كيف تقول لا دون أن تشعر بالذنب

 

السلا م عليكم
من أهم ما قرأت من الكتب وأعتقد أنه من الضروري لكل شخص أن يقرأه كتاب "كيف تقول لا دون أن تشعر بالذنب" لـ برايتمان و هاتش , و قد قمت بتلخيصه ذاكرةً النقاط الرئيسة و المبادئ الهامة التي تمكنك من إدارة نفسك لتتخلص ممن يسرقون وقتك ( حياتك) و أنت ساكت, و سأنشره على دفعات و ها هي المقالة الأولى :


سيتوفر لديك الوقت . عندما تتعلم أن تقول " لا " ، ستعود إليك حياتك من جديد . وبدلاً من أن تظهر في آخر قائمة أولوياتك ، ستكون قبطان سفينتك الخاصة ، قادراً على صنع قراراتك من منزلة العاطفة والحكمة والثقة بدلاً من الإحساس بالذنب والخوف والشعور بالخداع .



كم مرة أخذت على عاتقك أن تقول لا في حياتك الخاصة أو المهنية ؟ كم من القرارات التي اتخذتها بدافع من الإحساس بالذنب أو الالتزام أكثر من كونها بدافع الحب ؟ كم مرة تتورط في عمليات إضاعة الوقت .

ماذا سيحدث لحياتك إن كنت تحياها بالطريقة التي تريدها ؟
من أمد بعيد أحسست ، ( وغيري كثيرون ) أن قول لا قد يكون من أكثر الأشياء أنانية . كنت مخطئاً . فقول " لا " لتلك المطالب التي لا نستميلها أو غير المعقولة – والقيام بذلك دون إحساس بالذنب من أكثر الطرق التي تجعلك أقل أنانية . وما اكتشفته أنني عندما أتخذ فرارات من واقع إيماني بها وليس من واقع إحساسي بالذنب ، أشعر وكأني حققت ذاتي وأنني في تناغم مع نفسي . أنا متأكد أنك نوافق على أنه كلما حصلت على ما تحتاجه عاطفياً فإن فطرتك الطبيعية ستصل إلى الآخرين بطرق رحيمة وسخية .

وأوكد لك أنني عندما تعلمت أن أقول " لا " لبعض الأشياء والمطالب أصبحت أكثر إتاحةً ، فعاليةً رحمةً ، نشاطاً وكرماً للناس والمؤسسات والأسباب العزيزة على نفسي . وكل من حياتي والعالم من حولي أصبح أفضل لأنني تعلمت أن أقول " لا "

لكي ترى كيف هذا ، فكر كيف سيكون حالك عندما تشعر أن حياتك ليست ملكك ، عندما تشعر بالاستياء ، وكأنه لم يعد هناك وقت توفره لنفسك .إنه لمن الصعب أن تسرف طاقتك على الآخرين ، فما بالك بصعوبة أن تعاملهم بكل اللطف والحنان في حين أنك تشعر بالقهر والغلبة .

وغمرني خوف آخر من قول " لا " وهو أن الأمر سينتهي بي لأجرح العديد من المشاعر . وكنت مخطئاً ثانية . معظم الناس تحترم هؤلاء ممن يصنعون قراراتهم، ليس من واقع الإحساس بالذنب ولكن من واقع الحب والمبادئ الراسخة .

إنها كلمة قصيرة وبسيطة ، وليس من الصعب النطق بها . إذن لماذا تعد كلمة " لا " في بعض الأحيان من أصعب الكلمات التي يمكن التفوه بها ؟ لأن " لا " أيضاً كلمة ذات قوة كبيرة . وكأي شيء ذي قوة من الممكن أن تفيدنا أو تضرنا . فمن الممكن أن تعفيك من موعد الغذاء الذي لا تريد الذهاب إليه بالفعل وقد تمنع الناس من استغلال وقتك الثمين .ومن الممكن أن تمنع الشخص الذي يطلب العديد من الخدمات من استغلالك أكثر من ذلك .كما يمكنها أن تنقذ مالك. وبهذا تعد كلمة " لا " أداة لا غنى عنها تساعد في الحفاظ على وقتك وطاقتك للأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لك . يجب استخدامها بمهارة .
إذن ما الخطأ في أن تكون مجاملاً ؟ لا شيء . حيث إنه يرضي النفس أن تقدم العون إلى من تحبهم وأن تساعد جاراً أو تقوم بشيء إيجابي للمجتمع .ويا له من إحساس عظيم أن نقوم بترك بصمة كبيرة في حياة شخص ما .

ويزداد الصراع عندما نوافق باستمرار على الأشياء التي تسعد غيرنا دون أنفسنا أو أن نلتزم بالقيام بالعديد من المهام التي لا نجد الوقت أو الرغبة في القيام بها .

ويستحق أفراد عائلتنا الحب والمساندة العاطفية ، ولكن ليس حتى آخر رمق في وقتنا وطاقتنا . قد يكون علينا العمل من أجل العيش ولكن ليس علينا أن يتم استغلالنا والاستخفاف بنا أو الانحراف عن طريقنا . ولا يجب على الناس الذين يبيعون لنا الأشياء أن يضغطوا علينا لكي نشتري منهم حتى وإن كانوا أعز أصدقائنا . وعملياً فنحن ننفق العديد من مواردنا الشخصية الثمينة _ الوقت ، الطاقة ، والمال _ على أشياء لا تفيدنا .

ما الرائع في كونك مشغولاً ؟
ولن يمر وقت طويل حتى يسألك أحدهم " كيف حالك ؟ وكانت الإجابة " المعتادة هي " حسناً أشكرك ، وأنت ؟ فإن إجابة جديدة قد ظهرت لهذا السؤال " مشغول " . ونشعر بالخداع والظلم لأنه لا يبدو أن هناك المزيد من الوقت للقيام بالأشياء التي نود بالفعل القيام بها . فنحن نسير في حياتنا الروتينية المليئة بالعمل ، المدرسة ، الأطفال ، التزامات العائلة ، الالتزامات الخارجية ، ونتعجب لماذا تبدو الحياة غير مرضية .
ولكن هناك طريقة ما لمواكبة كل تلك الأعمال . فبدلاً من الإسراع بحياتنا وحشوها أكثر ، فبإمكاننا أيضاً الإقلال من تلك السرعة والقضاء على بعض الفوضى والضوضاء . ويعتمد هذا الكتاب على افتراض أنه مع تطوير فن قول " لا " فبإمكاننا القضاء على بعض المهام الغير مرضية في حياتنا وفي المقابل توفير المزيد من الوقت والمساحة لمزيد من الأعمال المثمرة .

هناك طريقة ما لرفض مثل تلك المطالب دون أن يتعلق الأمر بكوننا وحشاً بارداً بلا قلب . فيمكنك أن تتعلم كيف تستخدم كلمة " لا " بقدر من المهارة والحساسية . وهذا الكتاب سيمدك بالتقنيات والجمل التي تساعدك على قول " لا " كالآمر الناهي في العديد من المواقف المهمة في الحياة اليومية . حيث سيساعدك على وضع حدود معينة مع هؤلاء ممن يتخطون حدودهم وإحكام القبضة على تلك المناطق في حياتنا التي عادةً ما تحاول اختراقها تلك المطالب غير المرغوبة .
قولك لكلمة " لا " هو شيء إيجابي لأبعد الحدود .
ولأن المال والوقت والطاقة سلع ثمينة فإنك تدين بها لنفسك لتنفقها بكل حكمة وكلما أنفقت تلك المصادر في مشاريع تهتم بها ، كلما شعرت بموهبتك وقدرتك على التنفيذ . واقتربت أكثر مما يخاطب جوهرك الخاص لمعتقداتك وأولوياتك ومشاعرك .

في الحقيقة أنا " لا " أود أن أقضي ليلة يوم السبت كجليسة أطفال لأولاد جارتي الثلاثة . ولكنها عندما طلبت مني ذلك لم أعرف ماذا أقول لها . فوافقت . كم كنت أتمنى أن يكون هناك متسع من الوقت لأفكر في عذر ما .

هناك عرف سائد في عائلتنا يقضي بقضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المنزل . في بعض الأحيان كل ما أريده أن أظل في المنزل دون القيام بشيء . ولكن يبدو أن هذا ليس بالعذر الكافي ، وما لم يكن هناك ظروف أخرى أكثر قوة ، أشعر أنني مجبر على قول نعم .

في هذا الجزء سنعرض عليك بعض التقنيات الأساسية التي تساعدك على قول " لا " بطريقة أيسر مع تجنب الندم حتى تبني شجاعتك بالتدريج لتلك المواقف التي تستدعي أن تقول فيها " لا " . تدرب على قول " لا" في المواجهات التي تشعر فيها بالتهديد حيث لا يترتب عليها شيء . فلتخبر أعز صديقاتك أنك لا تود الذهاب إلى المطعم الذي اختارته ، واقترح مطعماً آخر . قل لولدك أنه لن يحصل على مزيد من الحلوى . والهدف من ذلك أن تسمع نفسك تقول " لا " بنجاح ، وشيئاً فشيئاً قم بتوسيع الدائرة لتقول " لا " في ظروف أكثر تحدياً . تكون سهلاً وأسهل كل مرة .