ما بعد نتائج الامتحانات

تتجلى أهمية الحوار الإيجابي مع الأبناء ما بعد النتائج في كونه يمهد في خلق علاقة الثقة و المحبة داخل الأسرة مما يساعد حتما في بناء شخصية قادرة على النجاح الدراسي والاجتماعي... الخ.



أما التفاعل السلبي الذي يرتكز على القساوة والعنف والنقد المباشر والتجريح، فهو ليس مناسبا لتهييئ ظروف للنجاح. فهذا النوع من الأسلوب يضعف ثقة الطفل بنفسه، و يعمل على خلق صورة مفككة عن الذات، مما يدفعه إلى الشعور بالإحباط و الفشل، و بالتالي فهو لايشجع الطفل على أن يفكر بصورة مبدعة، أو يعمل على تقوية قدراته على الاستذكار، و بالتالي فهو يدفع الطفل على الدخول في ديمومة الفشل و الإحباط و من ثم هدر طاقة هذه الأمة...

لن أدخل في كل أجزاء أهمية الحوار بعد النتائج، ولكني سأحلل نقطة واحدة لأهميتها، وهي ما نسميه في علم النفس بالضبط الداخلي والخارجي عند الطفل المراهق.

أولاً: أهم شيئ في الحوار هو نشر الدفئ العاطفي، ومن ثم نشر ثقافة الشورى.

ثانياً: الاعتراف بالطرف الآخر (الطفل/المراهق) ككيان له خصوصيته وطموحاته ورغباته. هذا الاعتراف الضمني والمضمن في الحوار مؤسس فعال للثقة في النفس.

الحوار كما ذكرت يساعد على تكريس الضبط الداخلي، فما هو الضبط الداخلي؟

الضبط الداخلي هوببساطة حالة نفسية ينطلق منها الطفل/المراهق لتبرير الخطأ والفشل، وهذا يعني أن الطفل في هذه الحالة يجعل نفسه مسؤولا عن الفشل ويحاول البحث عن استراتيجية الخطأ حتى لا يعيدها. أما صاحب الضبط الخارجي هو الطفل الذي يحمل مسؤولية فشله للأستاذ، للمؤسسة، للمناهج، للمجتمع، للحكومة...

يمكن أن أشير إلى بعض العناصر المهمة التي تميز شخصية الأطفال/المراهقين ذوي الضبط الداخلي، فهم أولائك:

  • الذين يتفوقون أكثر.
  • الذين يتابعون دراسات عليا.
  • الذين لهم مستوى عال من التفكير.
  • الذين لهم القدرة على النجاح في أعمالهم الإدارية والاقتصادية.
  • الذين يتميزون بالنجاح الاجتماعي (القدرة على خلق علاقة اجتماعية).
  • الذين يتميزون بالنجاح الأسري (علاقة متميزة مع الزوجة والأبناء).
  • القدرة على حل المشاكل.
  • القدرة على التخطيط إيجابياً للمستقبل.
  • أوقات أكثر في البحث عن المعارف (العلمية...).

وأشير أيضاً إلى أن الأسرة التي تحتضن الحوار الإيجابي تمتاز بالنقاط التالية:

  • الحوار الإيجابي المستمر.
  • الدفئ العائلي.
  • الإشباع العاطفي.
  • الامتياز بمبادئ النظام داخل البيت (مع مرونة هذه الأنظمة).
  • تحمل المسؤولية (الأب والأم).
  • ترك تحمل المسؤولية للأبناء.
  • عدم الحرمان من الحقوق.
  • احترام الوعود.
  • السلطة المرنة (الأخذ بالظروف والملابسات في تطبيق القانون الأسري).
  • عدم العنف الأسري.
  • القدرة على الإنصات.
  • عدم بخس أعمال الطفل/ المراهق انطلاقا من القاعدة القرآنية "ولاتبخسوا الناس أشياءهم...".