لا للأوامـر!

 

من المشاكل التي نعيشها أو من أكبر المشاكل أننا لا نعلم أن لدينا مشاكل! خاصة إذا كانت هذه المشاكل وهذه الأخطاء ترتبط بتربية الجيل القادم وهم كل ما نملك، وعلى سبيل المثال العنوان الذي وضعناه لهذه المقالة وهى (لا للأوامر) والخطأ الذي دائماً يجول في داخلنا إذن كيف نربي هذا الطفل؟



 

إن الجواب على كيف نربي هذا الطفل دون أوامر فهذه الرسالة التي أريد أن أوجهها إلى الآباء والمربين وهى أن كل إنسان يخضع دائماً للأوامر المباشرة من الغير (افعل ولا تفعل).. تجعل هذا الطفل يستجيب ولكن دون قناعات، والقناعات في الحقيقة هى مربط الفرس في أي تربية وفي بناء أي إنسان، إن المعتقدات هى البناء الحقيقي لأي إنسان وعندما نتكلم عن المعتقد ونتكلم عن القناعات فإننا نتكلم عن إنسان يؤثر ولا يتأثر، يؤثر في الآخرين بهذه القناعات فتجد هذا الطفل أو هذا الشاب يؤثر على أسرته في المنزل، فالشاب المشاغب تجده يؤثر سلبياً في الأسرة ويسبب مشاكل بين الأب والأم ويتحمل الحرمان وأحياناً الضرب ولكنه لا يتغير، فهنا واضح أن الأب لم ينتبه إلى القناعات التي بداخل هذا الشاب ومن أين جاءت حتى أصبح يؤثر ولا يتأثر.

كما أن الأوامر المباشرة تصنع نموذجين من الشخصيات، الأولى هى شخصية الجندي المطيع الذي لا رأي له ولا موقف، والثانية العنيد الذي يبحث عن الأنـا ويبحث عن إثبات شخصيته ورجولته ويجد في نفسه أن هذه الأوامر المباشرة من الأب والأم إنما هى طعن في رجاحة عقله واختياراته وفي شخصيته.. إذن علينا أن نعيش ونتفهم الإيجابيات الموجوده في الأبواب الأخرى من أبواب التربية وهى الرسائل الغير مباشرة التي تحافظ على شخصية ورأي وموقف أبنائنا من كثير من السلوكيات فتجعل الاختيار في أيديهم ويأتي التعزيز من قبلنا، فهنا نبدأ بغرس القناعات حول بعض السلوكيات فتجد الرسالة الغير مباشرة وهى التي استخدمها النبي – صلى الله عليه وسلم – في نصحه لأصحابه وهى (ما بال أقوام؟) وهذه مهارة تحتاج أن نقرأ فيها ونتعلم كيف نطبقها على هذا الجيل الصاعد لأن المقال لا يحمل إلا مفاتيح لمن يريد أن يواصـل.