للمربين في حلق تحفيظ القرآن

إن من نعم الله الظاهرة علينا وعلى الناس: ما نراه ونشهده من انتشار حلق تحفيظ القرآن الكريم، والتي آتت أكلها كل حين بإذن ربها؛ فصرت تراها في القرى والهجر، يوم أن كنا لا نعرفها إلا في المدن الكبار، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.



ويتولى تدريس الطلاب في المساجد ممن يحسبون أنهم من خيرة أهل كل بلدٍ خلقاً وديناً، وهذا ما شهد به رئيس أعلى جهة دينية في هذا البلد المعطاء، ألا هو سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، جزاه الله خيراً؛ ونفع به الإسلام والمسلمين.

والحلق كغيرها من المؤسسات الدينية يطرأ عليها من النقص والفتور ما يطرأ؛ ولذا هيء لها مع المعلمين مشرفون ومجلس إدارة ومتابعة! كل ذلك لأجل تكميل النقص الكامن في طبيعة البشر.
وإن من المصاعب التي يواجها كل معلم ومربٍ، وعلى وجه الأخص من يتولى زمام التدريس والإشراف في هذه الحلق المباركة التي اختارت كتاب الله أصلاً في تحفيظها، وجعلت بيوت الله موطناً لذلك، أقول من المصاعب: وجود ما يسمونه ب(الفروق الفردية) وهي حالة طبيعية في الأصل لكن الإشكال: كيف التعامل معهم وفيهم هذا التمايز الكبير؟ وإنه لمن المعلوم أن أكثر الناس بما فيهم طلاب الحلق المساجد هم من الطبقة المتوسطة سواء في قوة الحفظ أو الذكاء أو التحصيل ، أو حتى الانضباط والأدب ، وما يندرج تحت هذا التعداد .
وإنما الفئة القليلة فئتان:
الأولى: فئة المتميزين حفظاً أو ذكاءً أو حتى في المجال الاجتماعي أو الرياضي.
الثانية: فئة الضعفاء أو الذين لم يستطيعوا أن ينجحوا في كافة ما ذكر من المجالات! والحديث مُنصَبُّ عن هؤلاء وأولئك.
وإليك أخي المربي معلماً كنت أو مشرفاً: هذه النقاط الملخََّصة التي نسأل الله تنتفع بها ، وأن تضيف بها إلى خبرتك الطويلة وتجاربك الجليلة شيئاً .
فانظر إلى هذه القائمة لأجل الإجابة عن هذين السؤالين المهمين:
1-      كيف أتعامل مع الطالب المتميز وأعطيه حقه؟
2-      كيف أتعامل مع الطالب الضعيف، وأرفع من مستواه؟
الطالب المتميز
التعريف: هو الطالب الذي فاق زملاءه في أي مجال كان؛ سواء العلم الشرعي أو المستوى الدراسي أو الحاسب أو الإلقاء أو الحفظ أو غيرها.
التعامل معه: يميز بما يناسبه ؛ فالمتميز بالعلم الشرعي يترك له فترة أكبر لحضور الدروس ، ويطلب منه علمياً أكثر.
ولا يعفى من الأساسيات، ولا يميز في كل شيء.
إفهامه: أن التميز أداة يجب تفعيلها ، ولا تكون سبباً للتعالي.
 
من حقه: أن يعطى وقتاً أكبر فيما تميز به ؛ فالمتميز بالحفظ يعطى وقتاً إضافياً وهكذا.
عام: لابد لكل طالب حد أدنى من كل شيء: الحفظ، الاجتماعي، الثقافي. ويبين أن لكل إنسان تميز في أي مجال كان؛ فلابد أن يبحث بنفسه عنه.
مشكلة الطالب الشمولي: أنه يستهلك وتستنفد قواه! لذا يجب أن توزع التكاليف على المجموعة ككل..... في كل الأمور الاجتماعية والثقافية والعلمية والرياضّية.
الطالب....؟!؟!
مقدمة: لا يوجد إنسان فاشل في كل شيء ؛ وإنما هو متميز في شئٍ ما، فليُبحث له عن مواطن التميز ولتُبْرَزْ وتفعَّل.
الواقعية: لابد منها في البرامج العامة للطلاب ، مع تحسُّس ما يحتاجه الطالب ، وما يحبه ويميل إليه.
التنوع : في الطرح والطلب بحيث ينجح بها كل الطلاب.
المعالجة النفسية للطلاب: بحيث يشعر أن ما عنده ويطلب منه على حسب طاقته.
النظرة إليه: لابد أن تكون طبيعية ، ولا يركَّز عليه في مواطن الضعف.
الطالب: لابد أن يكون شمولياً بحيث يأخذ حداً أدنى من كل شيء.

المصدر: حلقات تحفيظ القرآن الكريم