كيف تقدم موقفا صفياً ناجحا ؟

يلعب التفاعل الصفي النشط الذي يستند على تخطيط تربوي سليم دوراً رئيساً في تحقيق أهداف التربية.  ولعل من أبرز العوامل التي تجعل المعلم قريباً من تلاميذه إدارته الصفية الناجحة، وممارسته لمختلف أنماط التفاعل الصفي ،  ومقدرته على توظيف التقنيات التربوية الحديثة ، وعلى تنظيم الأنشطة الصفية واللاصفية التي يقوم بها تلاميذه داخل غرفة الصف وخارجها ، والتي خطط لها لكي يحدث تغييراً محموداً في سلوكهم وفي طرائق تفكيرهم ، بحيث يوزعها عليهم بعدل ودون إرهاق ، في جوّ تسوده المحبة والإخاء ، وتحكمه العلاقات الإيجابية إضافة إلى تحديد أدوات التقويم المناسبة للأهداف .



وتعدّ الإدارة الصفية الناجحة شرطاً رئيساً لتحقيق الأهداف السلوكية المحددة في التخطيط الدرسي، وهي تتحقق إذا استطاع المعلم:

1 – التخطيط لإجراء تفاعل صفي نشط متعدد الأطراف ، يستند على أسئلة سابرة وموضوعية ، وذات نهاية مفتوحة تحفز التفكير ، هذا التخطيط ينبغي أن يكون متكاملاً قائماً على أهداف سلوكية واضحة وقابلة للملاحظة والقياس .

2 - توفير مناخ دراسي صحي حافز قائم على المودة والاحترام المتبادل ، وعلى حفظ النظام أثناء التعلم.

3 - توفير الوسائل التعليمية المعينة وعلى وجه الخصوص التقنيات الحديثة ،  وتوظيفها بعناية وبصورة منظمة.

4 - ملاحظة المتعلمين  أثناء تنفيذ الأنشطة وتعزيز عملهم بألفاظ حافزة، وإسداء النصح لمن يطلبه.

5 - تقويم أداء المتعلمين تقويماً موضوعياً شاملاً وصادقاً يقيس التغيّر في السلوك وفي طرائق التفكير وليس فقط المعلومات المكتسبة .

وتستند الإدارة الصفية الناجحة كذلك على مجموعة من الأسس والقواعد الراسخة التي لا غنى عنها لتوفير موقف صفي مفيد ومن هذه الأسس:

1 - تنظيف غرفة الصف وتنظيمها بوضع كل شيء في مكانه، وبصورة تجعل الحركة سهلة.

2 - حرص المعلم على ملاحظة الأنشطة التي تجري أمامه بوعي .

3 - ترتيب الوسائل المعينة بهيئة منظمة بحيث يسهل الوصول إليها وتوظيفها، ووضعها بمكان بحيث يتمكّن جميع المتعلمين من مشاهدتها دون الانتقال من أماكنهم أو تحريك مقاعدهم.

وفيما يلي مجموعة من المقترحات التي تساعد الزميل على إعداد خطة درسية منظمة ومتكاملة:

أولاً :  اقرأ النص موضوع الدرس قراءة واعية متأنية.

ثانياً : اسأل نفسك الأسئلة الآتية :

أ -  ما هي الأهداف السلوكية التي تنبثق عن هذا المحتوى ؟ وهل هي شاملة لجميع المجالات المعرفية والمهارية والوجدانية والاجتماعية  ؟ وهل هي متدرجة ومتنامية ؟ وهل هي قابلة للملاحظة والقياس ؟

ب - ما هي المعلومات التي يجب أن يحصل عليها المتعلمون ؟وما هي الأنشطة التي سيمارسونها ؟  وما هي القيم التي ينبغي أن يكتسبوها ؟ ، وما هي المهارات التي يجب أن يكتسبوها أو ينموها؟

ج – هل الأسئلة التي سأطرحها على المتعلمين سابرة وذات نهايات مفتوحة ومتكاملة ؟

ج-  ما هي الوسائل المعينة على تحقيق الأهداف التي سأوظفها ؟ وهل تأكدت من صلاحينها ؟ وهل هي ملائمة للآهداف ؟ وهل سأوظفها في الوقت المناسب ؟ وهل سأخفيها عن الأنظار بعد الانتهاء من توظيفها ؟

د- ما هي الأنشطة التي سيقوم بها المتعلمون داخل الصف وخارجه ؟ وهل كل نشاط يلي الهدف الذي وضع لتثبيته ؟ .

هـ  ما أفضل الوسائل لتقويم الأنشطة العملية والتحصيل النظري والتغيّر الحاصل في السلوك وفي طرائق التفكير؟

و – هل وقت الحصة كافٍ لتحقيق جميع الأهداف المخططة ، ولما يتقدم عليها من تهيئة وتعليم قبلي ؟

ثالثاً : نفذ تخطيطك بوعي ونشاط .  والتنفيذ السليم ينبغي أن يتم وفق الخطوات الآتية:

أ- التهيئة الحافزة وفيها يتم بيان أهمية الدرس ، وجوّه العام ، والإيجابيات التي تترتب على تعلمه، إضافة إلى مراجعة المعلومات والخبرات السابقة، مع ملاحظة الوقت المخصص لذلك.

ب- الشرح والتفصيل للمحتوى، وهناك عدة طرق لتحقيق هذه المرحلة من أفضلها التفاعل الصفي القائم على الحوار الهادئ المنظم متعدد الاتجاهات، والمعتمد على تحقيق التوازن بين الكلام المباشر وغير المباشر. ويُنصح الزميل أن يتناول المحتوى على هيئة مجالات متكاملة وأن يُتبع كل مجال بنشاط لتأكيده، وبتقويم يبين مدى تحقق الأهداف ، ويزود المتعلمين بتغذية راجعة ، و بأسئلة تكوينية تساعد على تثبيت التعلم ، مراعياً الفروق الفردية بين تلاميذه ، وموظفاً وسائل التعزيز المادية والمعنوية .

ج- القيام بالأنشطة التي تهدف إلى تثبيت التعلم وإلى تنمية المهارات . ونؤكد هنا على أهمية الهدوء والنظام أثناء تنفيذ الأنشطة ، وعلى أن يكون المعلم في كامل حضوره خصوصاً حين توظيف الوسائل المعينة الثمينة أو الهشة أو التي يمكن أن تلحق ضرراً إذا أُسيء استخدامها.

د- تقويم التعلم الحاصل ،  وهو أنواع ينبغي أن يكون المعلم على دراية تامة بها ، فيختار لكل موضوع ما يلائمه من أدوات مراعياً الفروق الفردية حين توزيع الأسئلة الشفهية، وكذلك التنوع والوضوح مع إحتوائها على أسئلة تتحدى قدرات المتعلمين حين استخدام الأسئلة التحريرية أو الأنشطة العملية، وينبغي أيضاً التأكيد على أهمية الحوافز المادية والمعنوية في أثناء عملية التقويم وفي جميع مراحل الدرس باستخدام دفتر الدرجات ، وليكن لسانه رطباً بألفاظ التعزيز ولكن دون إفراط أو مبالغة لكي لا تفقد ألفاظه قيمتها، فلا يكرر كلمة ممتاز كثيراً، وليستخدمها للثناء على الإنجازات الباهرة فقط، وليستخدم بكثرة ألفاظ أخرى مثل جيد وجيد جداً وأحسنت.

هـ- التلخيص، حين يشرف الوقت على نهايته ينبغي أن تكون السبورة مزدانة بمعلومات مركزة ومفيدة معروضة بصورة منظمة.

و - و الواجب البيتي على قدر كبير من الأهمية ، وليكن قصيراً ومرتبطاً بالأهداف .  

وعند الانتهاء من تنفيذ الوحدة المخططة لها من المفيد جداً أن يحث المعلم تلاميذه على الاطلاع على الدرس الجديد الذي سيكون موضوع التفاعل الصفي  في الحصص القادمة؛لأن هذا الاستعداد يساعدهم على فهم الدرس بسهولة، ويطرح أمامهم مجموعة من التساؤلات التي ينبغي عليهم أن يتنبهوا للحصول على إجابات لها أثناء التعرض لها في الموقف الصفي الجديد.

ومن الأمور التي ينبغي على المعلم مراعاتها أثناء الإعداد للموقف الصفي:

1- أن يكون التخطيط الدرسي متكاملاً قائماً  على أهداف سلوكية قابلة للملاحظة والقياس، هذه الأهداف ينبغي أن تكون:

أ- منوعة معرفية ومهارية ووجدانية واجتماعية.

ب- ذات مستويات منظمة وصاعدة تبدأ في المجال المعرفي من المستويات البسيطة كالمعرفة والفهم والتطبيق وتنتهي بالمستويات السامية كالتحليل والتركيب والتقويم. وهكذا الحال في المجالات الأخرى.

ج- مناسبة للوقت المحدد لتحقيقها ولقياسها.

2- طرح الموضوع بقدرة ولباقة وبأسلوب ملائم للمحتوى ولمستوى التلميذ المعرفي ولعمره العقلي.

3- العناية بالتهيئة الحافزة بحيث تكون ملائمة للموضوع ومشوقة وحافزة وتتم في وقت لا يطغى على بقية مراحل الدرس.

4- تحقيق التوازن بين الكلام المباشر وغير المباشر.

5- تنويع الأنشطة وإسناد الدور الأكبر للمتعلمين.

6- اختيار الوسائل المعينة التي تخدم محتوى الدرس والملائمة لمستوى التلاميذ ومراعاة استخدام التقنيات الحديثة المتاحة.

7- توظيف أدوات التقويم المنوّعة والمتدرجة الشفهية منها والتحريرية، ومراعاة الفروق الفردية حين توزيع الأسئلة.

8- المحافظة على النظام وعلى الهدوء، ومواجهة المشاكل الطارئة بحكمة.

9- الانتقال من الأهداف المعرفية إلى الوجدانية إلى المهارية فالاجتماعية بكفاءة عالية  وتكامل.

10- الربط بين أفرع المادة الواحدة ، وبين مادته والمواد الأخرى ، وبين مادته والحياة.

11- توظيف وسائل التعزيز المادية والمعنوية الملائمة لمستويات الطلاب والقادرة على بعث الحماس والحيوية في نفوس المتعلمين.

12- طرح الأسئلة بلغة سهلة واضحة وبزمن مناسب، وإعطاء الطالب الذي يجيب وقتاً كافياً لترتيب أفكاره والتعبير عنها، والمراوحة بين الأسئلة المباشرة والأسئلة السابرة وتعزيز إجابات التلاميذ معنوياً بالألفاظ أو مادياً بالدرجات.

13- الحفاظ على ترتيب الأشياء في غرفة الصف ومراعاة الأبعاد السلوكية المتعلقة بالصحة العامة.

وفي أثناء التفاعل الصفي ينبغي أن يكون الزميل المعلم:

أ- يتابع كل ما يجري داخل غرفة الصف بوعي واهتمام.

ب- قادر على تحديد مصدر الخروج على النظام ومعالجته بحكمة قبل أن يستفحل.

ج- تنظيم الوقت بحيث ينتهي من أهداف حصته في الوقت المحدد لها. فإذا لاحظ المعلم بأن تلاميذه لم يحققوا واحداً من أهداف الحصة بصورة مرضية فإن عليه أن يعود إليه أثناء تخطيطه للحصة القادمة.

د- عدم الانشغال عن النشاط الصفي بأي شيء آخر ؛ لأن من شأن ذلك أن يعرقل النظام ويبدد الهدوء.

هـ- الحفاظ على انتباه التلاميذ وعلى مشاركتهم بالأنشطة دون الانشغال عنها بأشياء أخرى.

و- إشراك جميع التلاميذ في الإجابة على الأسئلة وعدم تمييز طالب عن الآخرين، وتوزيع الأسئلة ذات النهايات المفتوحة ، السابرة على الممتازين ، بينما يستدرج الآخرين للمشاركة في التفاعل الصفي بأسئلة دون ذلك .

ز- أن تكون المعلومات متدرجة ومترابطة ومناسبة لمستويات التلاميذ.

ح- ألفاظ المعلم وتعابيره وأسئلته واضحة ودقيقة.

ط- المراوحة بين المعلومات وبين التطبيق العملي عليها.

ي- تذكير المتعلمين بالقواعد والقوانين بين الفينة والأخرى وكتابتها على لوحات وتعليقها على جدران غرفة الصف أو في أماكن تتيح للتلاميذ مشاهدتها.

ك- استخدام الألفاظ المهذبة والابتعاد عن الألفاظ غير اللائقة.

ل- المحافظة على الهدوء وعدم الانفعال في جميع الأحوال.

م- عدم السماح بخروج التلاميذ من غرفة الصف إلا في الحالات الملحة.

ن- توظيف الإشارات باليدين وبالرأس وبالعينين أثناء التفاعل الصفي.

س- تقبل مشاعر وأفكار التلاميذ مهما كانت سطحية وعدم السخرية منها.

ومن السمات المميزة لمعلم المبدعين في الموقف الصفي أنه :

أ – يهتم بأسئلة التلاميذ ويصغي إلى إجاباتهم بانتباه .

ب – يشجع الاستقلالية في التفكير والممارسة ، ولا يتدخل في أعمال المتعلمين إلا عند الضرورة .

ج - يلاحظ ميول المتعلمين واهتماماتهم ويعمل على إشباعها .

د – مثابر وصبور ، يحترم آراء المتعلمين ويشجعها ويتقبل الأفكار الجديدة .

هـ يهتم بتزويد المتعلمين بتغذية راجعة .

و – يعتمد التواصل متعدد الاتجاهات أثناء التفاعل الصفي .

ز – بعد طرح السؤال يعطي الذي يجيب وقتاً كافيا للتفكير قبل الإجابة ، وعيناه تلاحظ الآخرين لكي لا ينصرفوا عن المتابعة .

ح – يحترم سلوك المتعلمين مهما كان متواضعأ ولا يسخر من إحاباتهم مهما كان نوعها .

ط – يجتنب النزعة الفوقية في كل ممارساته .

ل – متفائل بالوصول إلى نتائج جيدة .

م – متمكن من طرائق التعليم وعلى وجه الخصوص التي تقود إلى الإبداع .

و – يسمح للمتعلمين بالتفكير خارج المقررات الدراسية .

ن – يوفر جو من الأمن والحرية للمتعلمين .

س – يهتم بتدريب المتعلمين على مهارات التفكير المنطقي والناقد والإبداعي لمواجهة صروف الحياة ..

ع – يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين .

وبقدر التزام الزميل بهذه الخطوات يكون تأثيره عميقاً في عقول المتعلمين ، وتتحق له السعادة  في عمله ، ويلقى القبول والاحترام من رؤسائه .