لا تنتقص من ذاتك

ورغم أن هذه الوسيلة قد تكون فعالة في التخفيف من حدة بعض المواقف الحياتية المربكة والتقريب بين الأفراد من حين إلى آخر، إلا أن التقليل من الذات قد ينعكس عليك بصورة سلبية جدا، خصوصا إن صدق الأفراد ما تدعيه عن نفسك! ورغم عدم وجود قاعدة واضحة وثابتة للتعامل مع هذا الأمر، إلا أنني أورد هنا دليلا مبسطا للرقابة الذاتية للمبتدئين في المجالات المهنية والحياتية المختلفة، حتى لا ينتهي بهم الأمر وهم يلحقون الضرر الكبير بصورتهم الشخصية والمهنية:

1. المقابلات الشخصية:
من البديهي أنه لا يجوز أن تقوم بالتقليل من شأن نفسك أثناء إجراء مقابلات لوظيفة ما. حتى وان شعرت بالضغط لجعل نفسك تبدو محببا ومقربا للقلب فلا تقلل من شأن الأمور المذكورة في سيرتك المهنية. حاول ألا تكون شديد التواضع حين يتعلق الأمر بإجراء مقابلة وظيفية وقم بالتركيز على الانجازات التي حققتها في عملك السابق ويمكنك أن تلتفت إلى بعض أوجه القصور في أدائك السابق لكن بشكل واقعي ومختصر.

2. اجتماعات العمل:
عليك معرفة مع من تتحدث قبل أن تقوم بأية تصرفات حمقاء. فالانتقاص من شأن ذاتك أمام مديرك أو زملائك في العمل لن يأتي عليك بالنفع، حتى لو لم يكن الأمر متعلقا بافتقارك لمهارة مهنية معينة، فالحديث عن نفسك في الأمور الحياتية أيضا بصورة مضحكة سيقلل من فرصك للتقدم الوظيفي. وحتى إن وجدت لديك الرغبة في إضفاء جو من المرح على الاجتماع، فلا تجعل من نفسك مهرجا للحضور. فالشيء الوحيد الأسوأ من نكتة سيئة هو مزحة سيئة عن نفسك.

3. عندما تتلقى إطراء:
حين يتوجه إليك أحدهم بكلمات الإطراء، كأن يقوم بتهنئتك على عملك المميز فلا تتواضع، بل يجب أن يكون ردك بسيطا ومؤدبا كأن تقول (شكرا لك). فأنت لا تريد أن تشتت انتباهه عن الحدث الرئيسي والمهم وهو العمل الرائع الذي قمت به.

إن الانتقاص من الذات قد يكون مضحكا في الكثير من الأحيان، وقد يكون مهارة ممتازة يمتلكها البعض للتخفيف من حدة الأجواء السائدة في مكان العمل، وجميعنا نطمح في أن نظهر للمحيطين بأننا بشر ولدينا هفواتنا،كما نسعد حينما نرى شخصا ناجحا يفعل الشيء ذاته أمامنا، لكن بما أننا قد لا نمتلك المهارة الكافية التي تمكننا من القيام بهذا الأمر دون إيذاء أنفسنا، فالأفضل ألا نلجأ إلى حيلة الانتقاص من شأن أنفسنا أبدا، خصوصا إذا كنا نبحث عن عمل.