كيف تكتشف نواحيك السلبية في العمل؟

أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2012 أن سمعة رؤساء العمل الإيجابية يمكنها تشجيع الموظفين على الإلتزام بنسبة قد تصل إلى 41%.


يتمنى المدراء أن تصل توجيهاتهم للآخرين بالطريقة التي يريدونها، لكن هذا يتوقف على عدة عوامل. فأسلوبنا في التصرف وحدة صوتنا قد يعمل على إضعاف تواصلنا مع الآخرين، وبالتالي يقلل من تأثيرنا عليهم. وكوني أعمل كمدربة تنفيذية، فأنا أحاول إبراز ما أسميه "النواحي السلبية الخفية" والتي تظهر الرؤساء الأذكياء بشكل سلبي أمام زملائهم. فهم لا يعلمون أن هناك تصرفات معينة تصدر عنهم تقوم بإيذائهم، لأنهم بكل بساطة لا يرون المشكلة. ولأنني عملت مع العديد ممن يعانون من تلك الجوانب السلبية، بدأت أميز البعض منها:

· هم أذكياء ومؤهلين لكن من حولهم يرونهم متعاليين

· هم حاسمون وصريحون لكن من حولهم يرونهم فظين وغير حساسين

· هم نشيطون وحماسيون لكن من حولهم يرونهم غير واقعيين

· هم هادئون وثابتون لكن من حولهم يروهم آليين وغير مبالين

· هم منهجيون لكن الآخرين يرونهم يفرطون بالحذر وغير مرنين

· هم جازمون لكن الآخرون يرونهم يخدمون مصالحهم الذاتية

· هم مفعمون بالحيوية لكن الآخرين يرونهم مفرطين بالحماسة

· هم جديرون بالثقة وذوو أداء عالي لكن الآخرين يرونهم محدودي الرؤية ومفرطين في الأداء

ولكن كيف يمكنك معرفة هذه الجوانب الخفية الموجودة لديك؟ يجب أن تكون صادقا مع نفسك وتطلب ممن تثق بهم أن يعطوك ملاحظاتهم، وأن تكون مستعدا للتغيير. ثم ابدأ بتخصيص بعض الوقت للتفكير في الصفات التي تريد أن يراها الآخرون بك. كيف تريد التواصل والتعامل معهم؟ وكيف تريد أن يكون تأثيرك عليهم؟

ثم اطلب رأي الآخرين ممن شاهدوك تعمل ولا يمانعون في إعطائك ملاحظات صريحة عنك. يمكنك أيضا الحصول على هذه المعلومات عن طريق توزيع نماذج تقييم للجميع عن كل الموظفين. وبغض النظر عن كيفية التزود بالمعلومات، اعمل على التفكير مليا بالنتائج واسأل نفسك: ما هي سمعتك بين الآخرين؟ هل يمكنك إيجاد تصرف معين تقوم به يؤدي إلى إضعاف تأثيرك؟ هل من الممكن أن إحدى عاداتك تحد من قدرتك على إنجاز المهام مع الآخرين؟

وهناك جانب مشرق لهذه العملية أيضا، فبها يمكنك اكتشاف قدرات وقوى لم تكن تعلم بوجودها لديك. وبغض النظر ما إذا كانت الملاحظات سلبية أم إيجابية، اعتبرها وسيلتك للتغيير، وبالتالي يمكنك تحليلها بموضوعية وتطبيقها بشكل فعال.

وأخيرا، كن مستعدا لتعديل تصرفاتك لتعمل على موازاة سمعتك مع أهدافك. انتبه لتأثيرك على الآخرين في المستقبل، واعمل دائما على إتاحة المجال لتلقي الملاحظات. عند تعلم فن إدارة تلك الأمور التي تؤثر على سمعتك المهنية، يمكنك حينئذ زيادة قدرتك على التأثير في الآخرين بشكل كبير، وقيادة وتوجيه أداء فريق عملك بصورة أفضل. ويؤدي هذا في المجمل إلى إعطاء شركتك ميزة تنافسية مهمة جدا.