لماذا يتجهمون؟؟

أحيانا تختلط علينا الأمور ونظن أننا لابد أن نكون مثاليين في حياتنا وخصوصاً أننا نعلم القرآن الكريم ونبدأ بالتحدث عن الصواب دائماً ونظن أن من أصبحت مهنته في تعليم القرآن لا بد أن يكون شخص ذا سمت خاشع ومنظر معين وهيئة قوية قليل الكلام دائم التجهم يظن أن العبوس هو دليل شعوره بالقرآن الكريم . بالاضافة إلى نظرته للحياة أنه لن يهدر وقته في أي شيء إلا المفيد .



أما عن الأهل فلا بد لهم أن يدعوا له حياته الخاصة التي يريد أن يعيشها مع القرآن دون أن يؤثر أحد عليهم

أما عن الناس من حوله فهو يحب النظر إليهم ويتعامل معهم لكنه يخاف يظن أن التعامل قد يسقط من هيئته ومن قوته . أو أن ما يقوم به الناس هو من خوارم المرؤة وأنه أمر سيكون سبًبا في تغير التزامه وحبه لله تعالى .
وعن يومه وحياته فهو شخص طيب من داخله لكن تلك التصورات الخاطئة التي تسيطر على فكره جعلت الناس تهابه حقاً لكن لا تحبه وأن الناس تحترم وجوده فقط لكن عند غيابه سوف يأخدون راحتهم
يحب الترفيه المباح لكنه يخاف أن يقدم عليه يظن أن مثل ذلك سوف يسقطه من أعين الناس ويقولون عنه : (( انظر إلى أستاذ القرآن ماذا يفعل ؟؟ شخص متدين من أجل ذلك فإنه لا يتكلم إلا في أمور الدين ، ولا يصاحب إلا المتديين ، ولا يسلم إلا عليهم ، وإذا رأى غيرهم لا بد أن يتجهم وجهه ويغضب ويكلمه وكأنه وصي عليهم مع العلم أنه يريد الخير لهم ولكنه يريد أن يغيرهم بسرعة((
يعيش عزلة لأنه يظن أنه لا بد أن يكون الأقوى دائماً .
لكن مهلاً فهل دعانا القرآن إلى ذلك ؟
وهل مثل هذا الأمر كان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
وهل في السلف من قرر أن يكون كذلك ، وهذا سمته ؟
هل هي حقيقة أم خيال ؟
من صور لنا هذه التصورات عن معلم القرآن ؟
وهل هناك تغير ممكن ؟
وكيف يكون؟
إنه من خيرة الناس فهل من تغير ممكن على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

المصدر: حلقات تحفيظ القرآن الكريم