كيف تُلهم فريقك لتحقيق نتائج أفضل؟

تختلف احتياجات البشر من فرد إلى آخر، وهذا يعني أنَّك لا تستطيع وضع استراتيجية واحدة لإلهام جميع أفراد فريقك تحقيق نتائج أفضل، فإذا كنت قائداً يعطي الأولوية للنجاح وترغب في تحقيق أفضل النتائج لك ولفريقك ولشركتك، فعليك استخدام عدة استراتيجيات لتحفيزهم، وفي أثناء تجربتها معهم ستحتاج إلى اختبار وقياس نتائج كل استراتيجية.



ستساعدك النتائج على تحديد ما هو فعَّال منها، ونظراً لعدم وجود استراتيجية واحدة، ستستمر بتوظيف أفراد جدد وتجريب استراتيجيات جديدة، ومن خلال القيام بذلك ستتكوَّن لديك قائمة من الأفكار عن كيفية إلهام فريقك لتحقيق نتائج أفضل، وهذا هو نوع القادة الذين يريد أعضاء الفريق العمل معهم.

فيما يأتي 10 خطوات لإلهام فريقك للعمل وتحقيق نتائج أفضل:

1. معرفة ما يحفِّز موظفيك:

يبدأ تعلُّم كيفية إلهام فريقك لتحقيق نتائج أفضل بمعرفة ما يحفِّزهم؛ لذا ابدأ خطتك باجتماعات تستكشف فيها ذلك الحافز عبر جمع الفريق معاً واستخدام الأسئلة المفتوحة، أو جلسات العصف الذهني، أو أنشطة بناء الفريق، ثمَّ ضع قائمة باستراتيجيات التحفيز والتفاعل، كما يجب عليك أيضاً مقابلة أعضاء فريقك فردياً لأنَّهم قد لا يشعرون بالراحة في مشاركة دوافعهم الحقيقية مع زملائهم.

2. تبادل الأفكار مع الخبراء:

لا تحتاج إلى معرفة كل شيء لتكون قائداً فعَّالاً، فإذا كنت تعتقد أنَّه يجب أن تكون خبيراً في كل شيء فهذا مؤشِّر إلى أنَّك يجب أن تراجع نفسك وتتعلَّم كيف تنحِّي غرورك وتركِّز على النتائج التي تريد تحقيقها، وهذا يتطلَّب أن تُلهم فريقك تحقيق نتائج أفضل.

فكل فرد من الأشخاص الذين تعمل معهم هو خبير في مجاله؛ لذلك وسِّع منظورك والتقِ بالموظفين والقادة الآخرين داخل شركتك للاستفسار منهم عمَّا يجدونه فعَّالاً، وحدِّد وقتاً للقائهم، واسألهم عمَّا يُلهمهم لتحقيق نتائج أفضل، واحرص إضافةً إلى الاستفسار عمَّا يحفِّزهم على معرفة كيفية توظيف هذا الحافز.

شاهد بالفديو: كيف تكون مؤثراً في العمل؟

 

3. تقديم الدعم باستمرار:

تعتمد بعض أفضل الاستراتيجيات على موارد الدعم التي تستخدمها لتحسين نتائجك ونتائج فريقك، على سبيل المثال، يزيد توفير إمكانية التواصل مع كوتش أو منتور، وتوفير منصة لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات من إنتاجيتهم ونتائجهم. 

سيؤدي العصف الذهني بمساعدة هذه الموارد إلى أفكارٍ جديدة، وسيعزِّز جهودك، كما أنَّ المساءلة من قبل كوتش أو منتور ستساعدك على تحقيق نتائج أفضل، لكنَّ السؤال هو كيف توظِّف هذه الموارد بالطريقة الصحيحة لتعزيز عملك؟

4. الحصول على استشارة:

الكون مليء بالإرشادات لمساعدتك على التغلُّب على التحديات والنمو وتعلُّم أشياء جديدة، ومن ذلك كيفية إلهام فريقك لتحقيق نتائج أفضل، فابدأ باستشارة المنتور وشبكتك الاجتماعية، واسأل هؤلاء الأشخاص عن تجاربهم عن الإلهام وما الذي يحفِّزهم على العمل وما الذي يثير فريقهم، وعن الاستراتيجيات التي وجدوها ناجحة في التحفيز. 

لا تكتفِ بالبحث بين من تعرفهم؛ إذ يمكنك الوصول إلى أفضل الممارسات وتبادلها مع الأشخاص في شبكتك على أرض الواقع أو على منصة "لينكد إن" (LinkedIn)، وابحث أيضاً ضمن الجمعيات والمجموعات المهنية للخبراء الذين يرغبون في مشاركة معلوماتهم.

فقد توجد أيضاً محادثات جماعية وجلسات إضافية في المؤتمرات؛ إذ يمكنك تبادل الأفكار مع مجموعة من الأقران من الشركات الأخرى، ويوجد مصادر مثل الكتب والمقالات والدورات والندوات والمؤتمرات للحصول على المعلومات، فيجب أن تتعلَّم وتطوِّر نفسك بانتظام، وتحسِّن استراتيجيتك دائماً.

إقرأ أيضاً: كيف تجد منتوراً يساعدك على النجاح؟

5. تحديد الأهداف:

ضع خطة لكيفية إلهام فريقك لتحقيق نتائج أفضل، وليكن أحد أهدافك الربع السنوية هو وضع خطة واستخدامها وإتقان هذه العملية لتصبح خبيراً في الموضوع، وبهذه الطريقة ستتعلَّم ما هي الأمور الفعَّالة وستحصل على نتائج رائعة، وستتمكَّن أيضاً من دمجها في خطتك للتنمية الشخصية، كما ستتعلَّم الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها وتجربتها، وستعمل أيضاً على خطتك للتطوير الوظيفي من خلال عدِّها هدفاً لك ولفريقك وتحديد مقاييس ربع سنوية لتقييمها.

6. تطوير خطة:

بعد أن بذلت الجهد اللازم وتحدثت مع فريقك، وأعددت جلسة عصف ذهني لتحديد خطوات العمل، واستشرت وأجريت البحث، حان الوقت الآن لإنشاء خطة.

إذا كانت إحدى الاستراتيجيات ناجحة بوضوح، فابدأ بها وضع استراتيجيات أخرى، وإذا كان من الصعب تنفيذ عدة استراتيجيات معاً، جرِّب الاستراتيجيات واحدةً تلو الأخرى، حدِّد الاستراتيجيات التي تخطِّط لاستخدامها، والسبب في اختيارك تجربتها وفق أسئلتك وأبحاثك والجدول الزمني لتطبيقها ومعايير تقييمها.

7. تجريب وتحسين الخطط:

قبل أن تنفِّذ خطتك قيِّم نتائج فريقك الحالية، وحدِّد معياراً للأداء لمعرفة ما إذا سيكون للاستراتيجيات التي ستستخدمها أي تأثير.

لإجراء تقييم ابحث بتعمُّق في أدائهم الحالي، ولا تنسَ قياس النتائج النوعية والنتائج الكمية، فقد تجد هذه فرصة رائعة للاستعانة بمصادر خارجية للحصول على الدعم، لأنَّهم سيتمكَّنون من إجراء التقييمات المناسبة، ويمكنهم التعامل مع عملية التقييم بخبرة، وقد يكون لديهم أيضاً استراتيجيات مُلهمة لتجربتها.

8. الإصغاء إلى فريقك:

الأشخاص الذين يعرفون حقاً ما يجري هم الذين يؤدون العمل؛ لذا في حين قد تكون عضواً أساسياً في الفريق في هذه الخطة لإلهام فريقك لتحقيق نتائج أفضل، فإنَّك تحتاج إلى التحقق من رأي أعضاء فريقك أيضاً، وهنا تكمن الحكمة.

لا تعتمد على الأساليب الرسمية فحسب، بل تفقَّد أحوالهم بانتظام، وقدِّم استطلاعات رأي يستطيع أعضاء الفريق إجراءها دون الكشف عن هوياتهم، واقضِ وقتاً معهم للتعرف إليهم، وستختلف نتائج الاستراتيجيات وفقاً لما يحدث مع أعضاء فريقك وما يحدث داخل الشركة، وبناءً على ما تكتشفه، تخلَّص من تلك التي لم تنجح أو عدِّلها لتحقِّق نتائج أفضل في المرة القادمة.

إقرأ أيضاً: 5 مهارات تعاون تجمع أعضاء فريقك معاً

9. تعزيز الإلهام:

إذا لاحظت أنَّ فريقك يشعر بالإلهام، فابحث عن مصدره وعزِّزه، على سبيل المثال، ربما تقرِّر استضافة متحدثين بانتظام لإلهام فريقك والحصول على نتائج أفضل، وفي أثناء إلقاء المتحدث، قد تشعر بزيادة طاقة فريقك بشأن ما يتعلَّمونه وإمكانات عملهم المستقبلي، وأنَّهم ممتنون لتخصيص وقت للاستراحة ضمن برنامج الصباح ولوجبة الفطور الضخمة التي قدَّمتها لهم، لكن بعد يومين من البرنامج، تلاحظ تراجع دافعهم، فلا تتجاهل علامات التحذير هذه، بل تحدَّث معهم عما يمكنكم القيام به معاً للحفاظ على الإلهام.

اطلب منهم اقتراح استراتيجيات يمكن دمجها في الروتين لتكرار نتائج ذلك الصباح، والتي يمكن أن تحفِّزهم باستمرار، وأضِف هذه الأفكار إلى خطتك وعزِّزها.

قد يشمل ذلك اختيار أحد أعضاء الفريق بوصفه قائداً لعدد من المتحدثين في المستقبل للحفاظ على الزخم، وستجد أنَّ تمكين أعضاء الفريق لاستخدام نقاط قوتهم ومواهبهم بطرائق جديدة ومن ثمَّ تقدير جهودهم، ليس أمراً بالغ الأهمية فقط في مساعدتك على تطوير واستخدام خطة تحفيز، بل هو أيضاً استراتيجية هامة لإلهام فريقك لتحقيق نتائج أفضل.

10. التعديل على الخطة:

إذا أصبح لديك بعض الاستراتيجيات الناجحة، حسِّنها واستخدمها باستمرار، وضع في الحسبان أنَّه إذا لم تعدِّل وتحسِّن خطتك بانتظام، فستصبح جهودك قديمة وتفقد فاعليتها مع مرور الوقت، لهذا من الهامِّ أن تستمر دائماً في البحث واستكشاف أفضل الممارسات.

إذ سيكون ثمة عدد قليل من الأساليب المجرَّبة التي أثبتت فاعليتها والتي تؤدي دائماً إلى نتائج رائعة يجب ألَّا تتخلَّى عنها أبداً، لكن توجد طرائق جديدة يمكن أن تطورها كل يوم، وفي هذه المرحلة حان الوقت للبدء من جديد بالسؤال عن الحافز والمرور بكل خطوة وإنشاء خطة جديدة لإلهام فريقك.

في الختام:

لا يوجد حل واحد لإلهام فريقك وتحقيق نتائج أفضل، بل يتطلَّب ذلك مجموعة من الاستراتيجيات، ومع أنَّ هذا يستغرق وقتاً وجهداً، فإنَّه أساس ما تريد تحقيقه بصفتك قائداً، وإذا لم تعطِ الأولوية له فلن تستمر في شركتك، فهذا هو دليلك لإحداث التأثير المطلوب والنجاح في تحقيق النتائج، فلا أحد يعرف فريقك أكثر منك، لذا ثق بحدسك، وتولَّ القيادة بثقة وتصميم، وطبِّق خطتك لإلهام فريقك.

المصدر




مقالات مرتبطة