لعب الأطفال..هل هو مضيعة للوقت؟!!

 

لقد كثرت اعترافات المدربين والفلاسفة بأهمية اللعب في حياة الطفل والكبار حيث يقول (كلاباريد):
"إن اللعب هو الجسر الذي يصل بين الطفل والحياة"...
ويقول (فولكيه): "لا يزول اللعب بزوال الطفولة، فالراشد نفسه لا يمكن أن يقوم بعمل ذي فاعلية عالية إلا إذا عمل وكأنه يلعب".
ويقول عالم التربية الشهير (فروبل): "باللعب يتفتح الطفل للفرح كما تتفتح الزهرة في برعمها".
وخلاصة القول أن اللعب هو نشاط طوعي مركب وهادف وموجه أو غير موجه، يسهل عملية تمثل المعارف الواردة للفرد وبالأخص للطفل وهو أيضاً يدخل المتعة والسرور إلى القلب..


 

لقد تعددت تعريفات اللعب وذلك تبعاً لوجهات النظر المختلفة حول طبيعة اللعب والدور الذي يؤديه في حياة الفرد فقد عرفته (الموسوعة البريطانية) بأنه نشاط طوعي من أجل السرور وتقول (كاترين تايلور): "اللعب أنفاس الحياة بالنسبة للطفل، إنه حياته وليس مجرد طريقة لتمضية الوقت وإشغال الذات فاللعب للطفل هو تربية واستكشاف وتعبير ذاتي، كما يعد بالنسبة للكبار ترويح وعمل...
 
اللعب في سن ما قبل المدرسة هو أكثر الأنشطة ممارسة وقد يستغرق معظم ساعات يقظته وأغلب الأطفال يفضلونه على النوم والأكل..
هل للعب فوائد؟؟ أم هو إضاعة للوقت؟؟
 
إن غياب اللعب لدى الطفل يدل على أن هذا الطفل غير عادي..فاللعب نشاط تلقائي طبيعي لا يتعلمه الطفل بل هو شيء فطري.
اللعب له عدة فوائد فهو يساعد الطفل على أن يكتسب مهارات حركية فيتقوى جسمه..
وأيضا يكتسب عمليات معرفية كالاستكشاف ويزيد من المخزون اللغوي لديه وغيرها من الفوائد..
 
- الأطفال وتفاعلهم باللعب:
هناك عدة أنواع للأطفال من حيث التفاعل باللعب في الحضانة:
- الطفل الغير مشارك باللعب: بحيث يقف في الغرفة ويتجول ببصره على الأطفال..وهم قلة بالحضانة.
- الطفل الوحيد: يلعب لوحدة ويندمج في لعبته وهذا النوع عادة في السنة الثانية والثالثة.
- الطفل المراقب للعب: بحيث يكتفي بالتحدث مع الأطفال الذين يلعبون ويوجه لهم الأسئلة..لكن لا يشاركهم اللعب.
 
- أنواع اللعب:
- اللعب التعاوني: يتم اللعب كجماعة ويكون لهم قائد يوجههم وعادة يكون في بداية المرحلة الابتدائية
- اللعب التناظري: يلعب الطفل وحده فيتحدث للعبة وكأنها شخص حقيقي وهو تعويضي للأطفال الذين لا يلعبون مع المجموعات.
- اللعب بالمشاركة: يتشارك مجموعة من الأطفال في لعبة معينة لكن دون قائد ..كالسير في طابور أو ترتيب الألعاب..
- اللعب الإلهامي: يظهر في الشهر الثامن عشر من عمر الرضيع ويصل للذروة في العام السادس بحيث يلعب "عروس وعريس".."شرطة و حرامي"..وغيرها، وله فوائد كثيرة أهمها أنه ينمي الطفل معرفياً واجتماعياً وانفعالياً..
- يستفيدوا منه علماء النفس في الإطلاع على الحياة النفسية للطفل
- يكشف عن إبداعات لدى الطفل ..فمثلا عندما يلبس على رأسه وعاء الطبخ ويعتبرها خوذة ..فهذا دليل على الإبداع..
- اللعب الاستطلاعي:ينمي الطفل معرفياً..فعندما يحصل على لعبة جديدة كالسيارة مثلاً يكسرها ليعرف ما تحتويه في الداخل..فاللعبة المعقدة تثير اهتمامه أكثر من اللعبة البسيطة ..
 
- وظيفة الألعاب في نمو الطفل:
يقول بياجيه إن "اللعب عملية تمثل أو تعلم على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات الفرد فاللعب والتقليد والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية النماء العقلي والذكاء"..
إذا أردت لطفلك نمواً في قدراته وذكائه فهناك أنشطة تؤدي بشكل رئيسي إلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنة والقدرة على الابتكار ..
إن الألعاب تنمي القدرات الابداعية عند الطفل وتنمي الخيال والمقدرة على إيجاد عدد من الحلول التي تظهر له في اللعب...
إن من أهم الألعاب التي تساعد طفلنا على النمو هي الرياضة.. مثلاً السباحة تجعلهم نشيطين وتساعد في زيادة الطول عندهم وفي تكوين العضلات.. وفي نفس الوقت اللعب والمرح كاللعب مثلاً بالمكعبات يحث أدمغتهم على التفكير أين وكيف سيرتبونها دون أن يشعروا بهذا التفكير.. هم فقط يلعبون ويمرحون..
 
ولو تابعنا في التحدث عن فوائد اللعب لوجدنا أهمها وهو " التعلم عن طريق اللعب"...أي أن للعب دور في تعليم الطفل الكثير من الأشياء كالأعداد والأيام و...
اللعب له فوائد كثيرة ولايمكن القول أنه مضيعة للوقت فدعوا طفلكم يعش طفولته ويتمتع بها..لأنه سيأتي يوم ويكبر ...لينشغل في أمور الحياة التي ستبعده شيئاً فشيئاً عن اللعب...وحاولوا دائماً أن تستغلوا فترات اللعب ليتعلم من خلالها الطفل مايمكن تعلمه...