ما دور العالم العربي ابن الهيثم في التقنية الضوئية..؟

البعض منا ربما اكتشف وهو طفل ضعف نظره أكان ذلك من خلال الصدفة او عبر اصطحاب أسرته له خلال عرضه على احد الأخصائيين في طب العيون.. والشمس والغبار وتقلبات الجو هي من ألد أعداء العين لذلك ينصحنا الأطباء او الخبراء بلبس النظارة الشمسية صيفا وشتاء لحفظها من وهج الشمس.. وأسواقنا المختلفة زاخرة بمختلف أنواع النظارات..



تقريرنا اليوم ليس عن النظارات وأنواعها وأشكالها وإنما عن تقنية تصنيعها وتاريخها فالكثير منا على الرغم من استخدامه للنظارة لايعرف عن تقنيتها وكيف بدأ تصنيعها .. ومن هنا جاءت فكرة هذا التقرير.. بداية يشير تاريخ تقنية النظارات الى انه لم يكن هناك أدوات بصرية بالمعنى المفهوم للبصريات فيما مضى من زمن في وقت قدماء المصريين والأغريق وحتى الرومان.. لكن الكاتب التراجيدي سينيكا ولد في حوالي العام 4 قبل الميلاد أشار الى مطالعته الكتب من خلال كوب الماء حيث يتيح له ذلك تقنية التكبير..؟؟!!

 

أبن الهيثم

هذا ولقد عثر في أطلال نينوى القديمة بالعراق على عدسة مصنوعة من البلور الصخري المصقول. وهذه العدسة البلورية يمكن ان تكون قد صنعت بالتقنية البدائية لوضعها على مواد القراءة او المشاهدة بصورة واضحه.. ولقد أبدع أهل البندقية الايطالية في مختلف مجالات صناعة وتقنية الكريستال ومنها الزجاج.. وتؤكد مختلف المصادر التاريخية الى أن أهل البندقية كانوا وراء ابتكار العدسات الأولى.. هذا ولقد استفاد المبتكرون الأوربيون الأوائل من أفكار العالم العربي (ابن الهيثم) أول من بين حقيقة الرؤية أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين وليس العكس كما كان يعتقد العلماء حتى عصره. وإليه ينسب اختراع الكاميرا كمبدأ عمل. وهو أول من شرح العين تشريحا كاملاً ووضح وظائف أعضائها. وأول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار. وهذا العالم العربي المتميز درس ظواهر انكسار الضوء وانعكاسه بشكل مفصّل، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس، فكان أول من نفى أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين، كما أرسى أساسيات علم العدسات وشرّح العين تشريحاً كاملاً.

 

أعظم العلماء

ولم يكتف بتشريح العين بل وضع أجزاءها ووظيفة كل جزء. بالإضافة إلى أنه درس عملية الإبصار وآليتها والعوامل النفسية والتأثيرات الخارجية على عملية الإبصار. يعتبر كتاب المناظر المرجع الأهم الذي استند عليه علماء العصر الحديث في تطوير التقنية الضوئية، وهو تاريخياً أول من قام بتجارب الكاميرا وهو الاسم المشتق من الكلمة العربية "قُمرة"، وتعني الغرفة المظلمة بشباك صغير، وإليه ينسب مبدأ عملها. وقد ساعد هذا كثيراً من علماء الغرب ومنهم نيوتن وكبلر.. يعترف المؤرخون الغربيون بأهمية ابن الهيثم في تطوير علم البصريات، فأرنولد في كتاب " تراث الإسلام"، قال إن علم البصريات وصل إلى الأوج بظهور ابن الهيثم، أما سارطون فقال: إن ابن الهيثم أعظم عالم ظهر عند المسلمين في علم الطبيعة، بل أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى، ومن أعظم علماء البصريات القليلين المشهورين في كل زمن، وهكذا استفاد علماء الغرب والشرق من أفكار وأبحاث ودراسات واجتهادات أبن الهيثم في مجال تقنية البصريات المختلفة ..

 

عيوب العين

والمدهش أن ابن الهيثم هو أول من قال بأن العدسة المحدبة ترى الأشياء أكبر مما هي عليه. وأول من شرح تركيب العين ووضح أجزاءها بالرسوم وأعطاها أسماء أخذها عنه الغربيون وترجموها إلى لغاتهم، ما زالت مستعملة حتى الآن. ومن ذلك مثلاً الشبكية Retina، والقرنية (Cornea)، والسائل الزجاجي (Viteous Humour، والسائل المائي( (Aqueous Humour). كما أنه ترك بحوثاً في تكبير العدسات مهدت لاستعمال العدسات في إصلاح عيوب العين. وتوصل ابن الهيثم إلى أن الرؤية تنشأ من انبعاث الأشعة من الجسم إلى العين التي تخترقها الأشعة، فترسم على الشبكية وينتقل الأثر من الشبكية إلى الدماغ بواسطة عصب الرؤية، فتتكون الصورة المرئية للجسم. وبذلك أبطل ابن الهيثم النظرية اليونانية لكل من أقليدس وبطليموس، التي كانت تقول بأن الرؤية تحصل من انبعاث شعاع ضوئي من العين إلى الجسم المرئي. كما بحث في الضوء والألوان والانعكاسات الضوئية على بعض التجارب في قياس الزوايا المحدثة والانعكاسية. ويعدّه بعض الباحثين رائد علم الضوء والبصريات.

 

قرارات ونظارات

هذا ويعود تاريخ النظارات الشمسية كما تشير كتابات المؤرخين الى الامبراطور الروماني نيرون فكان يشاهد المصارعة الرومانية من خلال قطع من الزجاج الاخضر الزمردي المصغول .. ولقد سجلت احدى لوحات توماسو مودينا شخصا يرتدي نظارة شمسية وكانت تحمل تاريخ 1352مواشتهر القضاة الصينيون بوضع نظارات شمسية على عيونهم وكانت تستخدم لإخفاء التعابير في عيونهم للحفاظ حتى لايلاحظ تأثير النتائج على قراراتهم النظارات ذات الطابع الدخاني.؟؟!!

 

نعمة للمسنين

وخلال الفترة 1284-1300م تأسست نقابة عمال الكريستال الذين اعتمدو تقنية لوائح صنع اقراص العيون وهي التقنية الاولى قفي صناعة النظارات وبدأ الناس في عام 1600 تحقيق الفوائد المرجوة من النظارات الطبية ومعرفة التقنيات الخاصة بها ومن خلال ذلك باتت النظارات تساهم وتساعد كبار السن لرؤية أفضل وشعار "نعمة للمسنين" خرجت الى حيز الوجود في عام 1629م. وكان شعار الشركة المصنعة للنظارات الايطالية والإنجليزية وخلال القرن الخامس عشر بدأ باعة النظارات المتجولون يجوبون شوارع المدن الاوربيه.. وتضاعف الطلب على النظارات مع ظهور اول صحيفة عام 1665م.. وبات استعمال النظارات ليس لمجرد المساعدة في الرؤية وانما للوجاهة والثروة والتميز..

 

نظارات ثمينة

ومع التطور الذي تحقق لتقنية تصنيع النظارات في العديد من الدول الاوربية بدأت المنافسة على أشدها بين مصانع النظارات الطبية والشمسية ومختلف أنواع العدسات التي تعنى بتقنية البصريات وباتت النظارات ذات العدسات المجازة من الخبراء وأطباء العيون اولا ثم انواع الاطارات المناسبة للوجه.. اما عالم النظارات الطبية فلم تعد مشكلة كما كان في الماضي فتقنية اليوم بها احدث صيحة في الأجهزة المساعدة على عمليات الفحص الدقيق.. وخلال لحظات يتم فحص نظرك وفي ذات ليوم تتسلم نظارتك الطبية المناسبة لعينيك..؟!

 

والمثير في تقنية النظارات انك باستطاعتك الحصول على النظارة المناسبة لعينيك ولميزانيتك فهناك نظارت لا يتجاوز سعرها ال 00 3ريال ونظارات تصل قيمتها الى الملايين إذا كانت مطعمة بأحجار الماس او اطاراتها مصنوعة من الذهب المطعم بالاحجار الكريمة.. وبالطبع لم يتحقق ذلك الا من خلال ما وصلت له التقنية في عملية تصنيع وانتاج النظارات المختلفة..؟!!