كيف تكون شريكاً في صنع القرارات؟

يرى موظفو الموارد البشرية أن عقد الشراكات الاستراتيجية من أهم أولوياتهم، كما أنهم يرغبون في أن يتم إشراكهم في كل الحوارات والاجتماعات التي تناقش مستقبل مؤسساتهم، وأن يكون لهم رأي في هذه النقاشات. ومؤخرا، بات موظفو التكنولوجيا ومسؤولو الشؤون المالية والاتصالات، يحبذون الاطلاع على هذه النقاشات والمشاركة فيها أيضا، فمن حق هؤلاء الموظفين المطالبة بالمشاركة في تحديد مصير المؤسسة، وأن تؤخذ آراؤهم ومشاركاتهم على محمل الجد.


ومن المنطقي أن يشارك موظفون من قطاعات وتخصصات مختلفة في عملية صنع القرار في المؤسسة، فكل هذه المجالات مهمة بشكل متساو، وتساعد على الأخذ بكل العوامل المؤثرة عند اتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبل المؤسسة.

إذا  كيف يمكن للمدير إشراك هذه الأطراف في الحوارات المؤسسية ذات الأهمية البالغة؟ والأهم من ذلك: ما هي المتطلبات التي يجب أن تتوافر لدى هذه الأطراف، كي تكون مؤهلة للخوض في النقاشات والاجتماعات المهمة؟ وكيف يمكن تحديد من هم أكثر الموظفين تأثيرا واستحقاقا لذلك؟ وكيف  للموظف أن يثبت لمديره أنه جدير بالانخراط في الحوارات المصيرية؟

ليس هنالك طريقة معينة لتحديد ذلك، ولكن يجب على الموظفين تجنب فرض أنفسهم، كأن يحاولوا إقناع المدير بأن يعطيهم أحقية المشاركة بالاجتماعات، أو أن يتجاوزوا المسؤولين عنهم أو يستخدموا أسلوب التهديد أو أي أسلوب قسري آخر، فهذه التصرفات لن تنجح أبدا على المدى الطويل؛ إذ سيعقد الموظفون اجتماعاتهم وسيتناسون توجيه الدعوة لك، أو سيتجاهلونك في الاجتماعات التي تحضرها. ولتتمكن من أن تكون جزءا من هذه الاجتماعات، إليك بعض النصائح:

1. افهم طبيعة مؤسستك فهما عميقا: يجب أن تعرف طبيعة العمل في المؤسسة، والتحديات والمشكلات التي تعرقل سيرها. وافهم بوضوح كيف تعمل كل الأقسام معا، وما هي الأمور التي تعيق الانسجام والتنسيق بينها. كما عليك أيضا أن تعرف قدر ما تستطيع عن المنافسة التي تواجه المؤسسة، وكيف يتحسن أداؤها أو يسوء وفقا للظروف المحيطة بها، واحرص على أن تكون قادرا على شرح كل هذه الأمور بوضوح.

2. لا تحصر نفسك بفكرك الخاص فقط: لا تنظر إلى احتياجات المؤسسة من وجهة نظرك فقط، بل كن منفتحا لتتصور وجهة نظر موظفي التكنولوجيا والموارد البشرية والتسويق وغير ذلك. وحاول أن تتبنى نظرة شاملة وأن تفكر في ما سينفع المؤسسة بشكل عام، وتكلم انطلاقا من هذه النظرة، ودافع عن مصالح المؤسسة حتى لو كانت تتعارض مع مصالحك. حينها سيرى الآخرون أنك إضافة قيمة لأي نقاش دائر.

3. كن مفيدا: الكلام سهل، فإذا أردت أن يرى الآخرون قيمتك الحقيقية، عليك أن تثبت ذلك بالفعل لا بالقول. لذا ساعد الموظفين في المؤسسة على تحقيق أهدافهم، سواء أكان ذلك عبر أداء واجباتك على أكمل وجه وبما يسهل أداءهم لأعمالهم، أم من خلال مناقشة أفكارك معهم، على أن تكون هذه الأفكار مبنية على فهمك الشامل لطبيعة المؤسسة وعملها. وإذا استطعت من خلال هذه الممارسات تحقيق نتائج إيجابية، فستتم دعوتك إلى الاجتماعات المقبلة بلا شك.

4. احرص على الإصغاء: أفضل طريقة للعمل بالنصائح الـ3 السابقة، هي الإصغاء بحق، وسماع ما يقوله الآخرون باهتمام وتركيز، وتدوين أهم ما يذكرونه من نقاط، للتأكد من فهمك التام لها. وحين تحصل على معلومات أكثر، وتصغي لمن هم حولك بانتباه، ستعلم ما هو المطلوب منك وستتعلم أمورا كثيرة عن المتكلم الذي تستمع إليه. واعلم أن الناس يحبون أن يصغي إليهم الآخرون جيدا، وهم يرون أن الذي يصغي باهتمام شخص حكيم وذكي.

أخيرا، تذكر أن السمعة الحسنة والتأثير القوي لا يتحققان بين ليلة وضحاها، بل يتطلبان بعض الوقت ليتطورا. وإذا بدأت بتنفيذ النصائح السابقة سترى شيئا فشيئا أن من حولك يقدرونك ويشعرون بأهميتك، فكلما كنت عند حسن ظن الآخرين بك، عززت ثقتهم فيك أكثر. وقريبا ستصبح أحد الذين يستشيرونه قبل اتخاذ أي قرار.