كيف تصمم بيتا سعيدا؟

 

 نولي اهتماما كبيرا عندما نود أن نتخذ منزلا لنسكنه، فنحرص على تصميمه هندسيا وفق أمور جمالية- شكلية رائعة، ونبتاع له الأثاث الذي يريحنا. ويبقى على مدار الأيام محط اهتمامنا في تنسيقه وتنظيمه وترتيبه. وهذا شيء جميل وجيد أن نهتم بالمكان الذي نقطنه لما للجمال والترتيب من انعكاس على النظر فتشعر النفس بارتياح. ولكن هذا الديكور الشكلي يبقى ناقصا إن لم يكتمل بلمسات فنية وعاطفية وتربوية وإذ ذاك تتسق الصورة في أبهى ملامحها. كيف؟



 

ربما تكون رسمت صورة العائلة التي تريد قبل وخلال الزواج؟ وربما كانت وفق ما تريد وربما لا..؟ وربما أنت في طور تأسيس عائلة جديدة ولما تتضح صورة بنائها بعد؟ وربما أنت تعيش في ظل أسرة "عبثية" وترغب لو أنها كانت على غير ما هي عليه؟ في مجمل هذه "الأحوال" ثمة مبادرة بسيطة متطلبة من كل فرد يرغب في التغيير، فإذا كنا نرغب في أسرة وفق ما نتمنى ونشتهي يبطلب منا ذلك بعض التحدي للبدء بتغيير ما نراه غير مناسبا لمسار عائلة تطمح إلى السعادة. لنبدأ في إبعاد ما يعكر صفو مناخ البيت وينغص حياته، مثلا:

- إذا كان يبدو على بعضهم الغضب، فنريه كيف يكون الهدوء وحلاوة الصبر.

- إذا كان أحدهم حزينا.. فلنجعله سعيدا (وهناك أكثر من طريقة لذلك/ فتش عما يحب أن يعمله).

- إذا كان هناك من لديه متعة النقد والسخرية، فلنتقبل ذلك بروح رياضية.

صحيح أنه لا يوجد عائلة مثالية ومنزل سعيد مئة بالمئة، ولكن لنزرع دائما بذور التفاهم والمحبة والتعاون، فمن يزرع اللطف يحصد الصداقة ومن يزرع الرقة يجمع الحب ومن يزرع الوفاء لاشك أنه سيجني المكافأة على عمل طيب.. وأفضل مكأفاة على عمل طيب هو معرفتنا أننا علمناه للتو. لقول أحدهم: "ازرع بذرة تصرف حسن تحصد عادة، ازرع عادة حسنة تحصد سمعة، ازرع سمعة تحصد قدرا". فهل تتذكر آخر عمل طيب قمت به تجاه أسرتك متى تم؟ أعتقد أن "الالتفاتات الطيبة" هي البذور الصغيرة التي من شأنها أن تنبأ بموسم حصاد وافر من السعادة.

يروي أحدهم شيئا من هذا القبيل حيث يقول: عندما كنت أخرج من البيت مساء كانت أمي تبقى مستيقظة تنتظر عودتي، ومرة غلب عليها النعاس فتركت ورقة دونت عليها "أهلا بك.. أيقظني عندما تعود، فأنت تعلم أنه لا يغمض لي جفن إلا عندما تصبح في المنزل.."

يقول البروفسور الأمريكي "روبرت تشافيلد" في السلسلة الرائعة "كل شيء عن الثقة بالنفس": "يمكنك أن تنشر السعادة للناس الذين في عالمك بمجرد أن تبقى لجانبهم، تماما مثلما يسعدنا وجود الآخرين من العائلة والأصدقاء بقربنا فهم صانعو السعادة في حياتنا".

ولعل أجمل أنواع السعادة عندما تجد نفسك تساعد قريبا لديك في بعض مشاكله، همومه، أوجاعه، أن تعيره أذنا صاغية أو تقف إلى جانبه عندما يتأزم الموقف (مثلا: حادث سيارة).. تذكر أن فعل الأشياء الصغيرة وإن كانت بسيطة تنشر سعادة عامرة، كما رشة العطر تملأ أرجاء المكان على قلتها.

 موقع الأسرة السعيدة