كيف تغرس الانتماء لطفل الروضة

 يحكي الدكتور إبراهيم الحليفي قصة طفلة في مدرسته التي يرأسها وقد رفضت هذه الطفلة مغادرة المدرسة والذهاب للمنزل بعد انتهاء الدوام فقال الدكتور للمديرة اذهبي واسأليها في أي مكان تحديدا تريد أن تبقى في المدرسة؟ فاختارت الطفلة مكانا محددا تحت لوحة كبيرة خاصة بعرض أعمال الأطفال فلما تبينوا الأمر وجدوا أن لها لوحة رسمتها وقد علقت على لوحة العرض لذلك فهي تشعر بالتقدير والانتماء لهذا المكان أكثر من البيت.



فالانتماء بمفهومه البسيط يعني الارتباط والانسجام والإيمان مع المنتمي إليه، لذلك فإن غرس الانتماء للروضة في نفس الطفل يحبب الطفل في روضته ويجعل عملية غرس المعارف والمهارات والقيم أسهل في نفس الطفل لأنه قد تقبل و أحب المدرسة والمعلمة.

ونتعرف على شعور الطفل بعدم الانتماء للروضة من خلال المظاهر التالية:

  •  بكاء الطفل بشدة وخاصة في الأيام الأولى من العام الدراسي مع الرفس والصراخ حتى تصل ببعض الأطفال بالدخول في حالة هستيرية تسبب القلق والتوتر للوالدين والمعلمة وكذلك للأطفال الآخرين بالروضة.
  • كثرة تغيب الطفل عن الروضة بعذر أو بدون عذر بل ويبتكر الطفل أعذار مختلفة و يوجد كل يوم قصة جديدة فقط لكي لا يذهب للروضة.
  • بعد إجباره للذهاب للروضة نجد أن الطفل لا يستجيب لأوامر المعلمة ويسبب مشاكل سلوكية كثيرة ليعبر عن غضبه ورفضه للحضور للروضة وفصله عن والدته وبيئته الآمنة وهي البيت.
  • قد يكون الطفل مطيعا ويذهب للروضة بشكل منتظم ولكنه لا يتحدث عن روضته ولا عن معلمته أو زملائه ولا يخبر والديه بما تعلمه من جديد على غير عادته وهي سرد ما يحدث معه و يبدو عليه علامات الخمول والاكتئاب و يعلق بعبارات سلبية عن الروضة.

وعدم إحساس الطفل بالانتماء للروضة أوجد مشاكل كثيرة للطفل على سبيل المثال لا الحصر:

  • عدم تقبل كثير من الأطفال للروضة وعزوفهم عن الذهاب مما يحرم الطفل من فوائد التعليم قبل المدرسي الذي يقدم تنمية شاملة للطفل (جسديا واجتماعيا وانفعاليا و عقليا ) كما يهيئ الطفل للمرحلة القادمة وهي مرحلة المدرسة.
  • كثرة الغياب بين الأطفال وخاصة أطفال المستوى الأول مما يؤدي لحرمانهم من الكثير من الأنشطة التعليمية والتي يستفيد منها أقرانهم بالفصل.
  • تظهر سلوكيات غير مقبولة من الطفل لم يعهده الوالدين بطفلهما  ويكون السبب رغبة الطفل للفت انتباه الوالدين و للتعبير عن غضبه و حزنه من إجباره للذهاب للروضة وإبعاده عن والدته.
  • كره الطفل للروضة و عدم تقبلها يمتد لمرحلة المدرسة لأنه يكون قد تكون في ذهن الطفل فكرة وشعور سلبي عن المدرسة.

من خلال بعض المشاكل السابقة الذكر التي يتعرض لها الطفل وذلك لعدم شعوره بالانتماء لروضته يظهر لنا أهمية غرس الإنتماء وحب الروضة أو المدرسة في نفس الطفل بل والتخطيط لها جيدا وإعطاءها الوقت والجهد المناسبين سواء من إدارة الروضة و المعلمة و أولياء الأمور وسوف أقدم في هذه المقالة بطرح بعض الأفكار التي قد تساعد لغرس هذه القيمة في نفس الطفل:

  • عند حضور ولي الأمر لتسجيل الطفل يجب وضع برنامج لتعريف الطفل بالروضة ومعلمته ويشاهد جميع أركان المدرسة وذلك لبث الحماس والرغبة في الطفل للانتساب للمدرسة في العام الدراسي القادم.
  • في الأسبوعين الأول والثاني من العام الدراسي يتم عمل جدول لاستقبال الأطفال يشمل على فعاليات تهم الأطفال وعدم البدء بتدريس المنهج.
  • وضع خزانة لكل طفل يعلق فيها اسمه وصورته لوضع أغراضه الشخصية فيشعر الطفل بأن له شيء ملكه بالروضة.
  • وضع كوب وصحن خاص للطفل في الوجبة الغذائية مكتوب عليها اسمه.
  • وضع صورة الطفل على الكرسي الخاص به الموجود في الصف.
  • وضع لوحات في الإدارة والممرات والقاعات الدراسية لعرض أعمال الأطفال.
  • لوحات التعليمات الموجودة في الممرات ودورات المياه والساحة الخارجية من أعمال الأطفال (يكتب الأطفال اللوحات بخط يدهم وتغلف حراريا).
  • عمل لوحة لتعزيز الطفل في القاعة الدراسية بشرط عدم مقارنة الطفل و أدائه بأقرانه.

في النهاية فإن النظام التعليمي المتبع في الروضة ومدى مناسبته لخصائص نمو الطفل و توفيره  المتعة في التعليم وكذلك تعامل المعلمة وأسلوبها مع الأطفال هي التي تضمن استمرار حب الطفل وإقباله للروضة.