لماذا يصعب التواصل بين الأبناء والآباء

"رحم الله امرء أعان ولده على طاعته "
 
هل حاولنا مرة من المرات أن نوجه لأنفسنا أسئلةً مهمة جداً ؟؟؟!!!


على سبيل المثال :

 
-          كم من أم أو أب منّا أعان ولده على طاعته؟؟؟
-          هل نحن نحب أبناءنا بشخصياتهم أم نحب أبناءنا بشخصيتنا نحن!!!
-          لماذا نريد دائماً قولبة أبناءنا فينا؟؟؟
-          كم مرة منعنا أبناءنا عن عمل شيء ما، أو على الحصول على موافقة منا دون تفسير السبب أو دون فتح مجال للنقاش فيما بيننا؟؟؟
-          كم مرة تذكرنا أننا كنا صغاراً وكانت لنا آلامنا مع آبائنا لعدم فهمهم لنا ولما نريده؟؟؟
-          لماذا لانرتب أبناءنا بين الصفوف الأولى ؟؟؟
      
والآن جاوب على هذه الأسئلة بينك وبين نفسك...
سوف ترى أن الكثيرين منّا لايتواصل مع أبنائه التواصل الصحيح...
 
ماهو هذا التواصل وكيف نعرف أننا لانتواصل كما يجب!!!
 
عندما تصل العلاقة المتشابكة بين الآباء والأبناء في بعض الأحيان إلى قطيعة بين الأب وابنه أو بين الأم وابنتها...فهذا يعني أننا لانتواصل...
 
 إذا ماتمسك كل طرف بموقفه ورأيه ضد الآخر وأصبح كل منهم على جبهة مختلفة ...فهذا يعني أننا لانتواصل....
 
عندما يلجأ أبناؤنا للشكوى منا وعلينا لأحد أصدقائه أو أقربائه ويجدون الراحة في ذلك ...فهذا يعني أننا لانتواصل...
 
" آباؤنا لايفهمونا..." عندما نسمع وكثيراً مانسمع هذه الجملة من أبنائنا ...فهذا يعني أننا لانتواصل...
 
وبالطبع هناك الكثير من الدلائل والإشارات التي لو بحثنا عنها لوجدناها أكبر دليل واصبع اتهام لنا بأننا لانتواصل... ولكن ....
هل نريد نحن أن نبحث!!!
وهل نريد نحن أن نرى!!!
 
المقولة القديمة التي تقول " إذا كبر إبنك خاويه " أي اجعل منه أخاً أصغر لك ...
ماأجملها من مقولة ...
وكم كنا نحن بحاجة لها عندما كنا أبناء لآبائنا!!!
 
إن العلاقة الجدلية بين الأبناء والآباء قديمة... وخاصة عندما يبدأ عود الأبناء يشتد ويقوى...                                          
فالفتى في مرحلة مهمة من حياته يعتبر نفسه رجلاً ولا يريد سماع أية ملاحظات أو انتقادات أو توجيهات على شخصيته أو هواياته أو طباعه...
وكذلك الفتاة ترى في نفسها سيدة المنزل ذات الجمال والسحر...وترى أنها محط أنظار الكثيرين ولا تتقبل من والدتها أي انتقاد أو توجيه...
وهنا يبدأ صراع الأجيال، بين الأبناء والآباء...
 
 الآباء يعيشون حسب معتقداتهم ومفاهيمهم المترسخة من بيئتهم وتربيتهم...ويتمنون بمحبة تحقيق الأحلام في أبنائهم والتي هي أصلاً أحلامهم وليست أحلام أبنائهم...
 والأبناء يعيشون حسب تطلعاتهم النامية ومفاهيمهم الحديثة،ويواكبون تطورات عصرهم...
 
حتما لاأحد يرغب في أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الصراع...
 لذلك يجب علينا أن نراعي في علاقتنا مع أبنائنا أن لكل منهم شخصيته المستقلة وهي قد تتفق وقد لاتتفق مع رأينا ومواقفنا...
والتي بدأت تتبلور منذ الصغر وأن لنا دوراً كبيراً في هذا التبلور
والدور الحقيقي الفعال هو الذي يبدأ منذ الصغر...
 
ولابد من القول أنه يجب أن لانعتمد الأسلوب القمعي أو الإكراه والفرض والسيطرة والتسلط... وإنما علينا أن نتفهم أبناءنا ونأخذ بيدهم في كل مرحلة من مراحل حياتهم ونمدهم بخبراتنا وتجاربنا بأسلوب المناقشة والإقناع...ونقص عليهم تجاربنا مع أهالينا...وندعوهم دئماً للبوح لنا بما يكنوه في صدورهم... وكذلك على الأبناء أن يستفيدوا من تجارب وخبرات الآباء وهذا يساعدهم في اكتمال شخصيتهم وبناء مستقبلهم .
 
  إن القليل من الوعي عند الأبناء " والذي هو مهمتنا منذ صغرهم" واحترامهم للآباء وكذلك القليل من الحكمة والصبر من قبل الآباء وتفهم التغييرات الجسدية والفيزيولوجية التي تطرأ على أبنائهم وما ينتج عنها من تغيّرات نفسية يمكن أن يحل كثيراً من المشاكل التي تنشأ فيما بينهم...
 
لنتذكر دائماً أننا كنا في مثل سنهم ...
وأننا كنا لانشعر بالراحة المطلقة مع آبائنا...
 
لنتذكر دائماً أننا نحن من يجب أن يمد لهم يد المساعدة والعون ليطيعونا ولنحقق التواصل المطلوب...