لماذا تصميم النظام التدريبي؟

بالإضافة إلى تصميم النظام التدريبي (ISD)، يوجد هناك عدة طرق منهجية تقليدية للتدريب مثل التدريب المرتكز على الأداء (Performance-Based Training) والتعليم بمرجعية معيارية  (CRI)( Criterion Referenced Instruction)، وتشترك هذه الطرق ببعض العناصر:

· تعتمد على الكفاءة: حيث يُطلب من المتعلّمين أن يتقنوا مهارة أو معرفة أو ميول (SKA)، فيركز التدريب على العمل من خلال جعل المتعلّمين يحققون المعايير أو المستويات اللازمة لأداء المهام بشكل صحيح.

· التسلسل: تتكامل الدروس بشكل منطقي ومتسلسل.

· التعاقب: إيجاد نظام تعاقّب يسمح بالتغيير والتحديث في مواد التدريب ليتم تأديتها بشكل فعّال.

· التقييم: يسمح التقييم والتصحيح بالتحسين المستمر وصيانة معلومات التدريب التي تعكس الأوضاع والشروط الراهنة.



إذاً لماذا تصميم النظام التدريبي ISD؟

إن هذه العملية تقدّم وسيلة لصنع قرار سليم في تحديد مَنْ، ماذا، متى، أين، لماذا وكيف يكون التدريب. إن وجود نظام للتدريب يضمن الحصول على نظرة شاملة لعملية التدريب، فهو يتصف بأنه عملية مُنظّمة لتجميع وتحليل متطلبات الأداء الفردية والجماعية، وبأن له القدرة على التجاوب مع حاجات التدريب المحددة. فتطبيق نظام للتدريب يضمن تطّور برامج التدريب ومواد الدعم المطلوبة بشكل مستمر وبطريقة فعّالة ومؤثّرة لتتماشى مع تنوّع الحاجات في بيئة دائمة التغيّر.

غالباً ما يسمّى تصميم النظام التدريبي (ISD) بـالطريقة النظامية للتدريب (SAT) ( System Approach to Training) (مقاربة النظام للتدريب) أو ADDIE (Analysis, Design, Development, Implement, Evaluate) (تحليل، تصميم، تطوير، تنفيذ، تقييم).

الأنظمة والعمليات (Systems and Processes)

يعرّف النظام على أنه مجموعة من المفاهيم أو الأجزاء التي يجب أن تعمل معاً لأداء وظيفة معيّنة. فالمؤسسة هي نظام أو مجموعة نظم، وكل وظيفة في المؤسسة تؤدّى بموجب نظام لتقديم مُنتَج أو خدمة. ويُعد هذا المُنتَج أو الخدمة الوسيلة التي من خلالها تدعم المؤسسة نفسها. وهناك أربع مُدخلات ضرورية في كل نظام كي يؤدي إلى مُنتَج أو خدمة:

·        الأشخاص (People): العاملون الذين يشكّلون مجموعة ويرتبطون بنشاط مشترك.

·        المادة (Material): المواد الخام التي تدخل إلى النظام.

·        التكنولوجيا (Technology): التقنية اللازمة لتحقيق غرض أو هدف عملي.

·        الوقت (Time): المدة المُقاسة التي خلالها يبدأ فعل أو عملية ما وتنتهي.

ويجب أن يكون أيضاً لكل نظام مُخرجاً (ناتجاً) واحداً على الأقل من أجل الاستمرارية. ويمكن أن يكون المُخرج مادة  مثل تلفزيون أو برمجيات كومبيوتر؛ أو خدمة مثل وكالة حماية أو بوليصة تأمين. إن مُخرج نظام معيّن في مؤسسة قد يكون المُنتَج النهائي أو خدمة تُباع إلى زبائنها أو مُنتج أو خدمة لمساعدة المؤسسة في أهدافها لتقديم مُنتًج أو خدمة قابلة للتسويق.

وكمثال عن النظام: يقوم فريق إنتاج (أشخاص) بتحويل المكوّنات الإلكترونية والصناديق والقطع و.. و... الخ (مواد) إلى كومبيوترات من خلال العمل على خط إنتاج (تكنولوجيا)، وبإتمام كل جولة إنتاج في فترة زمنية محددة (وقت). بعدها تبيع المؤسسة المنتجات النهائية (مُخرج) إلى زبائنها.

طوّر أحدهم هذا النظام من خلال:

1.     تحليل ما كان مطلوباً من قبل المؤسسة.

2.     تصميم النظام لتلبية احتياجات المؤسسة.

3.     تطوير النظام باستخدام مُخرجات مرحلة التحليل والتصميم.

4.     تطبيقه.

5.     تقييم المشروع خلال إنشائه وتطبيقه.

قد تحدث هذه العملية مصادفةً... وهذا بشكل عام يهدر الوقت والمال؛ أو قد تحدث من خلال التخطيط لها؛ أو بمزيج من الاثنتين. إن مقاربة النظم للتدريب يعني إيجاد مخطط لبرنامج التدريب، فهو برنامج تطوير يَستخدِم عمليات خطوة بخطوة لحل المشكلات.

قد يكون لدى شركة كبيرة عدة أنظمة مجزأة إلى أقسام أو مجموعات، بينما قد يكون لدى شركة صغيرة نظاماً واحدا فقط، ولجميع هذه الأنظمة ثلاث وظائف أساسية:

·        المُدخل (Input): هو شيء ما يجب إن يتم إدخاله إلى النظام، وبكلمات أخرى هو عنصر غامض تنطلق منه المنتجات والخدمات. والمُدخلات الأساسية لنظام ما هي المادة، الأشخاص، التكنولوجيا والوقت. وعادة تكمن أهمية التدريب حين يلتقي الأشخاص والتكنولوجيا.

·        العملية (Process): هي نوع ما من العمل يجب إنجازه في النظام، وهذا العمل هو التكنولوجيا المطبقة التي تغيّر مُدخل المادة إلى مُخرج النظام. ولابد من البحث عن الوسائل اللازمة لمساعدة العاملين في إتقان وتطبيق التكنولوجيا التي تتحكم بمهامهم.

·        المُخرج (Output): هو خدمة أو مُنتَج مرغوب يجب تقديمه. وفي حال لم يكن هناك مُخرجاً فعندها سيوجد ثقب أسود يمتص الأشياء إليه دون أن ينبعث منه أي شيء. وتكمن غاية التدريب في السماح للعاملين باستخدام التكنولوجيا المتوفرة بشكل فعّال ومؤثّر لتقديم المُنتًج أو الخدمة المرغوبة.

العمليات (Processes)

العملية هي سلسلة أفعال مُخطط لها، والتي تدفع بمادة أو بإجراء ما إلى الأمام... من مرحلة إلى المرحلة التي تليها في نظام ما. حيث وبشكل عام يوجد في النظام عدة عمليات، وكما في النظام، فلكل عملية مُدخل ومُخرج. ففي المثال المُعطى سابقاً قد نجد زوجاً من العمليات ضمن نظام إنتاج الكومبيوتر:

·        يقوم فريق تجميع لوحة الدارات (أشخاص) بلحم القطع الإلكترونية (مواد) على ألواح الدارات من خلال العمل على خط إنتاج متخصص (تكنولوجيا)، ويقوم بإنهاء كل جولة إنتاج في فترة زمنية محددة (وقت)، بعدها يتم استخدام المنتجات النهائية (مُخرج) من قبل أعضاء آخرين من فريق الإنتاج.

·        يقوم فريق المراقبة (أشخاص) باختبار كل كومبيوتر (مواد) باستخدام أدوات اختبار متخصصة (تكنولوجيا). ويقوم بإنهاء كل جولة إنتاج في فترة زمنية محددة (وقت). بعدها يتم تمرير الكومبيوترات إلى فريق التغليف الذي يضعها في صناديق مُعدة لهذا الأمر.

من هذه الأمثلة يمكنك أن تلاحظ أنه يوجد دائماًُ زبون ومورّد (الزبون والمورد إما داخلي أو خارجي)، حيث يتم استلام القطع من الباعة وبعدها تنتقل في مراحل مختلفة عبر خط الإنتاج، وتكون العملية النهائية بنقل الكومبيوترات المكتملة من المستودع أو منصة العرض إلى الزبائن الخارجيين (عملية المبيعات). ويمكننا النظر إلى قسم التدريب أيضاً كنظام:

·        المُدخل: أشخاص بحاجة لاكتساب المهارات.

·        العملية: التعلّم الذي يحدث ضمن النظام.

·        المُخرج: الأشخاص المدرَّبون.

جزء من العملية الذي يحدث في قسم تدريب سوف يشمل:

·        التسجيل: الأشخاص الذين يريدون التعلّم >> يملأون استمارات تسجيل >> أشخاص مسجلون من أجل حضور التدريب.

·        التطوير: حاجة التدريب>> تطوير مستلزمات التدريب>> برنامج تدريب.

·        صف تدريب على الكومبيوتر>> الطلاب الذين هم بحاجة لتعلّم برنامج الأكسل>> برنامج تدريب>> عاملون مُدَربون.

إن قدرتك على تقسيم المؤسسة إلى أنظمة وعمليات ستساعدك في تطوير تدريبك. فعندما تقوم بتحديد العمليات داخل النظام فإنك ستكون قادراً على التركيز على شريحة صغيرة من قطعة كبيرة جداً. وعلى سبيل المثال عندما تقوم بتحليل وظيفة ما فإنك تقسمها إلى واجبات ومهام وخطوات لجعل مهمتك قابلة للإدارة بشكل أفضل.

 

المصدر: موسوعة التدريب والتعليم