كيف يكون الإسلام محور حياة الطفل؟

لابد من يسعى الوالدان أن يكون الإسلام محور حياة الطفل. فالإسلام لا ينحصر في تعليم الطفل الصلاة أو الصوم أو قراء ة القرآن بل يكون بغرس الأمور الفاضلة في نفس الطفل.



ومن الأمور الفاضلة التي يفضل غرسها في نفس الطفل:

مراقبة الله في السر والعلن: المراقبة أدب يتعلمه الطفل من خلال الصيام، ثم نقويه لدى الطفل من خلال رواية بعض القصص الواقعية التي حدثت معنا وآثرنا فيها رضا الله حتى ولو لم يكن أحد يرانا غيره.

إخلاص النية في العمل لله: من المفيد أن يعلم الطفل أنه إذا نوى بكل ما يفعله مرضاة الله تعالى؛ فإنه سينال عظيم الأجر على كل ما يمارسه من أمور حياته، بأن:

 يروِّح الطفل عن نفسه لكي يقوى على الطاعة.

يمارس الطفل الألعاب الرياضية ليكون مسلماً قوياً.

يأكل الطفل باعتدال ليكون مسلما صحيحاً معافى في نفسه وبدنه.

يذهب الطفل إلى المتنزهات ليتفكر في خلق الله ويذكره بين أناس غافلين.

يتعلم الطفل العلم الدنيوي والشرعي ليفيد المسلمين وغيرهم بعلمه؛ ولا يضر الطفل نفسه وغيره بجهله، ولأن العلم في الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة.

يتعلم الطفل اللغات ليأمن مكر أعداءه وليدافع عن دينه، ويدعو إليه.

يستمع الطفل إلى الأخبار المحلية والعالمية ليهتم بشؤون غيره من المسلمين؛ ويحاول مساعدتهم ولو بالدعاء.

 بر الوالدين: ينبغي أن يعرف الطفل فضل والديه والمراحل التي لم يرها من عمره وهو جنين، ثم وليد، ثم رضيع، من خلال القصص المشوقة. هذا بالإضافة إلى كون الوالدان قدوة للأطفال، كما ينبغي أن يعلم الوالدان الأطفال الدعاء للوالدين في حياتهم وبعد مماتهم. وأن رضا الوالدين من رضا الله سبحانه، وأن الإحسان إليهما مقترن بطاعة الله تعالى، لقوله سبحانه:" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وبالوالدين إحسانا".

التوكل على الله: كان الرسول - صلى الله عليه وسلم- يحرص على تعليم الغلمان من أولاد الصحابة كيف يتوكلون على الله حق التوكل. فقد كان يركب وراءه ذات مرة ابن عباس، فقال له: "يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت لينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وأن الأمة لو اجتمعت ليضروك بشيء فلن يضرونك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف". فما أعظمه من حديث، لذا ينبغي أن يعلق في إطار على الحائط ليراه أهل البيت ويبث فيهم روح اليقين في الله، والرضا بقضائه، والشجاعة والإقدام وحسن التوكل عليه تعالى.

 من المهم أن نشرح للطفل أن التوكل يعني الأخذ بالأسباب بالجوارح مع التوكل على الله بالقلب، أي التيقن من أن تحقيق الغاية لن يتم إلا بأمر الله؛ فإذا لم يكن هناك أسباب يمكن اتخاذها فالأمر لله، وهنا ينبغي التضرع والدعاء له تعالى لتحقيق تلك الغاية، مع الثقة في حكمته وأن كل ما يأتي به الله خير.