ما أسلوب القيادة الذي يطمح الجميع إلى اتِّباعه؟

لسوء الحظ توجد الكثير من القصص الحقيقية المروِّعة عن مدى سوء تعامُل الموظفين مع بعضهم بعضاً في أماكن العمل، وخاصة فيما يتعلق بالمعاملة السيئة التي يتلقاها بعض الموظفين من قبل أرباب عملهم.



نُوقِشَ هذا الموضوع مطولاً في إحدى المدونات الصوتية الرائعة تحت عنوان "ستارت آب" (Startup) من إنتاج شركة "غيملت" (Gimlet) للإعلام؛ وذلك في افتتاحية موسمهم الثاني الذي تحدثوا فيه عن إحدى الشركات الناشئة الجديدة.

ما يزال العمال والمديرون غير سعداء إلى حدٍّ كبير:

لا ينسى الموظفون أبداً هذه المواقف المريعة، وقد تحدَّث عنها "توني ديبلاوي" (Tony Deblauwe) مؤسس شركة "إتش آر فور تشينج" (HR4Change) للاستشارات، باستفاضة في برنامج "#تي تشات" (#Tchat) على موقع "تالنت كالتشر" دوت كوم (Talentculture).

ما يزيد الأمر سوءاً هو أنَّ العالم أجمع ما يزال يواجه أوضاعاً اقتصادية صعبة ومعقدة لم يُشهَد لها مثيل في العصر الحديث، فعلى الرغم من نمو الوظائف وتراجع البطالة في الآونة الأخيرة، لم ترتفع الأجور بالقدر الكافي، ويتعرَّض العمال وأرباب العمل في نفس الوقت إلى ضغوطات كبيرة لرفع إنتاجيتهم، ويُضاف إلى ذلك أنَّ بعض الموظفين يعجزون عن التحكُّم بانفعالاتهم؛ لذا ستجد الآلاف من شكاوى سوء التعامل تَرِد سنوياً إلى الجهات المعنية.

مَن هو رب العمل الرائع؟

وفقاً لمؤسسة "غالوب" (Gallup) للتحليل والاستشارة؛ فقد ارتفعت نسب اندماج الموظفين قليلاً خلال السنوات القليلة الماضية، لكن رغم ذلك ما يزال 70% من الموظفين غير سعداء بشكل عام، وكان الوضع أفضل قليلاً بالنسبة إلى المديرين والتنفيذيين وكبار المسؤولين، لكن ما يزال 60% منهم غير سعداء أيضاً، ويبدو أنَّ تمكين الموظفين ومنحهم الثقة والصلاحيات لم يكن كافياً لتحقيق سعادتهم.

لكن إذا نظرت إلى الأمر من منظور مختلف، فستجد أنَّ الدراسة تُشير أيضاً إلى أنَّ 30% من الموظفين و40% من القادة سعداء ومندمجون، وقد تعمل معهم؛ بل قد تكون حتى واحداً منهم؛ لذلك فكِّر ملياً فيما يجب عليك فعله حتى يتعمم هذا الشعور ليشمل الجميع.

بالطبع ما زال بعض الموظفين يرتكبون أخطاء غبية وغير مناسبة في بعض الأحيان - باستثناء الأخطاء الفظيعة التي لا تُغتفر - لكن في نهاية الأمر لا يوجد إنسان مثالي على الإطلاق.

لكي يُصبح رب العمل الجيد رائعاً في نظر موظفيه؛ يجب عليه الإنصات لهم باستمرار، وتقديم الردود المناسبة على تعليقاتهم جميعها، كما يجب عليه أيضاً مشاركة تصوراته الصادقة والحقيقية مع فريقه أو قسمه أو حتى شركته، ولا ينفصل ذلك أبداً عن المهمة الأساسية المتمثلة في تطوير شركة ناجحة.

شاهد بالفيديو: 15 مهارة يجب أن يتحلى بها القائد الجيد

ما يجب أن يطمح إليه الجميع:

قد لا يتمكن الموظفون الذين يعملون عن بُعد من الاجتماع مع فرقهم إلَّا نادراً؛ لذلك عقدت إحدى الشركات مؤخراً اجتماعاً خارج موقع العمل لتبادل الأفكار وبناء الفريق ووضع الاستراتيجيات وممارسة كل النشاطات التي تجري عادةً في هذا النمط من الاجتماعات، ولقد قضى الفريق وقتاً رائعاً لا يُقدَّر بثمن ومليئاً بالتفاعل والتخطيط، ولكنَّ ربة العمل تحديداً قالت لهم شيئاً كان له وقع حقيقي بين الموظفين جميعهم.

أخبرتهم أنَّه رغم أنَّ القيادة العليا المتمثلة بالإدارة التنفيذية هامة جداً لنجاح الشركات، فإنَّ القيادة الشخصية هي العامل الحاسم للازدهار؛ ويعني ذلك أن يسعى كل فرد في المنظمة إلى أن يكون قائداً لنفسه وبين أقرانه، وأن يكون قوة حقيقية في مكان العمل، وعندها يمكن لكل موظف أن يجني كمَّاً أكبر من المكافآت الخارجية إضافةً إلى تحقيق الرضى الذاتي.

إقرأ أيضاً: 5 صفات يتميز بها القادة العظام

في الختام:

يجب أن تُلامس قلوب موظفيك، فلن ينسوا أبداً هذه المشاعر الجميلة، وهذا ما يجب أن يطمح إليه الـ 60% المتبقية من المديرين الذين يفتقرون إلى الاندماج.

المصدر




مقالات مرتبطة