ما الأسباب التي تجعل الحوار بين الأزواج منعدماً؟

 

إن مسألة انعدام الحوار بين الأزواج ترجع في طبيعتها إلى عدة أسباب منها:



 

1-     البدايات الحادة والساخنة عند الخلاف بين الزوجين: أي التصعيد السريع بين الزوجين لخلافات قد لا تستحق ذلك القدر من التشنج والإنفعال تجاه الأخر وتجاه الموضوع المشكل.

2-     التحقير غير اللفظي، سواء بإيماءات الجسم أو تعابير الوجه تجاه الآخر.

3-     النقد الموجه لذات الشخص المقابل وليس للأفعال.

4-     الانسحاب غير المدروس عند الاختلاف، فقد أشارت الدراسات إلى أن التهرب من مواجهة المشكلات قد تزيد من حدتها وتطيل من مدتها وتعيق فرص احتوائها، وخصوصاً إذا كان هذا الإنسحاب غير مدروس.

5-     التفسير السلبي لتصرفات الطرف الآخر.

هل من مهارات لإدارة الخلافات الزوجية عند حدوثها؟

يعتقد الكثير من الناس أن وجود بعض الخلافات الزوجية بين طرفي العلاقة، يعني أن هذه العلاقة الزوجية ربما تكون علاقة سيئة أو علاقة مهددة بالاستمرار، لكن الدراسات الحديثة تجمع على أن الخلافات الزوجية لا تشكل الخطر الأكبر على استمرار العلاقة الزوجية، ولكن الخطر الأكبر يأتي من الأسلوب الذي يلجأ إليه أحد أو كلا طرفي الخلاف.

وبناءً على ذلك يمكننا تقديم بعض النصائح والمهارات التي يحتاجها الزوجان لتجاوز حدود خلافاتهما، ومن هذه المهارات:

 

أولاً: مهارة المصارحة والمناقشة الهادئة: ونعني بالمصارحة هنا هو حديث القلوب.

فالشفافية والحوار الصادق الذي يخرج من القلب لا شك في أنه سيصل للقلب.

فالمصارحة تساعد الزوجين على إزالة سوء الفهم والتفسير السلبي، فالمصارحة قد تأخذ صور الحديث اللفظي، وقد تأخذ أسلوب المكاتبة والمراسلة سواءً على الورق أو عبر الإنترنت، أو عبر رسائل قصيرة بواسطة الهاتف الجوال.

ومن الإعتبارات الواجب الإنتباه لها في إنجاح عملية المصارحة :

1.     الحرص على التوافق والتناغم بين الرسائل اللفظية وغير اللفظية:

فالزوجة التي تريد من الزوج إظهار تقدير وإحترام لها وبنفس الوقت تستخدم الحدة ورفع الصوت                 في التعبير عن موقفها، فإنها في حقيقة الأمر، ترسل رسائل مضللة ومتناقضة لزوجها.

2.     إدارة الزمان والمكان:

يجب التأكيد على أن إنجاح المصارحة والمناقشة بين الزوجين، يحتاج من الطرفين، اختيار التوقيت المناسب للمناقشة، فالوقت المناسب للجلوس ومناقشة ذلك الأمر الخلافي بين الزوجين يعتبر عنصراً مهماً لإطلاق العنان للقلب ليعبر عما بداخله من هموم ومشاعر وطلب للحاجات والأمنيات.

3.     التكامل والتعاون بدل التفاضل والتنافر:

لتحقيق حوار ونقاش زوجي تسود من خلاله روح المصارحة، فينبغي للزوجين إظهار الإيجابية وروح التعاون للوصول لإتفاق بدل التركيز على إظهار من هو المخطئ ومن هو المصيب.

 

ثانياً: مهارة الإنصات الجيد:

ففي علوم العلاج الأسري، يقال إن الإنصات وفهم أساس المشكلة يساعد الزوجين للوصول لإتفاق يرضي كليهما بدرجة تفوق 50%، والإنصات الجيد يحقق الفوائد التالية لكلا الزوجين:

·        الحرص على فهم وجهة نظر الطرف الأخر كاملاً ودون مقاطعة.

·        إزالة وإذابة الجواجز النفسية والذهنية والتي عادةً ما تسيطر على وجهات النظر .

·        تقود لخفض حدة الانفعالات وارتفاع الأصوات والتي عادةً ما تؤدي لفشل الحوار الزوجي.

·        يتحول الحوار تدريجياً من إنصات لكلمات الطرف الأخر، ليصبح تفهماً لمشاعر وأحاسيس كل منهما للأخر، مما يؤدي لتفهم أحدهما لموقف الأخر.

·        يصبح للحوار درجة أعلى عن طريق التقاء العيون في حالة الإنصات، بينما تتحول النظرات في حالة المقاطعة لتصبح لهباً من نار الغضب يسلطه أحدهما على الآخر.


ثالثاً: مهارة استخدام جمل تبدأ بـ ( أنا) وليس أنت:

إن البدء بعبارات تركز على إستخدام لغة "أنا" و "نحن" بدل من البدء بإستخدام عبارات "أنت" من شأنها إزالة التوتر والتشنجع وترشق عبارات الإتهام التي غالباً ما تسيطر على أجواء النقاشات والخلافات الزوجية.
فإن استخدام عبارات تبدأ بكلمة "أنا" لها دور في تحقيق عدة أمور إيجابية منها على سبيل المثال:

·        تساعد الزوجين على التركيز على المشكلة الحالية وعدم التوسع بإحضار الماضي والمشكلات الأخرى

·        تساعد الزوجين على التعبير عن مشاعرهما وكلماتهما بشكل واضح.

·        تساعد الطرفين على التعبير عن وصف حاجاتهما ومطالبهما بشكل دقيق.

·        تساعد الفرد على التعبير عن الألم الذي سببه ذلك الخلاف دون تجريح للطرف المقابل.

هل من خطة سحرية أو وصفة مجربة لإحتواء الخلافات الزوجية؟

 سواء كنت أنت الطرف المبادر بالحوار أم الطرف المدعو للحوار، فيجب أن تعمل  بالأمور التالية:

1.     أظهر الإهتمام بالموضوع ودعه يبدي بعض وجهة نظره أولاً دون مقاطعة حتى وإن شعرت بتماديه بالتجريح.

2.     تذكر أن الهدوء وضبط الإنفعالات هو أساس نجاحك بإدارة الحوار وتجاوز الخلاف.

3.     ركز على إيجاد قدر من التناغم والتوافق بين رسائلك اللفظية وغير اللفظية عبر إظهار الإنصات الجيد.

4.     بعد إنتهاء الطرف المقابل من حديثه وطرح وجهة نظره، حاول تلخيص مجمل كلامه وإعادة صياغة عباراته بطريقة أكثر هدوء وأكثر إيجابيةً.

5.     حاول التهدئة كلما شعرت أن الحديث بدأ يتجه للتصعيد، إما بإحضار كوب ماء أو كأس عصير لإعادة الحوار لمستوى مقبول من الإنفعالات.

6.     حاول التحدث وأنت تنظر لوجه محدثك دون إظهار نظرات يغلب عليها روح التهديد أو التعالي على مستمعك أو الذي يتحدث إليك.

7.     احرص على إشراك المقابل بوضع الحلول عن طريق القول مثلاً" لو كان هناك عمل واحد يمكنني القيام به من شأنه تحسن أو تجاوز المشكلة.

 

موقع الأسرة السعيدة