كيف تكتشف قيمك الأساسية؟

نحن نعيش في ثقافة يكون فيها الحصول على المزيد أمراً رائعاً، المزيد من المال، والمزيد من القوة، والمزيد من المكانة، المزيد من كل شيء، لكن هل هذا حل دائم؟ لن أقول لك إنَّ امتلاك المزيد هو أمر خاطئ؛ بل إنَّه لأمر جيد أن يكون لديك المزيد ممَّا يهمك حقاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "أنجيلو سوربيلو" (ANGELO SORBELLO)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في اكتشاف قيمه الأساسية.

لقد اكتشفت ذلك بعد إبرام عقد حطم الرقم القياسي الخاص بشركتي الناشئة الجديدة أستروغروث (Astrogrowth)؛ لذا استمر في قراءة المقال لاكتشاف كيف يمكنك الحصول على المزيد من الأمور الهامة في حياتك.

من الفقر إلى الغنى:

عندما أخبرت أصدقائي بأنَّني رفضت عقداً هاماً لبدء شركتي الناشئة الجديدة، ألقوا باللوم عليَّ؛ فقد نشأتُ في بلدة صغيرة في جنوب إيطاليا (South of Italy)؛ إذ يبلغ معدل بطالة الشباب نحو %50، ممَّا يعني أنَّ شاباً من أصل اثنين عاطل عن العمل، وعندما تذهب إلى هناك تلاحظ الفقر في كل مكان، إلا أنَّني كنت في المناطق السياحية، ولم يكن لدي ما يكفي؛ إذ بدأت الشركة الجديدة برأس مال صغير من المال الذي ادخرته.

عندما أبرمت العقد مع شركة طبية في شهر أغسطس (آب)، شعرت بسعادة غامرة، ولقد حققت بعض النجاح المالي في الماضي، لكن لم يكن هناك أي شيء يضاهي هذا الإنجاز في عمر الـ 24 عاماً.

لقد أثبتت خطأ كل شخص يكرهني، وكل الناس الذين لم يؤمنوا بي، لكن هل كان هذا هو الأمر الأكثر أهميةً؟

العودة إلى السبب:

شعرت بالغرابة لأنَّ الأمور لم تتوافق بعد أن بدأت العمل مع عميلي، لقد استغرق مني الأمر شهوراً لأستوعب ما الذي يحدث.

بدأت العمل طوال اليوم من أجل هذا، وبدأت العمل على تلبية متطلبات هذا العقد والعقود الأخرى التي أمتلكها، وأدركت أنَّني أهمل زوجتي وعائلتي وكل ما أستمتع به، وحتى فكرت مرةً أخرى في سبب قراري الدخول في مجال العمل وحدي.

بعد التخرج من جامعة مرموقة، كنت أشعر بأنَّني أملك العالم بين يدي، وكان لدي خبرة ممتازة بالنظر إلى عمري، ومؤهلات لبدء حياة مهنية ناجحة في الشركات والارتقاء في السلم الوظيفي.

كان ذلك جيداً حتى أصيبت أمي بالمرض، وعندما حدث هذا الأمر، مجرد التفكير في أنَّني لا أستطيع الوجود بجانبها حطَّم قلبي؛ لكنَّ الأهم من ذلك، جعلني أدرك أولوياتي.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء تقضي على الشركات الناشئة

القليل يعني الكثير:

منذ ذلك الحين، تغير كل شيء بالنسبة إليَّ، لقد طردت هذا العميل؛ لأنَّني أدركت بأنَّه لم يُحدِث فرقاً بالنسبة إليَّ، لقد كنت أكسب دخلاً جيداً حتى دون ذلك، وفي معظم الأحيان، كان القليل يعني الكثير.

كان لديَّ ما يكفي من المال والوقت والموارد للسفر والاستمتاع مع أحبائي، ومع ذلك، فقد ضحيت بهذا من أجل كسب المزيد من المال دون معرفة السبب.

مع قضاء المزيد من الوقت في التركيز على المهام التي أُقدِّرها أكثر من غيرها في عملي، انتهى بي الأمر بشهر من أفضل الشهور من حيث الربح لشركتي بعد شهر من طرد هذا العميل.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب توضح أهمية التركيز على المهام كل منها على حدة

ما هو الهام بالنسبة إليك؟

ما الذي تميل إلى إعطاء الأولوية له في الحياة؟ ما هو الهام حقاً بالنسبة إليك؟

أخذت دفتر ملاحظاتي في ذلك الوقت وبدأت في تدوين جميع قيمي الأساسية:

كانت هذه كل الأمور التي كنت أُهمِلها عندما خصصت وقتي لكسب المزيد من المال والتفاخر أمام أشخاص لا أهتم بهم حتى.

هذه هي قيمي الأساسية النهائية، وإذا لم تكن قد حددت ما الذي يهمك بعد، فقد حان الوقت لاكتشافها، كن دائماً على علم بهذه القيم الأساسية عند اتخاذ قرارات هامة.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتصبح محترفاً في تحديد أولويات المهام

في الختام:

قال الفيلسوف سينيكا (Seneca): "الرجل الذي يجرؤ على إضاعة ساعة من وقته لم يكتشف قيمة حياته بعد"، فحياتك على المحك، لذا كن حذراً.




مقالات مرتبطة