدة دون أن يظهر في الجزء الخارجي من البركان أي دلائل على وجود نشاط بركاني وقد تغطي الثلوج قمة البركان وتنتشر الأشجار فوق سفوحه ................ ولكن القمة قد تنفجر فجأة ويثور البركان وذلك بسبب تراكم الغازات الحارة تحت السدادة على مدى مئات السنين ومع تزايد ضغط الغازات داخل البركان فيؤدي هذا إلى انفجار قمة البركان وحدوث ثوران بركاني عنيف يباغت سكان المنطقة ويحدث أضرار وخيمة في مكان ثورانه.

تطلق الانفجارات البركانية كمية هائلة من الطاقة قد تفوق كمية الطاقة التي يطلقها انفجار قنبلة نووية بمئات المرات.

السحب الحارقة الرهيبة (السحب البركانية)

عندما يدخل بركان في ثوران من النوع الانفجاري يخرج من الفوهة مزيج معلّق من المواد الصلبة والسائلة والغازية تتألف من جسيمات من اللابه الزجاجية والبلورات والغازات تتراوح درجة حرارتها بين 200-900درجة مئوية، تنتشر هذه السحابة بسرعة كبيرة كاسحة سفوح البركان في تدفقات تتجاوز سرعتها 250 كم/الساعة وتعرف هذه الظاهرة بالسحابة الحارقة وعندما يتجه الانفجار نحو الأعلى يمكن للسحابة أن تصل إلى ارتفاع قد يتجاوز 10 كم ثم تهبط بعد ذلك في جميع الاتجاهات، هذا النوع من السحب الحارقة يحصد عدداً كبيراً من الأرواح فمثلاً عند انفجار جبل <بيليه > تشكلت سحابة حارقة خانقة تسببت بقتل 30000 شخص حيث كانوا قاطنين البلدة المجاورة للبركان ولم يبق من أهالي البلدة على قيد الحياة سوى شخصين.