كيف تدعم مشروعك بقرض بنكي؟

إن تأسيس أي مشروع مهما كان صغيرا، مهمة لا يستهان بأعبائها. إذ يلزم في بادئ الأمر توفير مقدار جيد من المال يكفل لك انطلاقة قوية. لكن البنوك لا تكون متحمسة كثيرا لتمويل مثل هذه المشاريع الصغيرة، فهي ترى أن ذلك ينطوي على مخاطر عالية، وبالتالي فهي تفضل التعامل مع الشركات الكبيرة بمخاطر تمويلية أقل وأرباح أعلى.


ومن أجل النجاح في تأمين قرض ملائم يسد احتياجات مؤسستك الناشئة، عليك أن تتعرف إلى بعض الجوانب التي تؤثر في قرار البنك قبل أن يتخذ قراره بمنح مؤسستك قرضا:

1. الشخصية:
في غالب الأحيان، لا يهتم مسؤول القروض في البنك بشخصية المرء بقدر اهتمامه بمدى أهليته للحصول على القرض المطلوب. كما أن هذا المسؤول لا يبحث عادة في شخصية المقترض، وإنما يسعى لمعرفة ما إذا كان هناك فريق إداري ماهر يقف خلف هذه المؤسسة الصغيرة، إيمانا منه بأن العميل الجيد هو من يبذل قصارى جهده في أداء واجباته والوفاء بالتزاماته. لكن ما من شك بأن هناك شروطا أخرى ينبغي أن تتوافر لدى المرشح للحصول على القرض.

2. الأهلية: وهي من أهم العوامل المؤثرة، بل إن معظم الدائنين التقليديين يرونها عنصرا مفصليا في الموافقة على القرض، على الرغم من تفاوت المعايير المتبعة في تحديد مدى الأهلية بين بنك وآخر. لكن تتفق معظم البنوك على أن هذا العنصر يتمثل في جاهزية المرشح للوفاء بما عليه من واجبات مالية. لذلك، عليك أن تعرف مسبقا مدى استحقاقك للقرض وقدرتك على سداده. ومن الضروري أيضا أن تستعد لتوضيح أي مآخذ أو نقاط سلبية قد يناقشها مسؤول القروض معك، وأن تحاول جذب انتباهه إلى النواحي الإيجابية التي تتمتع بها مؤسستك.

3. الدخل: يتعلق ذلك بحجم الإيرادات الشهرية أو السنوية. إذ لا يوجد أي بنك يهتم بإعطاء قرض إلى شخص لا يملك القدرة المادية على سداد ديونه. وحتى إن كنت تتمتع بالأهلية، فلا يستحسن أن تتقدم أساسا بطلب قرض في حال كان مشروعك في طور الإعداد ولم يبدأ بعد بجني عائداته. إذ ينصح حينها باتباع أسلوب أكثر روية، وتدعيم التصور المتعلق بتنفيذ المشروع والإلمام بجميع جوانبه أولا لإقامته على أسس متينة، وطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء إن أمكن.

4. رأس المال: قد يشتكي البعض من أنهم لم يكونوا بحاجة إلى قرض أصلا، لو كانوا يملكون رأس مال كاف لمشروعهم، والذي يسأل عنه موظف البنك قبل أن يوافق على منح القرض المطلوب. لذلك ينبغي التذكر بأن البنوك شديدة الخشية من المخاطرة، وتحرص دائما على ضمان أن يكون للمقترض بعض الممتلكات اليسيرة، فهي ترى فيها ضمانة تقيد المقترض وتمنعه من التهرب. فإذا كان في حوزتك بعض السيولة النقدية، تستطيع حينها أن تثبت للبنك بأن مؤسستك ليست على حافة الإفلاس، وأنك تنوي استغلال القرض من أجل تطوير مشروعك حقا، وليس لتسيير الأعمال لفترة وجيزة في محاولة يائسة لتفادي الإخفاق.

5. الضمانات: معظم البنوك ومؤسسات الإقراض الأخرى تعد الأصول كالعقارات ورؤوس الأموال ضمانات. وهناك أيضا من يعد الحسابات المرتقب قبضها وإيصالات البطاقات الائتمانية الشهرية ضمانات كافية. ولا تنس أن إمكانية حصولك على القرض تتوقف على نجاحك في إيجاد وسيلة لتقليص نقاط الضعف التي قد تعاني منها مؤسستك فيما يخص الجوانب السابقة.