كيف نتعلم من أخطاء الشركات الكبيرة؟

منذ فترة إحتجت أن اتواصل مع صديق كان يعمل في مكتب محلي لشركة وطنية، وبعد بحث طويل وصلت لرقم الشركة المجاني وهو بالطبع موصول بجهاز رد إلي، ولكن الغريب في الأمر أن هذا النظام لا يوصلك مع أي شخص، أو قسم معين، أو حتى عامل مقسم في حين احتجت للمساعدة، لذلك من خلال نظرة تحليل لهذه الشركة أسرد لكم قصتي التي خرجت من خلالها بمجموعة من النصائح من دورها أن تسهل مهمة الشكرة في البقاء في السوق.


كيف نتعلم من أخطاء الشركات الكبيرة؟

 

الدرس الأول: لا تنشئ عوائق وحواجز بينك وبين وعملائك. يجب على الشركة أن تحافظ على خطوط اتصال مفتوحة بمختلف الطرق بينها وبين العملاء، واستمع دوما إلى المشاكل التي تواجه موظفيك وعملائك فيما يخص موضوع التواصل ولا تتجاهله فهو أمر غاية في الأهمية. المهم في الموضوع أنه بعد عناء طويل استطعت أن أصل إلى رقم مباشر لأحد الأشخاص في الشركة، وحينها قال لي الموظف الذي رد على الهاتف، أن صديقي الذي كان يعمل في قسم المبيعات قد أقيل من عمله.

وبعد بحث صغير تبين لي أن هذه الشركة المدرجة في (وول ستريت) تعاني من نزيف خسائر، وما كان عليها من أجل تحسين صورتها أمام حملة الأسهم إلا أن تقوم بطرد 2000 موظف، بغض النظر عن أهمية هؤلاء الموظفين للشركة، أو إن كانت هذه الإقالات ستؤثر على الشركة في المدى الطويل أم لا، إلا أنه من المعروف أن أسرع طريقة لتخفيف الخسائر والاتجاه إلى الأرباح هي بتقليل عدد الموظفين. وبالتالي فأننا نستنتج ما يلي

الدرس الثاني: تعتبر الأهداف الخاصة بالشركة من أهم الأمور التي يجب التخطيط لها بعناية، ولكن على الشركات أن تدرك أن أهدافها يجب أن لا تتعارض مع مصالح عملائها وشركائها ، ويجب عليها أيضا أن تقزم بحل جميع المشاكل التي من الممكن أن تؤثر على علاقاتها مع قاعدة العملاء. وعودة إلى قصة صديقي الذي أقيل من العمل، بالرغم أنه كان أكثر الموظفين نشاطا في المبيعات، لكن كونه من الموظفين الحديثين في الشركة، فقد كانت له الأولوية في إقالته من العمل!
وقد خلقت الشركة فرصة جيدة لأحد المنافسين في شركة أخرى وقامت باستغلالها وتوظفيه بسرعة بعد أن قامت الأولى بطرده وإيقافه عن العمل.

 

الدرس الثالث: في القرن الـ 21، الأقدمية لا تعني الأداء المتميز،لنفرض أن ذلك المدير، الذي قام بطرد 2000 موظف عمل على تحسين نظام الاتصال بالشركة، وعزز علاقة رجال المبيعات بالسوق، وعالج جميع المشاكل المتعلقة برضا العملاء، لما عاناه المستهلكون من صعوبة التواصل مع الشركة، وبنفس الوقت لما خسره صديقي والعديد من الموظفين الأخرين عند فقدان وظائفهم.
وعلى الأغلب لو أن هذه الشركة فقط قامت بهدم حاجز واحد من الحواجز ، لكانت الشركة تحتاج للمزيد من الموظفين للقيام بالأعمال التي ذهبت للشركات المنافسة وذلك بسبب صعوبة التواصل مع هذه الشركة.

الدرس الرابع: كيفية إدارة الشركة ومواردها وأنظمتها وموظفيها ليس بأكثر أهمية من توقعات وإهتمامات الزبائن والعملاء. في نهاية الامر استطعنا أن نأخذ 4 دروس من أخطاء هذه الشركة التي أغلقت تماما ولم تعد تزاول أعمالها أبدا.