كيف تقولها للمراهقين..

 

ولسوف يضيف إلينا هذا الدليل تطبيقات عملية مثل: كلمات وعبارات مفيدة، طرق لتوجيه الأسئلة المهمة، أساليب للشروع في المحادثة، خطط لمساعدة المراهقين على التفكير في تصرفاتهم، وتبعات هذه التصرفات، والأساليب الأكثر فعالية في توجيه النصح.


وسنجد أيضاً اختباراً ذاتياً مثيراً للدهشة لمساعدتنا على تقييم مهارات التواصل لدينا، فضلاً عن خمسة مبادئ للتواصل، من شأنها حملنا على المحافظة على علاقتنا بأبنائنا المراهقين أثناء فترة المراهقة حتى مرحلة الرشد.

ينقل لنا المؤلف تجربته الشخصية إضافة إلى علمه الواسع في مجال التواصل، فيقول: "أثناء قيامي بالبحث إعداداً لهذا الكتاب قرأت الكثير من المقالات والكتب التي تؤكد على الحاجة إلى وجود الآباء مع أبنائهم، ووجدت أيضاً مثل ذلك في أقوال المراهقين".. "إن الأبناء بحاجة إلى الآباء لا إلى أصدقاء" عبارة قالها أحد المراهقين في منتدى الآباء والمراهقين في محاولة للتعرف على آراء المراهقين حول تحسين التواصل، وكيفية إبعاد الأبناء عن المخدرات والكحوليات، ومستوى الحظر المعقول.

وفصل الطالب حديثه قائلاً: "ليس بمقدوركم التخلي عن السلطة، ولا يمكنكم ترك مقاليد الأمور للأبناء..والواقع أنن أتصور أن الابن الذي (يتولى مقاليد الأمور) يشعر بالضآلة".

وأضاف ثالث: يمكنك أن تكتشف الكثير عما يفعله أبناؤك بالحديث عن الأشياء التي حدثت فعلاً، بدلاً عن سؤالهم عما يفعلونه الآن، ومع من سيخرجون إلى آخر هذه الأمور.

ويتساءل المؤلف:

ما الذي نريد قوله للمراهقين؟ هل نريد التحلي بالقدرة على إخبارهم بما يصح لهم قوله وفعله؟ هل نريد اختيار أصدقائهم؟ هل تريد ضمان نجاحهم في الدراسة؟ وما مقدار السيطرة الذي تريده على حياة أبنائك؟ إن الحاجة إلى السيطرة مثلها مثل الإدمان، وبمرور الوقت تمارس المزيد والمزيد من السيطرة لإشباع هذه الحاجة، وعليك أن تسأل نفسك عما سيحدث عندما تفقد سيطرتك على حياتهم..هل ستكون لديهم الخبرة اللازمة للسيطرة عليها؟

إننا-معشر الآباء- غالباً ما نخطئ، فلم لا يجوز للأبناء أن يخطئوا دون أن يصيبنا اليأس فنحكم بفشلهم؟ كتب أحد المؤلفين يقول: "يصير الطفل بالغاً عندما يدرك أنه يمتلك الحق، لا أن يكون محقاً فحسب، بل أن يكون مخطئاً أيضاً".

مبادئ التواصل الخمسة

وهناك خمسة مبادئ عامة للتواصل يضعها أمامنا المؤلف "وهيك شارك": اجعل الحب هو الإطار، اصغ أكثر مما تتكلم، توقف عن الحكم. ومن هذه المبادئ المهمة مبدأ "شارك"..فماذا عنه؟

شارك لكي تتواصل

يؤكد المؤلف على أن التواصل مع أبنائنا ليس غاية في ذاته، فهو يصل أحدنا بالآخر وينشئ العلاقات، والتواصل الجيد يتمخض عن علاقات جيدة، بينما يحول الردئ منها دون تكونها، ولكنه مع ذلك أفضل من عدم التواصل؛ لأنه يعني أننا لازلنا نشارك في حياة أبنائنا المراهقين، وانعدامه إنما يعني انعدام العلاقات، وما لم نتواصل فقد يؤدي ذلك إلى عيشنا بمعزل عنهم، وكأن كل منا يعيش في كوكب.

أول مبادئ القانون الأخلاقي للتواصل هو المشاركة، مما يعني وجودك في حياة أبنائك المراهقين جسداً وروحاً، وينبغي أن تتيح لطفلك مزية وجودك الكامل، وذلك معناه التركيز التام، والاهتمام الكامل بما تقولانه أو تفعلانه معاً.

وعندما تتحدث لك المشاركة التامة في التواصل مع أبنائك المراهقين، فأنت بذلك تهبهم نفسك، فكل شيء تقوله أو تفعله ينبئهم عن تقديرك لهم، فإذا كنت متحدثاً فينبغي أن تتحدث فحسب، وتغلق كتابك وتتوقف عما تفعله على حاسوبك وتغلق التلفزيون أو المذياع؛ فأبناؤك يحتاجون إلى اهتمامك الكامل ويتوقعونه، ولو أعرتهم نصفه دلهم ذلك على أنهم لا يستحقون سوى نصفك.

القانون الأخلاقي..أساس التواصل

والقانون الأخلاقي لدى المؤلف عبارة عن معيار للسلوك، ومبادئ أخلاقية ومظهر للسلوك القويم ومجموعة من المبادئ السامية، فمبادئ الدين قانون أخلاقي يمثل قاعدة ذهبية، ومثلها تماماً القانون الأخلاقي للتواصل، فلا يرتبط بظروف عائلية معينة أو زمن محدد أو ثقافة بعينها، أو أي مجتمع على وجه الخصوص؛ فهو يسمو فوق حدود جميع الأزمان والأماكن لاحتوائه على حقائق معترف بها عن التواصل بين الآباء والأبناء، أمدتنا بها التجربة والفطرة السليمة والبحوث المهمة التي أجريت حول طبيعة الكلام.

عندما يفشل كل شيء..يبقى التواصل!

هناك أوقات لا يجدي فيها أي شيء نفعله مع أطفالنا، فنجرب كل شيء نعرفه دون أن نجد نتائج ملموسة، فنصاب بالإرهاق الذهني والبدني، لذا نجد في أنفسنا ميلاً إلى قطع الأمل وإنهاء العلاقة، ونقول لأنفسنا: إننا فعلنا ما في وسعنا بلا فائدة، وقد انتهى الأمر برمته..لامزيد من المحاولات من أجل التواصل: لقد انتهى الأمر.

وذلك بالضبط هو الوقت الحاسم للاستمرار في التواصل، ولو داومنا عليه سيظل هناك بصيص من الأمل في النجاح رغم عدم وجود ضمانات، ولكن لو قطعنا الأمل، فالفشل مضمون.

كلمات وعبارات ينبغي استخدامها في الحوار مع المراهقين:

غريب، ملون، داكن، ممتاز، لا يظهرك في أحسن صورة، يحسن صورتك، أهو صحي؟ أهذا ما يرتديه أصدقاؤك؟ يحب، آمن، مختلف إلى حد ما، غير معتاد.

أهم الموضوعات.. بالتواصل

في الباب الثاني يفرد الكاتب أهم الموضوعات التي هي موضوع الحوار والتواصل مع المراهقين، وتصل إلى83 موضوعاً، منها: الملابس، السيارات، منع الرذيلة، العنف.

 

المصدر: بوابة المرأة