كيفية الاعتناء بالصحة النفسية

حياتنا اليومية قد تكون دائمة التقلب ومليئة بالتحديات والضغوط المختلفة سواء في العمل أو في المنزل، من خلال علاقاتنا العامة وعلاقاتنا الشخصية بأحبائنا، وإذا كثرت هذه الضغوطات أو لم نتعامل معها بشكل جيد فإنها تتفاقم وتسبب تدهور في الصحة النفسية قد يتمثل في نوبات النفور والغضب والتوتر والقلق أو مشكلات في النوم وغيرها الكثير مما يسلبنا راحتنا النفسية.ّّ



ولذلك لا بد لنا من أن نكون على درايةٍ بكلِّ ما يتعلق بالاهتمام بالصِّحة النفسية وكل ما يلزم معرفته لعلاج الصحة النفسية، وهذا ما سنقدمه في هذا المقال.

الصحة النفسية:

تعرِّف منظّمة الصحة العالميّة الصّحة النفسية على أنها "حالة من السّلامة العقلية التي تمكِّن الأشخاص من التغلُّب على ضغوط الحياة، وإدراك قدراتهم، والتعلم جيداً، والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعهم. فالصّحة النفسية لا تعني عدم وجود اضطرابات نفسية وحسب.

طرق للاهتمام بالصحة النفسية وتحسينها:

هناك العديد من الأشياء التي تؤثر إيجابياً وبشكلٍ كبير على صحتنا النفسية لدرجة أنّها قد تغُّير حياتنا للأفضل وبشكلٍ ملحوظ، ومن هذه ما يلي:

1. ممارسة الرياضة:

ممارسة الرياضة يومياً أو حتى يوم بعد يوم ولو لمدةٍ قصيرة له أثر كبير على الصّحة النفسية، فأثناء التمارين يفرز الجسم هرمونات الإندورفين التي تحسّن من المزاج العام، ويضفي إلى ذلك شعور الفرد بلياقته الجسدية والمجهود الذي بذله للحصول عليها.

2. اتباع حمية غذائية صحية:

الحمية الغذائية المتكاملة لها ارتباطٌ وثيقٌ بالصحة العقلية، تشير البحوث إلى علاقةٍ مباشرةٍ ما بين الاكتئاب وبعض الأمراض النفسية الأخرى وعدم تناول الأغذية الصحية؛ كما أنّ جسدك بحاجة المغذيات من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات، لذلك لا بد من الحفاظ على حميةٍ توفِّر كل المغذيات الضرورية لجسدك حتى ينعم عقلك بالراحة التي تستحقها.

3. التنزه:

من المعروف أنَّ البقاء في المنزل لفتراتٍ طويلةٍ جداً قد يؤثر سلباً في الصّحة العقلية والنفسية، لذا لا بدّ من الخروج من حين إلى آخر لاستنشاق الهواء العليل والتمتع بالمناظر الخارجية، خصوصاً في الأماكن الهادئة إن وجدت.

4. تنظيف وترتيب المنزل:

يُحسُّ الكثيرون بالراحة والسكينة عندما يعتنون بالبيئة التي تحيط بهم، فإن رؤية منزلك الخاص في حالة من النظافة والنظام بعد أن بذلت مجهوداً لتجعله في تلك الحالة يشعرك بحالةٍ من السكنية والهدوء على عكس الحالة التي تجلبها الفوضى.

5. تنظيم الوقت:

تنظيم أوقات الراحة والعمل يعد أمراً مهماً لتفادي حدوث الضغوطات النفسية التي تنتج من تراكم العمل وتداخله مع أوقات راحتك الجسدية.

6. خلق الصداقات:

تجنّب العزلة لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن، فإن للعزلة تأثيراً سلبياً على حياة الأفراد حتى ذوي الشخصيات الانطوائية، فإن للممارسات الاجتماعية سواء كانت مع الأهل أو الأصدقاء أثراً إيجابياً في تحسين الصّحة النفسية للفرد.

7. تنويع المصادر الترفيهية:

لا تعتمد على الحصول على الترفيه من مصدرٍ واحد، نوِّع ما بين مشاهدة الأفلام السينمائية والوثائقية وقراءة الكتب والروايات والألعاب الجسدية والهوايات كالطبخ والسّباحة ولعب الكرة، وتفادى على قدر الإمكان المصادر التي من شأنها أن تسبب الإدمان وتؤثر على التركيز كمنصات الفيديوهات القصيرة.

8. روتين العناية بالبشرة:

الكثير منّا يعلم بأن من أفضل الطرق للاسترخاء هي اتباع روتين للعناية بالبشرة، فالمعروف عن هذه الطريقة أنها تزيل الضّغوطات المتراكمة من حياتنا اليوميّة وتساعد على الحصول على الراحة النفسية.

9. الحفاظ على وزن صحي:

تشير البحوث إلى أنّ أي زيادةٍ بمعدل ٤.٧ نقطة في مؤشر كتلة الجسم يؤدي إلى ارتفاع نسبة الاكتئاب بمعدل ١٨% للرجال و٢٣% للنساء، ولذلك لا بد من الحفاظ على وزنٍ صحيٍّ وممارسة الرياضة لإنقاص الوزن في حالة السُّمنة.

10. تجنب العلاقات السامة:

حاول تفادي تكوين علاقات بالأشخاص الذين قد يؤثرون سلباً في حياتك، وذلك لأنهم يضيفون توتراً ومشكلاتٍ أنت في غنىً عنها.

11. لا تبخل على نفسك:

من حين لآخر كافئ نفسك إمّا بتناول وجبة في مكان فخم أو مكان تحبه، أو بشراء شيء كنت ترغب فيه لمدة طويلة وغيره من الأشياء التي تسرك، فالقيام بهذا من وقت لآخر ومن دون تبذير له أثر في تحسين المزاج.

الاهتمام بالصّحة النفسية والعقلية يؤثر على جميع جوانب حياتنا العاطفية والعملية، ثم إنَّ الصّحة النفسية الجيّدة تساعدنا على اتخاذ القرارات الصحيحة والتفكير بصورةٍ واضحةٍ وتمكِّننا من التمتع بحياة مسالمةٍ على قدر الإمكان، لذلك لا بد لنا من أن نفعل ما بوسعنا للاهتمام بها بشكل جيد.




مقالات مرتبطة