كيف تعزز تجربة الموظف للعمل ضمن فرق هجينة؟

تسعى فِرَق الموارد البشرية إلى إنشاء تجربة جيدة في مكان العمل لموظفيها؛ ولكن يُعدُّ الحديث عن تحسين تجربة الموظف أسهل من تطبيقه، خاصةً وأنَّ معظم الموظفين لا يعملون في مكاتبهم الآن. يختلف كل موظف عن الآخر، ويواجه مجموعة فريدة من التحديات والقضايا، والتي لسوء الحظ لا تستطيع الشركة التعامل معها دائماً.



بالإضافة إلى ذلك، يتفاقم هذا الوضع غالباً بسبب حقيقة أنَّ الموظفين لا يعملون في المكان نفسه، ومع ذلك، يمكِنك الاستفادة من بيانات موظفيك لمعرفة كيف يمكِنك خدمتهم ودعمهم بصورة أفضل أينما وُجدوا.

تتألف الشركات التجارية اليوم من فِرَق هجينة (الفريق الهجين هو هيكل عمل مرن، حيث يعمل بعض الموظفين عن بُعد ويعمل الآخرون من موقع مركزي أو مكتب)، ووفقاً لاستطلاع الاستحقاقات السنوي لعام 2019 الذي أجرَته جمعية إدارة الموارد البشرية (Society for Human Resource Management)، سمحَت 27% فقط من الشركات بالعمل عن بُعد بالكامل، وبين عشية وضحاها، في عام 2020، أصبح 42% من العاملين في المكاتب في الولايات المتحدة يعملون بدوام كامل عن بُعد.

شاهد بالفيديو: كيف تعمل عن بعد في منزلك؟

بينما ينتظر بعض الموظفين عودة العمل إلى المكاتب، يتقبَّلُ كثيرٌ من الناس شعور المرونة والراحة المرتبط بفكرة العمل من المنزل؛ حيث وَجدَ استطلاع حديث أجرَته شركة برايس وترهاوس كوبرز (Price Waterhouse Coopers)، أنَّ 89% من المديرين التنفيذيين يتوقعون أنَّ أكثر من 30% من الموظفين سيواصلون العمل عن بُعد على الأقل يوماً واحداً في الأسبوع بعد انتهاء جائحة كورونا، بينما يتوقع 55% منهم أن يقوم أكثر من 60% من الموظفين بذلك، ومن المحتمل أن تستمر الفِرَق الهجينة في العمل عن بُعد.

إذاً، يمكِن لفِرَق الموارد البشرية الحفاظ على تجربة متماسكة للموظفين ليتمكنوا من العمل ضمن فِرَق موزعة، وذلك من خلال معرفة ما يريدونه ويحتاجونه.

تتيح لك أدوات الاستطلاع المناسبة الاطلاع على البيانات وفقاً للخصائص السكانية للموظف، ومعلومات عمله، وغيرها من الخصائص المحددة مثل: الفترة التي يستغرقها للوصول إلى عمله وحالته الاجتماعية؛ حيث يُتيحُ لك هذا الأمر تصنيف التغذية الراجعة الواردة من الموظفين داخل المكتب أو عن بُعد لمساعدتك في تلبية احتياجات الفِرَق الهجينة، كما تسمح الاستطلاعات المتعلقة برضا الموظفين التي تجريها فِرَق الموارد البشرية باستمرار بالحفاظ على سلامة الموظفين وتحديد فرص نموِّهم.

لمساعدتك على تحقيق الربط بين مفهوم مشاركة الموظف في العمل عن بُعد ومستوى خبراته، نُقدِّم إليك بعض الطرائق التي يمكِن أن تساعدك بها نتائج الاستطلاعات في صقل تجربة الموظف ليتمكن من العمل ضمن فِرَق موزعة:

الموظفون الذين يعملون عن بُعد:

غالباً ما يشعر معظم الموظفين الذين يعملون عن بُعد بأنَّهم بعيدون عن الأنظار وغير قادرين على العمل بصورة طبيعية، ومع ذلك، هم جزءٌ من شركتك مثلهم مثل أي موظف آخر، ويستحقون أن يتمتعوا بنفس التجارب التي يتمتع بها الفريق الذي يعمل داخل المكتب، إلى جانب بعض التعديلات والتغييرات اللازمة للعمل من المنزل، ولأنَّ تجربتهم مميزة جداً؛ فإنَّ أفضل مسار للعمل هو أن تسأل كيف يمكِن لشركتك مساعدتهم، حيث يمكِنك مقارنة نتائج استطلاع مشاركة فريقك عن بُعد مع نتائج الموظفين داخل المكتب، واكتساب رؤىً فاعلة تتعلق بمجالات الخبرة في العمل عن بُعد التي تعرفها والتي يمكِنك تحسينها.

إقرأ أيضاً: كيف تجعل العاملين عن بعد أكثر انخراطاً في العمل؟

كما توجد طريقة أخرى لضمان توفير تجربة عادلة وشاملة للموظفين، وهي تقديم الميزات نفسها للموظفين داخل المكتب وللذين يعملون عن بُعد، ويمكِن أن يكون هذا الأمر من خلال توفير برنامج العافية في مكان العمل، أو بعض المنتجات الترويجية للشركة، أو دورات عبر الإنترنت، أو فرص للتطوير المهني، وكذلك يمكِنك مساعدة الموظفين في تجهيز مكاتبهم المنزلية من خلال دعم تكاليف شبكة الإنترنت السريع أو اللوازم المكتبية أو عضوية للعمل المشترك.

يَفتقد الموظفون الذين يعملون عن بُعد الأحداث المتعلقة بالعمل والشركة غالباً، ويمكِن أن يساعد تشجيع المديرين على قضاء الدقائق الأولى من كل اجتماع للدردشة مع الموظفين الذين يعملون عن بُعد أو جدولة اجتماعات والتواصل معهم في خلق جو من المرح للفِرَق التي تفتقد جو العمل من المكاتب والتواصل مع الآخرين، وعندما يكون لديك مناسبة مُقرر عقدها للفريق، خصِّص وقتاً كافياً لإرسال الهدايا وبطاقات المعايدة للموظفين الذين يعملون عن بُعد بحيث يمكِنهم الاحتفال بطريقتهم الخاصة، كما يمكِنك تقديم مِنح للموظفين كل ثلاثة أشهر ليتمكنوا من تناول العشاء مع زملائهم في العمل؛ حيث يتيح لهم هذا الأمر مقابلة زملائهم في العمل ضمن مدينتهم، أو مقابلة شخص جديد، أو تطوير علاقاتهم الحالية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة