ما العلاقة بين عقلك الباطن والتسامح؟

إنَّ المعنى الحقيقي للمسامحة هو أن تسامح نفسك، ويكمن ذلك في مواءمتك أفكارك مع قانون الانسجام الكوني؛ إذ إنَّ إدانة النفس أشبه بالجحيم، ولن تُقدِّرك الحياة إلَّا عندما تتوحد مع مبادئ الانسجام والسلام والصحة والراحة.



لذا سنقدم إليك في هذا المقال إجابة عن الأسئلة التي يمكنها تغيير معتقداتك حول التسامح، سواءً كان مسامحتك لنفسك أم للآخرين.

1. ما قاعدة الحياة؟

لا تميز الحياة بين شخصٍ وآخر، وتسري هذه القاعدة الآن في كيانك؛ لكن إذا قاومت تدفق الحياة، فسيعمل عقلك الباطن على الاستجابة لذلك، ويبدع في ضخ السلبية في حياتك وأفكارك.

ينسب الكثير من الناس آلامهم ومعاناتهم إلى القدر، ويقاومون مبدأ الحياة، ويفكرون بسلبية وسوداوية؛ لكن من السخف أن تنسب ما أنت فيه من سلبية إلى قدرك، ذلك لأنَّ هذا يتعارض مع قانون الله في الحياة، وما سنَّه من إيجابية وحب وسلام وخير؛ فهذه التعاسة والفوضى سببها أنت في المقام الأول.

إذا استمر البشر في وضع مفاهيم سلبية وخاطئة حول حقائق الحياة، فسيتلقون استجابات سلبية تلقائية من عقلهم الباطن؛ ولعلَّ الأمر الذي لا يفهمه الكثيرون هو أنَّهم بذلك يعاقبون أنفسهم؛ لذا يجب أن يروا الحقيقة، ويتخلصوا من الشعور بالذنب والاستياء والإدانة تجاه أيّ شخص؛ وإن لم يفعلوا ذلك، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الحياة والخوض في أيّ نشاطٍ صحيٍّ أو إبداعي، أو أيّ شيءٍ مفرحٍ آخر.

عندما يرى هؤلاء حقيقة الكون الصحيحة، وينموا لديهم حب الله والإيمان به والتسليم بقضائه، ويثقون بأنَّ الله سيختار لهم كلّ خير، وأنَّه يرعاهم ويسدد خطاهم؛ سيقبل عقلهم الباطن هذا المفهوم الصحيح حول الحياة، ويتمتعون بالكثير من المباهج والنعم.

شاهد بالفيديو: 15 قول عن التسامح والغفران

2. إنَّ الله يغفر على الدوام:

إنَّ الله غفور رحيم، وهو الوحيد القادر على العفو والمغفرة عن الجميع؛ فهو يغفر لك، ويمدك بالصحة والحيوية ما دمت تفكر بانسجام مع الطبيعة والحقائق الحياتية؛ لكن عندما تتراكم داخل عقلك الذكريات السلبية المؤلمة والكراهية والنية السيئة، فإنَّها توقف تدفق الحياة بداخله، وتحرمه بالتالي من العيش بإيجابية.

3. التسامح أمرٌ ضروري من أجل الصحة النفسية:

إنَّ التسامح والصفح عن الآخرين أمرٌ ضروريٌّ وهام، وذلك من أجل تحقيق السلام العقلي والراحة النفسية والصحة التامة؛ فإذا كنت تريد السعادة في حياتك، عليك أن تغفر لكلِّ شخصٍ قد تسبب بأذيتك نفسياً أو جسدياً؛ لذا اصفح عن نفسك، واجعل أفكارك تنسجم وتتماهى مع قانون الحياة المطلق.

يعدُّ رفضك للتسامح والصفح عن نفسك نوعاً من الكبر أو الجهل الروحي، وقد ربط الطب النفسي والجسدي ذلك بارتفاع معدلات التوتر، والتي ينتج عنها غالباً الكثير من الأمراض، مثل: التهاب المفاصل، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف الجهاز المناعي للجسم؛ حيث يشير أخصائيو الأمراض المتعلقة بالتوتر إلى أنَّ الأشخاص الذين تعرضوا إلى معاملة سيئة أو خداع أو خذلان من قبل أشخاص آخرين، يستجيبون من خلال ملء نفوسهم بمشاعر الكره والبغض تجاه الشخص الذي تسبَّب بأذيتهم.

إقرأ أيضاً: 12 نصيحة بسيطة للحفاظ على الصحة النفسية

4. التسامح هو الوجه العملي للحب:

إنَّ المكون الأساسي في فن التسامح هو الرغبة في المغفرة والصفح؛ فإذا رغبت بإخلاص ومودة في الصفح عن الطرف الآخر، فستتغلب على نصف مشكلاتك.

لا يعني الصفح عن شخصٍ آخر بالضرورة أنَّك تحبه أو تريد التواصل معه أو اللقاء به، فأنت لست مجبراً على أن تحب شخصاً ما؛ لكنَّ الأمر الهام هو أن نتعامل مع بعضنا بعضاً بمودة ولطف واحترام.

تذكر أنَّك لا تكون تحت تأثير التنويم المغناطيسي حينما تصفح، وربَّما تكون أنانياً بعض الشيء؛ ذلك لأنَّ ما تتمناه للآخرين هو ما تريده حقيقة لنفسك، والسبب في ذلك هو أنَّك تفكر في ذلك وتشعر به حتماً.

5. كيف تغفر وتسامح؟

عليك التحلي بمشاعر التسامح والغفران؛ لذا هدِّئ من روعك، واسترخِ، ولا تفكر في أيِّ شيءٍ سلبي، واعلم أنَّك لكي تسامح حقاً وتتمتع بنعيم الغفران والصفح، يجب أن تكون هذه المشاعر نابعةً من أعماقك، وصادقةً إلى أبعد الحدود.

عندما يخطر في بالك طيف الشخص الذي آذاك، تمنَّ له الخير، وقل لنفسك: "أتمنى أن أنعم بالسلام"، وافعل ذلك مراراً، وستجد بعد عدة الأيام أنَّ تلك الخاطرة قد بدأت بالتلاشي، وأنَّك استطعت فعلاً تجاوز الأمر.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تساعدك لكي تسامح الآخرين بصدق

6. الغفران للجميع:

عندما يفهم الإنسان القانون الصحيح لعقله، سيتوقف عن إدانة الآخرين والظروف السلبية، ويدرك أنَّ أفكاره ومشاعره هي المسؤولة عن تحديد مصيره وما يمكن أن يحدث له في الحياة.

في الختام:

يرجع كلٌّ من الخير والشر إلى الطريقة التي يفكر بها الإنسان؛ فإمَّا أن تكون إنساناً خيِّراً بالفطرة ومحبوباً وتسامح وتغفر، أو أن تكون إنساناً شريراً ومكروهاً من الجميع، وكارهاً لهم؛ فالخيار بيدك أنت عزيزنا القارئ.




مقالات مرتبطة