كيف تكسب المزيد من المال؟
لست مضطراً إلى قضاء بقية حياتك مُرهَقاً من العمل، منتظراً عطلة نهاية الأسبوع، وبالكاد تستطيع دفع ثمن الأشياء التي تحتاج إليها كلَّ شهر، وبدلاً من ذلك لدينا خيارات ذكية يمكننا اتخاذها الآن لتهيئة أنفسنا جيداً للأوقات اللاحقة، لكن هذا يعني أنَّه يتعيَّن علينا القيام بأشياء صعبة اليوم؛ ولهذا السبب لا يكسب الناس جميعهم مزيداً من المال، ومعظمهم لديهم أفق زمني قصير جداً، وإذا كنت على استعداد لتوسيع هذه النظرة، فستتخذ خيارات أفضل من شأنها أن تحسِّن حياتك.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية كسب مزيد من المال.
فيما يأتي خياران من تلك الخيارات، أعتقد أنَّها من أهم الأسباب التي تجعل بعض الناس يكسبون مالاً أكثر من غيرهم:
1. السعي إلى أن تكون الأفضل:
يوجد فرق كبير في الدخل بين الأشخاص ذوي الأداء المتميز وأولئك الذين يُعدُّون "متوسطين"، خذ مجال النشر على سبيل المثال؛ إذ يتراوح متوسط المال الذي يحصل عليه أيُّ مؤلف جديد على أول رواية خيالية بين 5000 دولار إلى 10000 دولار، بينما يمكن للمؤلف الأمريكي ستيفن كينج (Stephen King) الحصول على أكثر من 30 مليون دولار لعقد صفقة كتاب.
كذلك بالنسبة إلى كرة السلة؛ فثمة آلاف الأشخاص الذين يحبُّون لعب كرة السلة، لكن يوجد عدد قليل فقط ممَّن يمكنهم الدخول إلى الدوري الأمريكي للمحترفين، وكسب راتب يبلغ مليون دولار؛ فدائماً ما يكسب الأشخاص ذوي الأداء المتميز في أيِّ مجال كان، أكثر من غيرهم، وهذا أمر واضح، لكن معرفة كيف تكون من أصحاب الأداء المتميز ليس أمراً بهذا الوضوح.
يقول المؤلف الأمريكي سيث غودين (Seth Godin) في كتابه بعنوان "المنحدر" (The Dip): "إنَّ سبب فشل معظم الناس هو أنَّه عندما تصبح الأمور أكثر صعوبة - عندما يصلون إلى المنحدر- فإنَّهم غالباً ما ينسحبون، والمشكلة هي أنَّ النجاح يأتي بعد ذلك المنحدر".
هكذا كتب ستيفن ثلاث روايات كاملة بقيت مخبئة دون نشر، ولو أنَّ ستيفن انسحب بعد كلِّ الرفض الذي تلقاه - فقد كان على وشك أن يفعل ذلك لو لم تعثر زوجته على فصوله الأولى ولم تحثَّه على الاستمرار في الكتابة - فمن المحتمل ألا يكون أيقونةً مثلما هو اليوم.
شاهد بالفيديو: مصادر الدخل السلبي في الحياة الواقعية
ماذا يعني أن تكون الأفضل؟
يعجبني تعريف سيث لمعنى أن تكون الأفضل في العالم: "الأفضل بالنسبة إلى الذين تتعامل معهم في الوقت الحالي، بناءً على ما يؤمنون به وما يعرفونه، والأفضل في العالم؛ أي في عالمهم؛ أي العالم الذي يمكنهم الوصول إليه".
لنفترض أنَّك تبحث عن مصمم رسوميات لمساعدتك على إنشاء علامتك التجارية لعمل تجاري عبر الإنترنت سيكون "أفضل" مصمم رسوميات "في عالمك" هو الشخص الذي يتناسب أسلوبه مع رؤيتك لعملك، ويتناسب مع طريقة عملك، ويمكنه القيام بكلِّ ما تحتاج إليه بتكلفة يمكنك تحملها.
هدفنا هو أن نكون الأفضل بالنسبة إلى الأشخاص الذين نتعامل معهم، سواء عند التعامل مع ضيفٍ إذا كنت تعمل في مجال إدارة الضيافة، أم مع مستمع إذا كنت تعمل في مجال المدونات الصوتية.
لقد اعتمدت على هذه العقلية في كتاباتي أيضاً، وأنا أسعى إلى إنشاء أفضل مدونة للنمو الشخصي لقرائي في العالم، وهدفي هو أن يفكر كلُّ مَن يقرأ مدونتي بمدى فائدتها؛ لهذا السبب من الهام جداً معرفة مسعاك، لمَن تعمل؟ ومَن الذي يَعُدُّك الأفضل؟ بالتأكيد، أنت تفعل ذلك لنفسك أيضاً، لكن يوجد متلقٍ دائماً.
2. اختيار فرصك بحكمة:
جميعنا لدينا وقت وطاقة محددان، ولا يمكننا أن نقول "نعم" لكلِّ الفرص التي نواجهها، ويمكن فهم هذا الأمر من الناحية النظرية بسهولة، لكن من الصعب ممارسته في عالم مليء بالمشتتات والفرص.
قد تفكر أنَّ ثمة كثيراً من الأمور التي يمكن القيام بها، وعليك أن تقول نعم بقدر ما تستطيع، لكن لا أعتقد ذلك؛ لأنَّه من الممكن أن يُشتَّت انتباهك بسهولة، وقد يحدث هذا الأمر لكثير من رواد الأعمال، فهم يكرسون وقتاً وجهداً كبيرَين على الأشياء الخاطئة، والتي غالباً ما تؤدي إلى الفشل؛ إذ وجدت إحدى الدراسات أنَّ أحد أسباب فشل الشركات الناشئة هو أنَّها تنشئ منتجاً أو خدمة لا يحتاج إليها السوق، فتخيل وضع كلَّ هذا المال والوقت والأمل في شيء لا يحتاج إليه أحد فعلاً، ومع ذلك، ينتهي الأمر بمعظم الشركات الناشئة بالانهيار بسبب ذلك.
ما هي الفرصة ذات المردود الأكبر؟
إنَّني أطرح هذا السؤال على نفسي كثيراً، لكن يتعلق الأمر كلُّه بعائد الاستثمار؛ لذا اسأل نفسك: "ما هي الفرصة التي يمكن أن تعطيني أكبر عائد ممكن؟".
كلُّ شيء يتطلب بذل الطاقة، وسواء كنت تعمل على شيء صغير أو كبير، فكلاهما يتطلب بذل الطاقة، وهذا شيء تعلمته من مؤسس شركة بلاكستون (Blackstone) الاستثمارية الكبيرة، ستيف شوارزمان (Steve Schwarzman)؛ إذ تحدَّث في كتابه المسمى "ما يتطلبه الأمر" (What It Takes)، عن بدايات الشركة، وقد قال: "تتطلب مطالبة المستثمرين بمليون دولار الطاقة نفسها التي تتطلبها مطالبة المستثمرين بمبلغ 100 مليون دولار"؛ ببساطة، كلُّ ما أحتاج إليه هو التعامل مع مستثمرين مختلفين.
هذا المفهوم صحيح في وظائفنا أيضاً؛ إذ يمكنك أداء الوظيفة نفسها في شركة مختلفة والحصول على راتب مضاعف، وكذلك يمكنك قضاء 8 ساعات يومياً في تداول الأسهم والحصول على عوائد السوق، أو يمكنك وضع كلَّ أموالك في صندوق استثمار وقضاء بقية وقتك في بناء مشروع تجاري، وستحصل على العوائد إضافة إلى الدخل من عملك.
استثمر وقتك وأموالك في الفرص التي تؤتي ثمارها فعلاً؛ أي اسعَ وراء قطعة الخبز وليس وراء الفُتات.
في الختام:
كما يقال: "أفضل وقت لزرع شجرة هو قبل 20 عام، وثاني أفضل وقت هو اليوم"؛ كلام يُقال كثيراً، لكنَّه صحيح؛ فالحياة الجيدة لا تحدث من تلقاء نفسها؛ بل تحدث عندما نعمل على تكوينها باستمرار.
قد يستغرق بناء عمل تجاري يكسبك دخلاً عالياً، أو مهنة تستمتع بها، بعضاً من الوقت، وعلى سبيل المثال لم أبدأ في كسب المال من مدونتي إلا بعد عامين من العمل المستمر، يرغب جميع الناس في كسب مزيد من المال بمجهود أقل، وهذا هو بالضبط سبب صعوبة تحقيق هذا الأمر.
إذا كنت ترغب في كسب مزيد من المال، فلن تحتاج إلى انتظار تلك اللحظة المثالية إلى أن تكسب المبلغ المحدد الذي تريده أو تشعر براحة أكبر وما إلى ذلك؛ بل يمكنك أن تبدأ اليوم؛ إذ يتعلق الأمر باتخاذ الخطوة الأولى.