كيف تقهر الشعور بالوحدة

من أكثر المشاعر قسوة على المرء هو الشعور بالوحدة. وهو ينتاب الإنسان سواء أكانت لديه علاقات عدة مع المحيطين به أم لا. ففي حال كنت أعزباً، فإنك قد تشعر بالوحدة في عطل نهاية الأسبوع مثلاً، عندما ترى الأزواج يجوبون الشوارع بسعادة بادية على وجوههم. أو عندما تتخيل نوع المستقبل الذي تطمح إليه، وليس لديك فكرة عمن سيبنيه معك.


كما يحدث أن يشعر الأشخاص المتزوجون بالعزلة، في حال لم تجرِ الأمور على ما يرام؛ كأن ينعدم التواصل بينك وبين شريكك، أو تحس بأن لغة التفاهم مفقودة بينكما.

ويحاول الدكتور سوس تعليم الأطفال، أن مشاعر الوحدة جزء من الحياة، وهو أمر عليهم أن يحسبوا له حساباً على الدوام. إذ يقول: "عليكم أحياناً أن تلعبوا وحدكم. وبالرغم من إمكانية طلب المساعدة من الآخرين، إلا أن عليكم تعلم الكثير من الأشياء بمفردكم."

لكن، لماذا يشعر الناس بالوحدة، وما الذي يمكنهم القيام به ليشعروا بالسلام أكثر. إليكم بعض الأفكار:

تواصل مع ذاتك: قد تكون الوحدة ناتجة عن مشكلة روحية؛ ففي كثير من الأحيان يرجع سبب شعور الناس بالوحدة إلى عدم وجود شريك في حياتهم، أو لأنه ليس لديهم صلات اجتماعية. ولا يشعرون بأنهم جزء من أي شيء. ومن أفضل الوسائل لمواجهة ذلك، هو عبر تحسين مستوى التواصل مع الذات. ويمكنك كتابة يومياتك في دفتر خاص، وممارسة التأمل. وإذا شعرت بالملل اختر فيلماً أو اقرأ كتاباً يخفف من وحدتك. المهم أن تفعل أي شيء يمكنك التعرف من خلاله إلى نفسك أكثر.

توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين: عندما تخرج للتنزه في يوم جميل ومشمس، وترى زوجين سعيدين يمارسان نشاطاً ما، لا تبدأ بالتفكير بأن الجميع لديهم علاقات ناجحة إلا أنت، وأنهم يشعرون بالسعادة ما عداك، وأن عليك البحث عن أي شريك يمكن العيش معه أسوة بالآخرين. ويكمن الحل في أن تحيط نفسك بالفرص المتاحة أمامك فقط، من دون افتعال أو تكلف. فربما ليس لديك شريك حياة، لكن لديك مجموعة أصدقاء مقربين، وهذا يكفيك جزئياً. لذلك، مارس رياضتك المفضلة معهم، أو شاركهم رحلات التنزه وغير ذلك.

املأ الفراغ في حياة الآخرين: بالإضافة إلى أنه عليك التواصل مع نفسك، عليك أيضاً أن تجد طرقاً لتشكل روابط مع الآخرين. وأفضل طريقة لفعل ذلك هي من خلال التقرب إلى الأشخاص الذين يحتاجون مساعدتك، فربما كانوا يشعرون بالوحدة أيضاً. وعندما تتجاوز ذاتك وتبدأ بتكوين روابط مع الآخرين، ستتوقف عن التفكير بنفسك فقط، وتبدأ بالتفكير بما يعانيه الآخرون، وعندئذ لن تشعر بالوحدة. كما يمكنك القيام بأعمال تطوعية، كزيارة بيت المسنين أو الإسهام في دعم إحدى الملاجئ.

ركز طاقاتك على شيء منتج: من أفضل السبل لتخطي الشعور بالوحدة، هو استثمار طاقتك في شيء تهتم لأمره. وفي الواقع، كلنا بحاجة إلى وجود هدف ما في حياتنا، وإلا ستكون حياتنا بلا مغزى. لذلك، ابدأ بالعمل على أي مشروع قد يثير حماستك. وقد لا تعرف إلى أين سيقودك ذلك، وكيف سيساعدك على التواصل مع العالم من حولك، لكنه سيقيك من الوحدة على الأقل.