ما السر الذي يجعل "إيلون ماسك" يتعلم أي شيءٍ بسرعة!

يمتلك "إيلون ماسك" واحداً من أكثر العقول المدهشة الموجودة في العالم، فكيف بلَغَ هذه الدرجة من الذكاء؟ لقد وُلِدَ على الأرجح حاملاً معه موهبته، وهو يقرأ حسب أولئك الذين يعرفونه كمَّاً كبيراً من الكتب، ولكنَّ تألق "ماسك" لا يرجع بأكمله إلى موهبته الفطرية أو إلى القدر الهائل من المعارف التي يمتلكها، فهو يعرف إضافةً إلى كل ما سبق كيف يتعلم.

فإذا كنت تنوي إتقان علم الصواريخ في منتصف مسيرتك المهنية (بعد تأسيس "باي بال" وشركة السيارات الكهربائية التي أحدثت ثورةً في مجال الصناعة)، فأنت تحتاج بكل وضوح إلى معرفة كيفية حشر أكبر كمية من المعلومات في دماغك بأقصر وقت ممكن.

ولحسن الحظ يود "ماسك" أن يخبرنا كيف يقوم بذلك بالضبط.



المعرفة شجرة:

كتب أحد محبّي ماسك الفضوليين عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي مُعبِّراً عن رغبته في أن يعرف التقنيات التي يستخدمها ماسك ليتعلّم بهذه السرعة المدهشة: "أنا أعلم أنَّك تقرأ الكثير من الكتب، وأنَّك توظف الكثير من الأشخاص الذين يتمتّعون بالذكاء وتستقي ممَّا يعرفونه، ولكن يجب عليك أن تعترف بأنَّك وجدت طريقةً لملء رأسك بمعلوماتٍ أكثر من التي يستطيع أي شخصٍ حيٍّ آخر أن يملأ رأسه بها. فكيف تتقن ذلك إلى هذا الحد؟".

ورداً على السؤال اعترض "ماسك" بتواضعٍ قائلاً إنَّه يشعر في أغلب الأحيان بأنَّ دماغه لم يعد يستوعب، ثمَّ شجَّع القراء بوجه عام على دفع أنفسهم إلى وراء ما يتصورون بأنَّها حدودهم قائلاً: "أعتقد أنَّ باستطاعة معظم الأشخاص تعلم قدرٍ أكبر بكثير من الذي يعتقدون بأنَّ في إمكانهم تعلمه، فهُم يُقلّلون من شأن أنفسهم دون أن يحاولوا".

ولكن بعد هذه المقدمة المفيدة التي لم تكن ذات أثرٍ مدهش قدَّم رئيس "تيسلا" و"سبيس إكس" هذه النصيحة التي تعادل وزنها ذهباً:

"نصيحة: من المهم أن تنظر إلى المعرفة على أنَّها شجرة، فتأكَّد من أن تفهم المبادئ الجوهرية، وهي التي تشكِّل جذع الشجرة وغصونها الكبيرة، قبل الانتقال إلى الأوراق/التفاصيل وإلَّا لن يكون لهذه الأوراق ما تتثبَّت عليه".

رغم أنَّ مفهوم الشجرة قد لا يكون مألوفاً إلَّا إلى أولئك الذين يمتلكون خلفية مرتبطة بعلوم الكمبيوتر، إلَّا أنَّ جوهر نصيحة "ماسك" يجب أن يكون واضحاً للجميع: لا تناقشْ في تفاصيل موضوعٍ ما قبل أن تكوِّن حوله إطاراً مفاهيمياً – يتضمن الأفكار الرئيسة والنقاشات التي تدور حول جوهر المفهوم.

لا يمكن تذكر الأشياء التي لا يمكنك ربطها بأشياء أخرى:

يمكن فهم هذه القاعدة إذا نظرنا إليها من وجهة نظر مرتبطة بالحفظ، فقد لاحظ العديد من خبراء الذاكرة أنَّ الطريقة الفضلى لتذكر شيءٍ ما هي ربطه بشيءٍ تعرفه مسبقاً، فإذا لم يكن ثمَّة في الذهن "روابط" لتلتقط المعلومات الجديدة فإنَّها ستدخل من أذنٍ وتخرج من الأخرى (ولهذا السبب نجد صعوبة في تذكّر الأسماء فنقوم بإنشاء روابط لربطها بأمورٍ أخرى من قبيل: "ماري من ألاسكا حيث يعيش ابن عمي"، فتتحسّن قدرتنا على استعادة المعلومات تحسناً كبيراً). فتعلُّم الأمور الأساسية المرتبطة بمادةٍ ما يقدم لنا هذا النوع من الروابط.

ويمكننا فهم هذه القاعدة كذلك إذا نظرنا إليها من وجهة نظر تعليمية، إذ يذكر هذا الـ (TED talk) الذي يلقيه "سال خان" (Sal Khan) مؤسس أكاديمية خان أنَّ البيت الذي يُبنى على أساسٍ هش يكون هشاً دائماً وأنَّ القاعدة نفسها تنطبق على التعليم. فمحاولة إتقان التفاصيل المتقدمة لمادةٍ ما قبل إتقان الأساسيات يؤدي في المستقبل إلى الارتباك (المتبوع عادةً بالإحباط وتثبُّط العزيمة).


اقرأ أيضاً:
13 نصيحة لتطوير الذات وتنميتها

 

 

فإذا أردت التعلّم بأسلوب أسرع اتّبع نصيحة "ماسك" وتصرّف تصرفاً استراتيجياً، ولا تندفع نحو المواد المتقدمة – حتى وإن كانت هي التي تجذبك إلى المادة –دون تخصيص وقتٍ لإتقان المبادئ الأساسية للشيء الذي تعكف على دراسته أيَّاً كان أولاً. إذ إنَّ تخصيص مزيدٍ من الوقت للانتهاء من الأساسيات سيعني في الواقع تعلماً أسرع (وأفضل).

 

المصدر




مقالات مرتبطة