كيف تساعد أطفالك على التفكير كرواد الأعمال؟

ينبغي للأهل غرس قيم الاستقلالية والاعتماد على الذات والتفكير المنتج في عقول أبنائهم، وتنشئتهم منذ نعومة أظفارهم على الثقة بالنفس والابتكار. فرواد الأعمال ما كانوا لينجحوا في أعمالهم لولا أنهم أصابوا شيئاً من هذه الصفات أيضاً.


هل من الممكن توعية أطفالنا مهنياً في عمر مبكر، من خلال إعطاءهم المشورة والدعم اللازمين لذلك؟ إن أمكن تحقيق ذلك، فما الذي يمكننا قوله لهم، وكيف نتجنب تعرضهم للإخفاق؟

إن سوق الوظائف مخيف حقاً؛ إذ بالرغم من أن الشباب ينهون تعليمهم، وسيرهم الذاتية المليئة بالخبرات، إلا أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في إيجاد العمل الذي يرغبون به. ولهذا، يشعر العديد من الآباء بالقلق، من ألا يجد أبناؤهم الوظيفة المناسبة. لذلك، من الجيد أن ننشر الوعي بين أبناء هذا الجيل، فيما يخص قواعد الأعمال، ونمنحهم الشعور بالاستقلالية، ونعلمهم قيمة المال. لكن متى يمكننا البدء بهذا الأمر ومتى نضع حداً للاستقلالية التي نمنحهم إياها؟

ابدأ بتعليمهم في عمر مبكر:
يرى المختصون أنه ينبغي على الأطفال اتباع بعض العناصر الأساسية في مجال الأعمال، عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة؛ فالمهارات التي ينبغي على الطفل البالغ من العمر 13 عاماً معرفتها والبراعة فيها هي الثقة. وذلك بالتفكير إيجاباً والحماس في بذل ما بوسعه لإنجاز المهمات، والنضج الكافي لتعلم الأسباب وراء تعرض بعض الأفكار للرفض أو القبول.

إن التحلي بالقدرة على توليد الأفكار والتصرف باستقلالية، من الصفات المهمة التي يجب أن يتحلى بها رواد الأعمال. بالإضافة إلى صفة القدرة على امتصاص الضربات وحالات الفشل، والنهوض من جديد بعزيمة وثبات. ويمكن للأهل أن يجهزوا أطفالهم لمواجهة هذا الأمر، من دون الحاجة إلى إلقاء المحاضرات حول الأعمال والتجارة، إذ يمكنهم تشجيع الأطفال على التفكير الإبداعي. وليس بالضرورة أن ينحصر تفكيرهم في هذا المجال، فهي مجرد وسيلة لجعلهم يبادرون في إيجاد الحلول كرواد الأعمال الذين يجدون الحلول للمشكلات المالية مثلاً.

اجعل الأمر ممتعاً:
إن إعطاء الأطفال دروساً عن التفكير باستقلالية وابتكار الأفكار أمر جيد، لكن تكمن المشكلة في كيفية إعطائهم هذه الدروس، وما هي طبيعة النشاطات التي تولد لديهم هذه الصفات. فهل يمكن أن نجعل هذا الأمر أكثر متعة لهم؟

نعم يمكن ذلك، حيث يمكن منح الأطفال تجربتهم الأولية في مجال الأعمال، من خلال جعلهم يلاحظون عملك ويمارسونه أيضاً، فالتجربة الشخصية أفضل من المحاضرات النظرية.

لذلك، ما الذي على الأهل فعله والتركيز عليه؟ عليهم أن يحددوا وقتاً كافياً لأطفالهم، لممارسة نشاطات منظمة. وسواء أكان النشاط متعلقاً بالتصميم، أو بأي عمل آخر، عليهم أن يتأكدوا من أن الأطفال يقضون عدداً من الساعات أسبوعياً في ممارسة الأعمال على اختلاف أنواعها. فإن استفاد الأطفال من قدراتهم الطبيعية على الابتكار، فسيبرعون بها طوال حياتهم.

علمهم كل ما يتعلق بالأمور المالية:
إن إنفاق المال على نحو هادف، من الأمور المهمة التي يجب على رجال الأعمال التمتع بها. لهذا، ينبغي على المرء أن يضع قيوداً على أطفاله عندما يتعلق الأمر بالنقود، وذلك ليصبح بإمكانهم إدارة شؤونهم المالية بأنفسهم.

ويوجد العديد من الأساليب التي يمكن أن يتبعها الأهل، لمساعدة أطفالهم على اكتساب القدرة للتصرف بحكمة فيما يتعلق بالمال. ومثال ذلك: إذا طلب طفلك أن تشتري له لعبة من حسابك في البنك، أخبره أنك تعمل بجد لتملأ حسابك بالنقود، ودعه يسهم بثمن اللعبة. ففي أغلب الأوقات، يشتري الآباء الألعاب لأطفالهم، ويقدمونها لهم كهدايا، لكن عليهم أحياناً أن يتيحوا لأطفالهم فرصة المشاركة في شراء هذه الألعاب، ليتولد لديهم الشعور بأهمية النقود.

امنح أطفالك فرصة المحاولة:
لا تكمن الأهمية فيما تفعله، بل في ما لا تفعله؛ فالنزعة إلى المبالغة في حماية أطفالنا، وميلنا إلى أداء كل ما يتعلق بهم بأنفسنا، قد يضر بتطورهم كأفراد مستقلين. إذن علينا منحهم فرصة المحاولة لتنفيذ بعض أمورهم الخاصة بأنفسهم.

ومن الأمثلة على نجاح هذا الأسلوب، هنري باترسون، الذي بدأ أعماله وهو في سن الـ5 في مجال تغليف الكرات القطنية، ليؤسس لاحقاً موقعه الإلكتروني (نوت بيفور تي- Not Before Tea) وهو في عمر 10 سنوات. وبالرغم من عدم قدرته على التصرف بأمواله حالياً، إلا أنه من المرجح أن يبني إمبراطورية عند بلوغه سن الرشد. لذلك، فإن النصيحة المناسبة للأهل، هي أن يحاولوا معرفة الأسلوب الصحيح لتشجيع أبنائهم على أداء عمل ما، وأن يتركوا لهم مطلق الحرية في متابعته إن كانوا يحبونه.