كيف تقرأ شريك حياتك؟

مابين السطور في الشخصية .... أهم !

كيف نقرأ الآخرين؟ كيف نقرأ ما بين السطور.. ما بين الأفعال، بل ما بين ردود الأفعال.. بل كيف نستمتع بقرآة أحبائنا.. ومتى نشعر بحاجتهم إلينا لكي نقرأ فيهم: الآلام.. والأوجاع.. الأحلام والطموحات والتطلعات.. بل الشكوى منا أو الاعتراض علينا؟!

 



ما هو هذا الفن؟ وكيف نتقنه؟

كيف نقرأ الآخرين!

هناك شخصيات يعتبرها البعض ((كتابا مفتوحا)) بهذا التعبير الدارج والمعبر بقوة عن فكرة قراءة الأخرين..هؤلاء يسهل فهم صفاتهم العامة بل والخاصة بشئ من الوقت والعشرة أو التعاملات .. كما يسهل التعرف على صفاتهم الخاصة ، بمزيد من العشرة والتعامل والخبرات المشتركة في الحياة معهم، لكنن هناك شخصيات أخرى تظل لفترة طويلة ربما تمتد الى عمر بأكمله كتابا مغلقا! يستعصي عليك قراءة أو فهمه واستيعابه.. هذا النوع من الشخصيات سواء كان لامرأة أو لرجل ، يحتاج إلى مزيد من الجهد والاهتمام والإصغاء ،وباختصار: مزيد من الحب. نعم فالحب هو مفتاح مفردات أي شخصية... مهما بلغت درجة صعوبتها بعيدا عن الفراسى ورجم الغيب.

قراءة الآخرين ..من الغلاف

يعلمنا خبراء القراءة العادية (وكذا خبراء النفس) أن الفهم الأفضل في عملية القراءة هو الذي يبدأ بالعموميات والخطوط العريضة والعناوين الرئيسية والجانبية وفهرس المحتويات.. وهكذا يمكن تطبيق الأمر نفسه بين الزوج والزوجة.. إن كان لاحدهما رغبة حقيقية لقراءة الطرف الآخر بدافع الحب والاهتمام لا بدافع السيطرة عليه مثلا! فالبداية بالعموميات . حسب قوانين الاستيعاب والفهم وطبيعة الذهن البشري. تسمح بمعرفة سريعة يمكن أن تتحول إلى معرفة إنسانية، بكل معنى الكلمة ،حيث التعمق أكثر في شخصية من نحب ،والعموميات هنا، التى نبدأ بها في قراءة الآخر وبالتالي فهم شخصيته، تعني ببساطة: صفاته العامة التي يمكن ملاحظتها من الوهلة الأولى مع التحذير الشديد من ان تكون الانطباعات الأولى هي الدائمة في الحكم على الآخرين . هذه العموميات أو الصفات العامة تبدو سريعا في ما يسمى (لغة الجسد) BODY LANGUGE  حيث لكل منا لغته الخاصة ومفرداته المميزة في التعبير عن أفكاره ومشاعره وما في داخله باستخدام جسده كله.. ولغة الجسد في تعريفها تأتي من خلال الإيحاءات والحركات وعضلات الوجه ، ونبرة الصوت وأسلوب الجلوس والوقوف في الموقف المحدد، كذلك تعني لغة الجسد: الصمت. نعم . فالصمت دلالة قوية بل بليغة في التعبير عن النفس، فهو قد يعني الاعتراض أو رفض الحوار أو حتى الطرف الآخر، أو قد يعني الإصغاء والاهتمام بحوار الطرف الآخر، وذلك حسب الموقف.

والأمر هنا لا يدخل فغي علم الفراسة أو فراءة الوجوه بعلوم كثيرة دخلت بل اقتحمت حياتنا وصارت نوعا من رجم الغيب! لكنه يدخل بالأحرى في مجال الحب، نعم فالحب يدفعنا، بل يفتح عيوننا لأن نرى مالا يرى في الطرف الآخر. وربما ذلك في المرحلة المتقدمة من قراءة هذا الطرف الآخر، لكن الحب أيضا يجعلنا نلاحظ بذكاء لغة الجسد التي تصدر عن شريك حياتنا أو من نحبه.

قراءة السطور .. في النفس

كل نفس فينا عالم بكامله، عالم خاص مغلق، له كنوزه وأسراره و (شيفرته)،إن صح التعبير، هذه الشيفرة لاتفك بمجرد المعرفة النظرية أو الذكاء العادي  مع اهميتهما...لانها تحتاج الى قراءة الفهم والتفهم للشريك الآخر أو من الحب .. وهذا الفهم ينبع من (رغبة) حقيقية في التقرب إلى عالم ذلك الذي نحبه. ولأن كل نفس إنسانية لها قراءتها الخاصة ، حيث صفاتها الفريدة وسطورها وكلماتها المميزة، فالأمر يحتاج منا إلى قراءة تلك السطور شيئا فشيئا بتركيز وتمهل وجد وود، لأن هناك الكثيرين من الأزواج والزوجات الذين يخطئنون خطأ العمر، فأن يتسرعوا في الحكم على شريك العمر، هذا الحكم يثبت طويلا بحسب القاعدة النفسية المعروفة : ( الانطباعات الأولى تدوم) ، وبالمناسبة وضعت هذه الجملة كشعار لإحدى العطور في إعلان تلفزيوني ، نعم .. فانطباعاتنا الأولى عن أي شخص. إن لم نهتم بأن نعرفه معرفة حميمة وصحيحة سوف تدوم طويلا، لكن الخطورة هنا أن الانطباعات الأولى ليست دائما هي الصواب، فكم نخدع في أشخاص يبدون على خلق من خلال مظهرهم فقط، لكننا نكتشف الحقيقة المرة بعد ذلك! وكم خدعت امرأة في مظاهر رجل، سواء في مظهره الخارجي ، أو من كلماته المعسولة أو حتى عطره الذكي !

أجندة.. لقراءة المشاعر

تأتي قرائتنا لمن نحب على مستوى المشاعر كفن نحتاج ان نتعلمه، وذلك لأن المشاعر أمر معنوي غيرمحسوس لا يرى، بل فقط يستنتج، ويعبر عنه بالكلمات أو الجسد ، وربما يكون من الأفضل جدا أن تمتلك كل زوجة أجندة خاصة في عقلها تستطيع من خلال العشرة مع زوجها أن تحفظ فيها ملاحظاتها على كيفية تعبير زوجها عن مشاعره: الغضب، الفرح، الحزن، الأحباط.. الخ، والرجل بالمثل خاصة وان المرأة هي الطرف الأشد احتياجا للفهم والتفهم لمشاعرها.

هذه الأجندة نحتاجها جميعا، لأننا بها نستطيع قراءة شخصية من نحب ونعيش معه،ولعل المشاعرهي أخطرما يمكن قراءته في الإنسان.. لاننا نحناج  جميعا إلى من يقرأنا على نحو صحيح، أو يفهمنا بالصواب ولا يخطئ في تقديرنا... لأن الحاجة إلى الفهم من أولى الحاجات النفسية داخلنا.. وهنا يأتي دور المرأة أو الرجل في العلاقة معا.. فكل منهما يحتاج من ناحية أن يعبر عن مشاعره بطريقة واضحة لكي تقرأ كما هي، وهو بذلك يساعد الطرف الآخر في فهمه، كما يحتاج من ناحية أخرى أن يبذل مجهودا في محاولات لاتتوقف ولا تيأس في فهم وتقدير مشاعر الآخرين.

 

المصدر: بوابة المرأة