كيف تقنع الآخرين بفكرتك بغرسها في عقلهم الباطن

من أهم المهارات التي تحتاجها في عالم الأعمال القدرة على جعل الآخرين يتبنون أفكارك ومقترحاتك. فكلما كنت مقنعاً، كان وصولك لأهدافك أسهل.



photo credit: RelaxingMusic via photopin cc

لكن كيف تستطيع تطويع هذه المهارة المهمة للتأثير على الآخرين؟

يقول الكاتب دوغلاس فان بريت في كتابه “العلامة التجارية في اللاوعي” أنك إذا أردت من شخص أن يؤمن بحق بفكرتك، عليك جعله يعتقد أنها كانت فكرته من البداية. ومن أهم الاستراتيجات لتحقيق هذا تكون بأن تغرس بذرة من فكرتك في عقل الشخص التي تريد إقناعه، ثم توجهه حتى يستنتج الأمر الذي في عقلك. لكن عليك أن تشرح له كل خطوة  من مقترحك بوضوح وتجعلها قابلة للتصور بحيث يستطيع الشخص الآخر  تخيلها.

يكتب الكاتب:

 “لا يميّز الدماغ  دائماً بين ماهو حقيقي وما هو متخيل. فمخيلتنا وإدراكنا الحسي للعالم الواقعي وظيفتان مترابطتان ببعضهما بالعديد من  الدارات العصبية  المشتركة. كما أن العديد من  الدراسات العلمية  أكدت على أن التخيل والتصور العقلي يعززان الأداء الجسدي. وعليه فإذا استطعت أن تجعل شخصاً يُشّغلُ عقله بالقدر الكافي من النشاط ليتخيل شيئاً، فأنت في طريقك لجعل هذا الشيء حقيقة في عقله.”

“والتخيل لا يحدث في بيئة خارج عقلك، فأنت فعندما تتخيل شيئاً ، تحوله إلى شيء خاص بك بعدما كان ملكاً للجميع.” ويقول الكاتب أن أغلبنا يفضلون قراءة الرواية في كتاب على مشاهدتها في فيلم، لأننا في الكتاب نستطيع تخيل الشخصيات والمشاهد، وهذا التخيل يقوّي صلتنا بالقصة، لتصبح قصتنا نحن.

على سبيل المثال، إذا أردت إقناع أحدهم بمساعدتك في فتح مطعم، اشرح له بالتفاصيل الدقيقة كيف سيبدو المطعم- حتى لو اضطررت لشرح شكل الزخارف في سقف المطعم. اجعله يرى المطعم في مخيلته.

بعد ذلك اخلق رابطاً شخصياً بينه وبين المطعم. اشرح له مثلاً كيف أن المطعم سيقدم مشروبات مستوحاة من  بلده، ثم تحدث عن هذه المشروبات وأخبره أين بالتحديد سيتم عرضها في المطعم. إذا استطعت إقناع شخص ما بأن هناك ارتباطاً شخصياً بينه وبين فكرتك، ستراه يلتزم بها أكثر مما تتوقع.

هذا النوع من الإقناع فعال جداً، لكنها مهارة  تتطلب معها حضور شخصية جذابة وذكية وجواً من الثقة، وقدرة على قراءة الآخرين، وإخبارهم بما يودون سماعه في اللحظة المناسبة تماماً.